كـتـاب ألموقع

من يتخلف يلعنه التأريخ// كامل زومايا

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: كامل زومايا

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 16 آب/أغسطس 2014 14:59

كتب بواسطة: كامل زومايا

الزيارات: 1419

اقرأ ايضا للكاتب

من يتخلف يلعنه التأريخ

وزير يستقيل وغبطة البطريرك يدعو للحماية الدولية

كامل زومايا

منذ سقوط نينوى المفاجئ في ليلة العاشر من حزيران٢٠١٤ ،  دب الخوف والهلع بين صفوف شعبنا في مناطقه الرخوة  في سهل نينوى، ومع قطع الماء والكهرباء وانعدام المستلزمات الطبية والمواد الغذائية وقطع الرواتب لابناء شعبنا، وبرغم كل الظروف الصعبة والعصيبة الا ان شعبنا لم يفقد الامل وخاصة انه تلقى تصريح  السيد مسعود برزاني رئيس اقليم كوردستان العراق على اثر استقباله لغبطة البطريرك مار لويس ساكو  في ٢٣ تموز ٢٠١٤ بمكتبه في صلاح الدين بأرتياح كبير، حيث اكد رئيس الاقليم لغبطة البطريرك" إما أن نموت معا أو نعيش معا بحرية وكرامة“ استقبل شعبنا هذا التصريح  وسط موجة العداء لهويتنا بأرتياح كبير ووأطمئنان عميق ، كانت  رسالة اطمئنان لأبينا البطريرك ولشعبنا بأن لا يتركوا مناطقهم  وخاصة هناك من يحميهم ويحمي قراهم ويدافع عنها في سهل نينوى ، الا ان بعد هذا اللقاء بأسبوعين  تلقى شعبنا ضربة قاضية وصدمة كبيرة  قرار انسحاب  قوات البشمركة في الثامن من آب ٢٠١٤ وقد اتخذ قرار „الانسحاب التكتيكي „ لقوات البشمركة من مناطق سهل نينوى دون سابق انذار ، مما جعل شعبنا بشيبه وشبابه الاعزل ونسائه واطفاله في ليلة وضحاها لقمة سائغة لوحش مفترس ، لا يعترف ولا يؤمن بكل الشرائع السماوية والوضعية ، وامام هذه المحنة الكبيرة والمحك الذي لم يحسب حسابه يوما ، هذا الشعب صاحب ارث وحضارة كان ومايزال يحاول ان يكون سلاحه هو السلام … السلام ليس غيره ايمانه الوحيد للدفاع عن قضيته وقضية بقاءه ووجوده ، فقد تعرض لابشع تهجير وسلب ونهب لممتلكاته وتدنيس اعراضه وشرفه أمام مرأى ومسمع الحكومة الكردستانية والعراقية والمرجعيات الدينية والرأي العام المحلي والدولي اضافة للدول الكبرى كأميركا وبريطانيا ودول الاتحاد الاوربي الذين جميعهم لاذو بصمت رهيب أمام الفاجعة التي يتعرض لها شعبنا الاعزل  في سهل نينوى ، حتى ان „المساعدات الانسانية“ الذليلة والتي تلقفها شعبنا مجبرا كانت بعين الاخرين تعد مكرمة يقدمونها لشعبنا  في هذا الفضاء الواسع لنسيان شعبنا الاعزل في وسط الصرعات والاقتتال الذي ليس له فيها لا ناقة ولا جمل، وازاء ذلك اطلق المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في ٥/ آب الحالي نداء وصرخة لمجلس الامن الدولي والمجتمع الدولي بالوقوف ومساندة شعبنا  في محنته وان يتحملوا مسؤوليتهم الاخلاقية  ، الا وكما يبدو ان تلك الصرخة التي عبرت عن عمق معاناة شعبنا لم تلقى آذان صاغية من الجميع ، وازاء عمليات النزوح الكبيرة لأبناء شعبنا من مناطقه في سهل نينوى ، تم تقديم بعض المساعدات التي لاتسد حاجاته اليومية في البقاء ، حتى تلك المساعدات قدمت من باب رفع العتب ليس الا ، فقد افترش شعبنا الارض والتحف السماء في شوراع وازقة مدن  اقليم كوردستان /عنكاوا اربيل دهوك ، وامام المطالبات العديدة لممثل شعبنا في وزارة حكومة كوردستان الكابينة الثامنة الاستاذ جونسون سياويش الا ان رد فعل الحكومة باتجاه الحد من معاناة شعبنا لم تكن بالمستوى  المطلوب ولا ترقى لحجم معاناته اليومية   ، وازاء ذلك قدم سيادته استقالته في ١٣ آب ٢٠١٤ من الوزارة  ، وقد اعقب استقالته بتصريح للاعلام „ بأنه لم يتمكن الاستمرار بعمله وهو يشاهد ابناء شعبه يفترشون الشوراع والحدائق دون مد يد العون والمساعدة لهم بالرغم من مطالباته المتكررة لحكومة كوردستان ، واليوم وبعد استقالة سياويش وزير النقل والاتصالات بيومين جاءت صرخة ونداء غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو كما وصفها بعد ان طفح الكيل بالزلزال بما يتعرض له شعبنا من موت بطيئ وطالب المجتمع الدولي وخاصة امريكا صاحبة النفوذ والقوة وكذلك دول الاتحاد الاوربي بضرورة تحرير بلدات شعبنا وبسط الحماية الدولية لمناطقنا في سهل نينوى  في ظل عدم تمكن القوات الحكومية العراقية والكوردستانية بالدفاع عن مناطق شعبنا ، كما ان قائمة الوركاء هي الاخرى  اعلنت اليوم بضرورة  بسط الحماية الدولية لمناطق شعبنا بسبب ما يتعرض له شعبنا من محنة وكارثة حقيقة بأزالته من الوجود لو استمر الامر على هذه الشاكلة …

