اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل الله بحاجة لمن يدافع عنه؟// حسن الخفاجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

هل الله بحاجة لمن يدافع عنه؟

حسن الخفاجي

02/10/2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

القوميون والبعثيون استغلوا فتوى السيد محسن الحكيم (الشيوعية كفر والحاد) سياسيا ابشع استغلال في تحركاتهم ضد عبد الكريم قاسم ومن ثم استثمروها للإطاحة به.  قتل البعثيون  في العام "٦٣" أعدادا كبيرة من العراقيين من مختلف الطوائف والأديان. بعد هذه الفتوى لعب البعثيون دور وكلاء الله والمدافعين عنه ضد (كفر والحاد) الشيوعيين واغلب العراقيين يعرفون جرائم البعثيين التي تبعدهم عن لَبْس ثوب وكلاء الله على الارض.

 

محاكم التفتيش  التي أسستها الكنائس كانت تصدر أحكامها الجائرة باسم الله .

جرائم القتل باسم الله مستمرة منذ الالاف السنين، لكن اشكالها وأساليبها تتبدل، مرة ترتكب الجرائم تنفيذا لتعليمات يقول الكهنة انهم تلقوها من الله. ومرات صدرت تعليمات وأوامر وفتاوى بارتكابها من معابد وكنائس ومساجد ومدارس وجامعات. كل هؤلاء أعطوا  لانفسهم دور الدفاع عن الله دون ان يطلب منهم الله ذلك في كل كتبه السماوية. هي حجة الذي يستقوي باسم الله وباسم السلطة على الضعفاء او العامة ممن لا يملكون او لا يريدون ان يلعبوا دور وكلاء الله على ارضه.

 

نعرف ان الله ج لم يعطي توكيلا لأحد بقتل الآخرين دفاعا عنه، لكن من يقدر ان ينزع الشرعية من الناطقين ومرتكبي الجرائم باسمه  تحت مرأى ومسمع الجميع؟.

 

في أوج  ايام حملة صدام الإيمانية التي ابتدأها بقص رؤوس من قال عنهن إنهن "عاهرات" ، في تلك الأيام التي كان: "يعاقب بالإعدام كل من يتطاول على السيد الرئيس القائد صدام حسين او احد أفراد أسرته" هذا هو مضمون قرار مجلس قيادة الثورة الذي كان معلقا على جدران كل الدوائر الحكومية الخدمية. كنّا نسمع ونرى من كانوا يسبون الله والانبياء ويكفرون علنا في شوارع بغداد وأزقتها، لكننا لم نر او نسمع عن احد اعتقل أو سجن في العراق او في غيره من العواصم والمدن العربية والإسلامية بسبب كفره، لكننا سمعنا عن فلاسفة ومفكرين ومثقفين وسياسيين وكتاب عرب قتلوا وبعضهم سجنوا وحكم على اخرين بحكم الردة وطٓلقت قرارات قضائية جائرة زوجاتهم منهم، هرب البعض منهم ليتمتع بحماية الغرب (الكافر) من قساوة وظلم الشرق المسلم .

 

لا احد يتصور ان ناهض حتر قتل بسبب اعادة نشره رسما كاريكاتيريا اعتبر مسيئا الى الله. لقد قتل قبله شكري بالعيد ومحمد البرهامي في تونس وكلاهما لم يكفرا ولم ينشرا ما يسيء الى الله، قبلهم قتل كامل شياع في بغداد، أُبعد عن الاعلام وسجن الاعلامي المصري إسلام البحيري ومثله الكثير من مثقفي ومفكري مصر، بعدما أمسى البعض من علماء ومشايخ الأزهر أعضاء في محاكم تفتيش سلفية أزهرية ضد مثقفي ومفكري مصر.

 

في السعودية جلد الشاعر رائف بدوي وحكم بالسجن عشر سنوات بحجة الاساءة الى الله. كل هؤلاء قتلوا او حبسوا او شردوا باوامر من السلاطين والحكام او اتباعهم او وعاظهم او من الذين غسلت أفكار وكتب وعاظ السلاطين أدمغتهم، كل تلك الجرائم حصلت بحجة الدفاع عن الله  .

 

هل الله ج القوي الجبار الخالق ضعيف ويحتاج الى من يقتل ويظلم الآخرين بحجة الدفاع عنه؟.

 

انها السياسة والملك والمال والسلطة ، ولا علاقة للرب بها. سياسة القتل باسم الله قديمة قدم الاسلام بعصره الاول. لقد قتل خالد ابن الوليد الصحابي الجليل مالك بن نويرة بحروب أسموها حروب الردة اي دفاعا عن الله بعد وفاة الرسول محمد  "ص" في زمن خلافة ابو بكر الصديق رض، وصلب الخليفة المقتدر بالله العباسي الحسين بن منصور الحلاج للسبب ذاته والمجال لايتسع لذكر المزيد من الامثلة من هذا التاريخ الاسلامي المليء بالكذب والمكتوب بدم الأبرياء والضحايا.

 

الجديد في الامر ان كل الذين قتلوا او حبسوا او شردوا بعد الربيع العربي "الاكشر" هم من طبقة المثقفين  المناهضين للفكر الوهابي ولسياسة السعودية ومؤامراتها ضد العالمين العربي والإسلامي.

 

الغفور الرحيم العدل الرؤوف الودود البديع اللطيف السلام الحليم الجليل العظيم الكريم الحق البر الصبور الوهاب النافع العفو النور, هذه بعض اسماء الله الحسنى والله كما يعرفه محبوه  من أهل الارض هو الحب والجمال .

 

هل يمكن لعاقل ان يصدق ان ربا بهذه المواصفات وهذا الكمال ان يوصي او ينيب احداً بالقتل او الانتقام باسمه ؟.

 

(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) القران الكريم

الطريق الى الله لا يحتاج الى مرشدين

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.