كـتـاب ألموقع
مقبرة النجف ومقبرة واشنطن// حسن الخفاجي
/ 0
- المجموعة: حسن الخفاجي
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 20 آذار/مارس 2015 19:47
- كتب بواسطة: حسن الخفاجي
- الزيارات: 1439
مقبرة النجف ومقبرة واشنطن
حسن الخفاجي
لا احد مثلنا يعشق الحياة، نعانق الصباح بالفرح، مواويلنا تحاكي بتعرجاتها حركة "المشاحيف" . "المساحي" تمزق قسوة الأرض لتخرج غيرتها سنابل تقبل شفاه الجائعين. نعشق الحياة بعشقنا لحضيري وداخل حسن وزهور حسين وناظم الغزالي وجواد سليم وفائق حسن ويوسف العاني وحجي راضي وعبوسي. مازالت خارطة بغداد مرسومة في أذهان حتى من غادروها منذ عقود، علامتها المضيئة والفارقة قبابها الذهبية ومراقدها المقدسة. جدارية فائق حسن تحكي قصة عشقنا للحياة، ونصب الحرية يحكي قصة عشقنا للحرية الممهورة بالدم والآهات. نصب ماء كهرمانة ساخنا على رؤوس اللصوص والقتلة ومساعديهم وبذلك نفرح الفنان محمد على حكمت في قبره. نعشق الحياة بعشقنا لماضينا السومري وحضارتنا، نعشق المراثي ونجمع المتناقضات. نحب لدرجة العشق محاضرات الوائلي ومقتل عبد الزهرة الكعبي. بدرجة عشقنا للحياة نعشق الشهادة على طريق الحسين ع ، الذي ترن بأذان كل الأحرار صيحاته في كربلاء: "أبالموت تهددني يا أبن الطلقاء إن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة " . نموت بشرف من اجل أن يحيا أولادنا وأحفادنا حياة كريمة ومن اجل ان تظل الكرامة تطوّق جبين العراق نعشق الاستشهاد.
نعتبر الاستشهاد من اجل الدفاع عن الوطن مكرمة، ويعتبره غيرنا ان كثر بلاء . مهما كثرت أعداد الشهداء فتلك نعدها أوسمة شرف في جباه الأحياء من اسر وأقارب الشهداء ولا نخفيها أو نقلل منها، لأنها درب عزتنا على طريق الإمام الحسين ع .
من نشطوا إعلاميا وتعبوا وترجموا تقارير جريدة الواشنطن بوست من مقبرة النجف وهم يحصون أعداد شهداء الحشد الشعبي، هم بذلك يعتقدون أنهم يؤدون خدمة إعلامية مميزة في وقت الحرب الوطنية الوحيدة التي جرت على ارض العراق منذ ثورة العشرين إلى يومنا هذا. انه تشويش إعلامي وإثارة زوابع تخدم الدواعش وتقوي شوكتهم. مهما كثرت أعداد الشهداء فان الحشد ماضون لإنقاذ العراق من براثن داعش، لمن يختار العيش الحر المشترك، اما من يختار غير ذلك ويحصي اعداد الشهداء ويروي حكايات الدفانة واسر الشهداء من مقبرة النجف فانه لن يحقق من أهدافه شيئا .
من أسهم بترجمة إحصاء شهداء الحشد الشعبي، كان الأجدى به أن يحصي أعداد قتلى الدواعش ولو بشكل تقريبي ، أو ان يترجم المقالات والتقارير الصحفية التي تشيد بأداء الحشد وهي كثيرة وان لم يفعل ذلك ،
عليه ان يحصي قتلى الأمريكان بحروبهم منذ فيتنام إلى ألان، وعليه المرور على مقبرة قتلى الحرب الأمريكان في واشنطن ليسجل لنفسه سبق صحفي بعدما يلتقي بدفانة مقبرة واشنطن !.
النائب قاسم الاعرجي أعلن في لقاء تلفزيوني عن أعداد شهداء الحشد وقال: "إنهم بحدود الألف شهيد" هذا باعتقادي يجب ان يوفر عليكم يا مترجمي صحيفة المدى جهد ترجمة مقال الواشنطن بوست .
هل هذه مهمة الإعلام والصحافة الوطنية وقت الحرب يا صحيفة المدى؟.
في موضوع آخر تناول الشاعر الشعبي اللامع سمير صبيح في آخر مقطع شعري وصلني مسألة في غاية الأهمية، وهي تخلي وعزوف نسبة كبيرة من شباب ورجال الأسر المهجرة عن الالتحاق بالحشد الشعبي ومشاركتهم بتحرير مناطقهم وانصرافهم للبحث عن المنح والعطايا .لمست ذلك من خلال مشاهد تلفزيونية تعرض عودة الأسر للمناطق المحررة وفيها نسبة كبيرة من الشباب والرجال القادرين على حمل السلاح والمشاركة بتحرير مناطقهم. سماع المقطع الشعري يغني عن الشرح مطلوب حملة توعية وتجنيد للشباب المهجرين للدفاع عن مناطقهم. من غير الطبيعي والمعقول ان يستشهد أولادنا وانتم تريدون العودة لمناطقكم على حساب دماء شبابنا. اللعنة على كل من تخلى عن نداء الوطن دون سبب قاهر. قديما قالوا "الغيرة قطرة مو جرة"
"العظيم ينظر الى الحق والحقير ينظر إلى الكسب "كونفشيوس
مقطع من قصيدة الشاعر المبدع سمير صبيح
الجمعة 20 آذار 2015
Hassan عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المتواجون الان
702 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