ازاء ذلك ثبت بحكم اليقين بأن شعبنا له خيارين لا ثالث لهما

الخيار الاول يتمثل المطالبة في الحماية الدولية لمناطق شعبنا دون لف ودوران والعمل على تفعيل هذا المطلب وتوحيد صفوف شعبنا بمؤسساته الدينية والحزبية وجميع مؤسساته المدنية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية ، وخاصة اننا امام نتائج امتحان بعدم  امكانية حماية مناطقنا والدفاع عنها من قبل اقليم كوردستان والحكومة المركزية ، انها حقيقة لابد لنا ان نعي الدرس جيدا بعد العاشر من حزيران الماضي  وان الوعود وصكوك الغفران التي تعهدوا بها لأحزاب شعبنا ومؤسساته الدينية وللشخصيات القومية  ، ما هي الا وعود يمكن نكثها بل انها اداة وجسر للعبور بمصالحهم على حساب شعبنا ، وعلينا ان نعلم مهما كان لنا صديق هنا او حليف هناك ففي جميع الاحوال سوف لايدافعون عن قضيتنا على حساب مكتسباتهم ومصالحهم واهدافهم ، فلا بد ان ندافع وبدون خجل من احد عن تاريخنا وحضارنا ومستقبلنا كأشخاص وكمؤسسات واحزاب ، وان الدفاع عن مصالح شعبنا ليست بالضرورة هي حالة استعداء لهذا الصديق او ذاك الحليف ، كل ينطلق من مصالحه الخاصة ، وهل توجد مصالح اكبر من مصالح شعبنا في البقاء في مناطقه بكرامة ؟؟؟!!  عليه لابد من تقديم الاستقالات بشكل جماعي من ابناء شعبنا الذي تسنموا مناصبهم الحكومية في المركز او في كوردستان على حد سواء ، حيث وكما هو معلوم ان مناصبهم لم تأتي من جهودهم او بسبب عملهم المهني والاكاديمي ، بقدر ان مناصبهم جاءت بسبب الاستحقاقات السياسية ضمن العملية السياسية العرجاء في البلاد ، وعليه وازاء ذلك تعتبر تقديم الاستقالات من قبل ممثلي شعبنا ان كانوا وزراء او اعضاء مجالس المحافظات او „الهيئات المستقلة“ او اي مسمى آخر حكومي اضعف الايمان لأسماع صوتنا للمجتمع الدولي ، وفي حالة  تشبثهم بمناصبهم لكسب الامتيازات لا بد ان يعلموا ان تلك الامتيازات يدفع ثمنها شعبنا من كرامته وابناء شعبنا المشردين في الشوارع ومن بناتنا ونساءنا الذين يباعون في سوق النخاسة

الخيار الثاني وبكل ألم وحسرة هي الهجرة انها كارثة حلت على شعبنا الاعزل ، علينا ان نعترف بالحقيقة المرة دون مزايدات ، وان نعترف كاحزاب ومؤسسات وشخصيات اننا لم ندير الصراع في نيل حقوقنا بشكل مدروس ، كنا ومازلنا نخلق المعارك فيما بيننا ، ولا زلنا نبحث عن امتياز هنا وهناك على حساب شعبنا …

علينا ومازال في العمر بقية،  ان نحسن التصرف بمقدرات شعبنا ، شعبنا مازال ولادا وشعبنا مازال يطمح ان ينال حقوقه في مناطقه التاريخية انه حلم يراوده منذ اكثر من قرن وهذا حقه المشروع

علينا ونحن في خريف العمر ، ان نكون متماسكين موحدين فيما بيننا ، نكون صورة جميلة لابناءنا  في نكران الذات والدفاع عن آمال وطموحات شعبنا في العيش بكرامة في بلداته وقراه دون ركوب اهوال الهجرة والعيش حالة التشرد في اصقاع الدنيا

علينا ان ندير الصراع من اجل نيل حقوقنا بشكل عقلاني ومستقل عن الاخر مهما كان هذا الاخر صديقا كان او حليفا

علينا ان نقرا التأريخ بعقل مفتوح ولنعلم ان من يتأخر في تحديد موقفه وقراره سيلعنه التأريخ وسيجرع ذل خيبته من كأس جبنه وضعفه ، ولات ساعة ندم

• < السابق
• التالي >