اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المجد لثورة الرابع عشر من تموز// حامد الحمداني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

المجد لثورة الرابع عشر من تموز

وقائدها الشجاع

الزعيم عبد الكريم قاسم وقادة الحركة الوطنية الابرار

حامد الحمداني

14 تموز 2015

 

لم يشهد العراق عبر كل تاريخه حاكماً اتصف بالوطنية الصادقة ومعاداة الاستعمار، والعفة، والنزاهة، والأمانة وسمو الخلق، والتواضع الشديد، والزهد، ورفض الأبهة، والحرص على ثروة العراق، والشعور الصادق بمعانات الفقراء، والحرص على تأمين حياة كريمة لهم كالزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم.

 

ولم يحضَ أي حاكم من قبل بتلك المحبة الصادقة والنابعة من قلوب جماهير الشعب العراقي، على الرغم من كل أخطائه، كما حضي الزعيم الشهيد، الذي كان يصر على التنقل بسيارته العادية غير المصفحة، كما يفعل قادة الدول، ولم يتخذ له في تنقلاته أي نوع من الحماية من قوات الجيش والشرطة السرية والعلنية، وإغلاق الطرق، كما يفعل القادة.

 

كان يدرك أنه يعيش في قلوب الشعب، حريصاً على التواصل معه ببساطته المعهودة، وشعوره الفياض بحب الشعب والوطن والحرص على مصالحهما

ولم يفعل أي شيئ طيلة فترة حكمه لنفسه ولا لعائلته، ولم يتخذ له قصراً منيفاً، ولا مزارع وأطيان، ولم يمتلك رصيداً في البنوك، ولم يحاول أن يؤسس له حزباً سياسياً، ولو فعل ذلك وجرت انتخابات حرة ديمقراطية في البلاد لكان حزبه هو الفائز بكل تأكيد.

 

 لكنه كان يردد دائماً شعاراته المعروفة [إنني فوق الميول وفوق الاتجاهات ] و [عفا الله عما سلف] و[ الرحمة فوق القانون ]!!، وهذه الشعارات هي التي استغلتها قوى الفاشية والظلام لتدبير المحاولات الانقلابية المتتالية منذ الأيام الأولى لنجاح الثورة وتأسيس الجمهورية، وتكلل بالنجاح مع شديد الأسف انقلاب الثامن من شباط الدموي الفاشي الذي دبرته القوى الإمبريالية الانكلو امريكية عام 1963، ونفذه البعثيون بالتحالف مع القوميين المزيفين، بعد أن مهدوا له استقطاب كافة الإقطاعيين والقوى الرجعية و القوى الإقليمية .

 

 لقد كان للدور الذي مارسته المرجعية الدينية في النجف المتمثلة  بالسيد محسن الحكيم، والتي كان يحرص الزعيم عبد الكريم قاسم على حسن العلاقة معه من خلال الزيارات المتكررة له، داعماً للانقلابيين حيث اتخذ موقفاً معاديا للزعيم وثورة الرابع عشر من تموز، والحركة الوطنية وفي المقدمة منهم الحزب الشيوعي، ووضع ثقله إلى جانب الانقلابيين، وتجاهل تصفيتهم الوحشية للزعيم وصحبه الشهداء الأبرار وقادة الحزب الشيوعي دون محاكمة عادلة أمام الشعب كما كان يجري  في ذلك العهد حيث يتم نقل المحاكمات عن طريق التلفزيون والإذاعة معاً  ليطلع عليها الشعب العراقي والعالم اجمع .

 

لقد عفا الزعيم الشهيد عن المحكومين بالإعدام الذين حاولوا قتله في رأس القرية وأصابوه بإصابات خطيرة، وعفا عن عبد السلام المحكوم بالإعدام كذلك لمحاولتة قتله في مقره بوزارة الدفاع، لينتهي به المطاف بيد هؤلاء القتلة المجرمين بعد نجاح انقلابهم المشؤوم، فلم يوفروا له محاكمة عادلة، ولم يردّوا له الجميل، فقد كانت قلوبهم قد امتلأت حقداً وإصراراً على سفك دمه ودم رفاقه الأخيار، والانتقام من كل العناصر الوطنية الصادقة والشريفة فكانت مجزرة كبرى ذهب ضحيتها الآلاف من خيرة الوطنيين المحبين لشعبهم ووطنهم وفي المقدمة منهم قادة وكوادر واعضاء الحزب الشيوعي الذي كان يمثل الدرع الحصين لثورة 14 تموز الخالدة.

 

لقد استكثر القتلة السفاحون على الزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الشهداء الوطنيين الأبرار حتى قبورهم، وهذا الفعل الخسيس يعبر بدون أدنى شك عن ذلك المنحدر السلوكي المتردي نحو الحضيض للانقلابيين الجبناء الذين أخافتهم قبور الشهيد عبد الكريم قاسم وصحبه الابرار .

