اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عدي آخر زمان// حسن الخفاجي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عدي آخر زمان

حسن الخفاجي

20/4/2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

كان لأحد السلاطين الذين تربعوا على رقاب العراقيين وهم كثر مهرة جميلة تعلق السلطان بها كثيرا. كبرت هذه المهرة وهي محاطة بحرس السلطان، تجوب المهرة الاسواق تاكل من خضار وحبوب الباعة دون ان يتمكن احد من منعها. نشأت كما علموها على اذى العراقيين تعض وترفس من تشاء ولا احد بامكانه الاعتراض.

 

في احد الأيام ذهب السلطان لزيارة الى احد الوجهاء من العراقيين وسأله عن رأيه بحكمه وطلب منه ان يكون صريحا. كعادة العراقيين وإتقانهم "للحسجه" قال الوجية العراقي للسلطان: "جناب السلطان حكمك  خوش حكم بس مهرتك مكروهة ".

سأله السلطان: "اذا صار علينا غزو أنتم معنا لو ضدنا"؟. اجابه الوجيه: "جناب السلطان مهرتك حياتها ما مضمونه لو صارت اي حركة بالبلد".

لم يدرك السلطان عمق ومقاصد كلام الوجيه العراقي ولم يعرف ان مهرته تمثل الوجه القبيح لنظامه .

 

كان الوجه القبيح والمكروه لنظام صدام في فترة السبعينيات خاله خيرالله طلفاح، واحتل عدي مكانه.

لماذا كان عدي الوجه الكريه للنظام على الرغم من ان اغلب أركان النظام كانوا شلة مجرمة بحق العراقيين؟.

لان إجرامه وتعديه على أعراض وأملاك وارزاق ومصالح العراقيين فاق الآخرين، لذلك كان عدي اول من صوب العراقيون نيران أسلحتهم عليه، لانه احتل المركز الاول بعد ابيه بكره العراقيين، وكانت عملية اغتياله مصوبة  للنظام كاملا .

 

حكامنا اليوم حكام اخر زمان جمعوا بين أمرين: اغترابهم بالتصرف عن اخلاق وطبيعة العراقيين وكأنهم سلاطين او حكام اجانب، امر اخر هو انتقادهم وكلامهم الكثير ضد صدام ونظامه والسير على خطاه وفاقوه في الفساد .

 

شيء لافت برز في تظاهرات واعتصامات العراقيين هذه الأيام، وهي محاولة البعض من المتظاهرين إبراز الحبال والمشانق وهم بذلك يلوحون باللجوء الى القوة ان فشل خيارهم السلمي. هذه مؤشرات ورسائل بالغة الخطورة على السياسيين قراءتها جيداً، لان الحبال والمشانق هي جزء من إرث العراقيين بتعاملهم مع السراق والفاسدين والمجرمين من الحكام. سبق لي وان أشرت ونبهت من نفاذ صبر العراقيين وعدم امتحان صبرهم وكتبت ذلك بأكثر من مقال، لكن يبدو ان من يحكموننا اما أخذتهم العزة بالاثم او انهم استهانوا ويستهينون بقدرة وقوة العراقيين، وهم بذلك لا يختلفون عن صدام ونظامه .

 

حرصي على تحقيق العدالة وخوفي من حالة الانفلات والفوضى وخوفي على حياة حتى الفاسدين من المسؤولين يدعوني لان انبه السادة المسؤولين الذين وقعوا "وثيقة الشرف" التي كانت احد اهم أسباب التدهور الحالي، بان يكونوا اكثر واقعية لان تسارع وتطور الأحداث تجاوزهم بأميال وغادر ما هم عليه من اطمئنان وسكون ، عليهم ان يعوا ان الوضع خطير جدا.

 

لحكام اخر زمان مهرة أشد ايذاءً للعراقيين من مهرة السلطان وبرز من بينهم من لعب دور عدي .

 

ترى من سياخذ دور مهرة السلطان التي ذبحها العراقيون وقطعوا جثتها ومن سيكون عدي المرحلة الذي يمثل الوجه الأكثر عفونة للنظام الحالي من حيث السرقة والفساد والمحاصصة والاستهانة بكرامة وقدرة العراقيين .

الجواب متروك لكم.

 

"مال تجلبه الرياح تاخذه الزوابع"

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.