 

أنظروا إلى مصير أعضاء تلك الزمرة الخائنة والجبانة واحداً واحداً، أين هم اليوم؟ وكيف انتهوا؟ لقد ذهب اغلبهم قتلاً على أيدي بعضهم البعض في صراعهم على السلطة، وكلما حلت ذكرى انقلاب 8 شباط المشؤوم يصب عليهم أبناء شعبنا اللعنات بسبب ما اقترفته أياديهم القذرة من جرائم بحق الشعب والوطن وقادته الخالدين  .

 

 أما الشهيد عبد الكريم قاسم وكافة الشهداء الذين رحلوا معه فقد خلدهم التاريخ، وخلدهم كل الطييبين من أبناء شعبنا في قلوبهم، وفي كل عام يتذكر الشعب قادته الوطنيين ويمجدونهم، ويتحدثون عن مآثرهم الخالدة، وتضحياتهم الكبيرة.

 

إننا ندعو أبناء شعبنا البررة، وفي المقدمة منهم الكتاب والمثقفين والأدباء والفنانين لمطالبة حكومة العراق إعادة الحقوق المشروعة للزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار، وسائر الوطنيين اللذين تضرروا من ذلك الانقلاب المشؤوم وفي المقدمة منها:

 

1 ـ إيجاد جثمان الشهيد عبد الكريم قاسم وكافة جثامين صحبه الشهداء، الأبرار، وإقامة مقبرة خاصة لهم تليق بمقامهم السامي لدى شعبنا.

 

2 ـ  إعادة اسم مدينة الثورة إلى بانيها أبو الفقراء الشهيد عبد الكريم قاسم، وإطلاق اسمه على المؤسسات التي أقامها في مختلف المدن العراقية.

 

3 ـ إعادة بيت الزعيم الراحل واتخاذه  متحفاً لمقتنياته وكل ما يتعلق بثورة الرابع عشر من تموز، وحبذا لو يتم استملاك المنطقة المحيطة به لتوسيع المتحف لكي يضم كل المتعلقات بثورة 14 تموز الخالدة .

 

4 ـ منح عائلة الزعيم الراحل الراتب التقاعدي ومضاعفته، مع تخصيص رواتب تقاعدية لسائر الشهداء الأبرار.

 

5 ـ إصدار تشريع بإعادة علم ثورة الرابع عشر من تموز الذي يعبر أروع تعبير عن الاخوة العربية الكردية وسائر القوميات الأخرى المتآخية في العراق، والكف عن الإصرار على بقاء علم صدام وحزبه الفاشي يذكرنا بجرائمه بحق الشعب والوطن .

 

6 ـ رفع وإزالة كل الكتب والمؤلفات التي سطرها وعّاظ السلاطين من الانتهازيين التي تمجد طاغية العراق وفكره الفاشي، والتي تشكل إساءة للزعيم الراحل، وتشوه الوجه المشرق لثورة الرابع عشر من تموز 1958 ومنجزاتها الكبيرة .

 

ستبقى ثورة الرابع عشر من تموز مناراً يضئ الطريق أمام شعبنا نحو مستقبل افضل يخرجنا من هذا النفق المظلم الذي أوصلنا إليه المحتلين  الذين شادوا لنا هذا النظام البائس باسم الديمقراطية الكسيحة التي بشرنا بها بوش، والتي لم نشهد لها مثيلا من قبل حيث بات العراق اليوم مسرحا لجرائم جيش المرتزقة الدواعش الصهيونية، ونهبا لكل موارد البلاد على أيدي زمرة من الفاسدين الذين بوأهم بوش مقاليد الحكم في البلاد.

 

أين انتم يا قادة العراق من الشهيد عبد الكريم قاسم وعفته ونزاهته  وامانته  وحبه الكبير للفقراء حيث كان يردد دائما قولته المشهورة :

{سأرفع مستوى الفقراء إلى مستوى الاغنياء}.

 لقد حولتم الطبقة الوسطى إلى مرتبه الفقراء، وحتى تحت خط الفقر لطائفة كبيرة من هذه الطبقة، اما الفقراء فقد ازدادوا فقرا لحد الجوع، وقد حولتم ملايين العراقيين إلى نازحين في الخيام تحت حرارة الشمس القاسية يبحثون عن الماء والطعام  ليسدوا به رمقهم ورمق اطفالهم.  أما انتمَّ فلا هم لكم غير اكتناز المزيد من الثروة الوطنية دون وازع من ضمير، ولا خوفا من عقاب القانون، فالقانون اليوم في اجازة إلى أمد غير محدود. 

 تموز عُدْ عادَ الظلامُ بموطني *****وحلَّ فيـنا ظالمٌ لا يرحمُ

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.