اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• ( العضاض) ملح الناصرية

حامد كعيد الجبوري

مساهمات اخرى للكاتب

    ( العضاض) ملح الناصرية

 

       أغلب من زاملت لا يعرف أني أكتب للشعر الشعبي كهاوٍ له سابقا ولا حقاً ، ويترتب على هوايتي هذه أني أعرف أغلب الشعراء الشعبيين ، وأغلبهم لا يعرفني ، ولأن موضوعتي عن ملح الناصرية وأعني بهم الشعراء من آل العضاض ، ولا أعتقد أن أصدقائي من شعراء الناصرية يخالفونني بما أذهب أليه ، فوالدهم رحمه الله شاعر شعبي قدم للعامية الكثير وبخاصة ( الموالات والأبوذية ) ، والأخ الأكبر لأسرة العضاض الشاعر الستيني عبد الأمير العضاض - رحمه الله -  الذي أرسى مع شعراء آخرون ركائز القصيدة الحديثة ، والأخ الشاعر جليل العضاض ، والصديق الشاعر عادل العضاض ، ولا أدعي أني على علاقة صداقة معهم ، ولا أنكر أني أعرف أسمائهم كشعراء يشار لهم ،  إلا والدهم رحمه الله فلا أعرف بشاعريته إلا لا حقا ، ومن أجمل حسنات الصديق الشاعر المغترب – وكله حسنات – أن عرفني بأعمدة هذه الأسرة الكريمة ، ربيع العام الماضي 2010 م أتصل بي الصديق الرائع الشاعر رياض النعماني الذي حضر لبغداد لزيارة عائلته ليدعوني لأربعينية الشاعر الراحل عبد الأمير العضاض ، أجبته بأنهم لا يعرفونني ، قاطعني الرجل قائلا لا أنهم يعرفونك من خلال نشراتك لقصائدك ومواضيعك بالصحف العراقية ، قلت لرياض يومها ( اليجي بلا دعوه يكعد بلا أفراش ) ، بعد سويعات من هذا الحديث رن الهاتف برقم غير مسجل لدي ، عرفت من خلال المحادثة أن معي على الجانب الآخر الشاعر ( عادل العضاض ) ، وأخبرني بأنه كلف رياض النعماني لدعوتي للناصرية لحضور أربعينية الراحل العضاض عبد الأمير أخوه ، حدثتني نفسي كيف بهذا الرجل صاحب مصيبة فقد أخيه وله من الوقت ليتصل بمن دعاه ، وصلنا الى الناصرية بيوم الأربعينية بعجلة واحدة ضمت معنا الشاعران علي الشباني وعباس رضا الموسوي إضافة للنعماني وأنا ، استقبلنا بحفاوة بالغة تليق بآل العضاض ، وبتنا ليلتنا بدارة عادل العضاض المعمورة ألا أنا ، فقد أصر أحد أصدقائي من شعراء الناصرية ، وأستأذن من عادل العضاض ليأخذني معه لداره ، رفض العضاض عادل هذا الطرح السخي من الشاعر فاضل المياحي ، وقال له أنك يبن أخي مدعو مع ضيوفي لبيتي ، ألح الرجل أكثر من ذلك فقال له العضاض سأسمح لك أن تأخذه معك بعد أن يتناول العشاء عندنا ،  وهكذا حسمت تلك الليلة التي عدنا بعدها كل لمدينته ، وبقي أسم عائلة العضاض هاجسا للكثير منا ، بعد هذا الفتح النعماني لي ، بدأ الرجل الشاعر عادل العضاض يتصل وأتصل به بين الفينة والأخرى ، وفي هذه السنة 2011 م حضر الى الحلة صديق حلي مغترب تعرفت به من خلال ( الأنترنيت والفيس بوك ) ، ومن جيد الصدف أن يكن هذا الصديق المغترب على علاقة مع صديق وجده على صفحات الأنترنيت ، رحيم الحلي عراقي حلي مغترب منذ ثلاثون سنة عاد الى وطنه وقتيا ليعود لغربته بعد أن ينجز مهمات عائلية مكلف بها ، قال لي رحيم لي صديق في الناصرية ( عادل العضاض ) بودي زيارته ولأنه قدم لي دعوة للذهاب اليه أتمنى أن تكون معي ، وهكذا اتجهنا الى الناصرية برفقة رحيم الحلي ، والشاعر والباحث محمد علي محي الدين ، وأنا ، لعادل العضاض ، نزلنا عليه وأصبحنا سادة الدار وهو ضيفنا المدلل ، حفاوة لا يمكن وصفها ، كرم ناصري لا حدود له ، طيبة متناهية ، شاعرية فريدة ، خلق يغبط عليه ، أولاد لا يفرقون عن والدهم بأخلاقهم إلا بفارق العمر ، اصطحبنا مضيفنا لمقهى الأدباء في الناصرية ، تصوروا أن هناك مقهى خاصة للأدباء ، وجدت فيها الكثير من الأصدقاء ، فنانين ، تشكيليين ، أساتذة جامعة ، سياسيين ، علمت منهم ان هذه الجلسة لديهم طقس ناصري لا يتجاوزونه ، أجلسني الصديق عادل العضاض لأتحدث مع الصديق الفنان حسين نعمه ، قال حسين في السبعينات وجيل الأغنية والقصيدة تهيمن على مقاليد الإبداع العراقي ، وأنا أحمل بيدي حقيبتي لأذهب الى بغداد لتسجيل أغنية لي ، في الطريق وجدت عادل العضاض ، أخرج من جيبه مظروفا وقال لي ، حسين أعطي هذا المظروف للفنان يس خضر ، قلت وما ذا بهذا المظروف ، فال قصيدة أتمنى أن تصل أليه ربما ستعجبه ، قلت لي أتسمح لي أن أفضها وأقرأ ما فيها ، قال عادل ( براحتك ) ، بعد ان فض المظروف قال حسين لعادل أقرأها أنت أبو حيدر ، يقول حسين وصل عادل لمنتصف القصيدة وبكيت وقلت له عادل أريد هذا النص لي ، قال عادل ( لك ما تريد أبو علي ) ، يقول حسين نعمه قررت أن أعطي هذا النص لملحن فطري وهو جمال فاضل ، وجمال فاضل خريج لكلية ما  وليس لمعهد الفنون الجميلة ، وهذا الملحن فتح له حسين نعمه باب الولوج الى عالم الأغنية العراقية فلحن بعد ذلك أغنية لعارف محسن ( لعيونك الحلوات عمري وشبابي ) ، والأغنية التي لحنها جمال لعادل العضاض تقول كلماتها ،

ماتجينه

والعمر خلصن اسنينه

ماعتبنه وياك يوم

ولا جرحناك بحجينه

يا وكت مر ماتجينه

من غيابك

غابت الدنيه بهلها

وروحي ضاعت

وانت املها

وين ادورك

وآنه ياما دورت

وين أدورك

وأنت وي روحي ضعت

سيرت طير اعله دارك يا كمر

هلبت امخلي حبيبي فد خبر

والنجوم التدري بينه اتكول

ما عندي خبر

يقول حسين نعمه أن الأغنية نجحت نجاحا ملفتا للنظر ، ولعادل العضاض أكثر من نص غناه له كبار المطربون ، واستكملت حديثي مع العضاض فبهرني بنص له يدعي به أن الحسين عليه السلام من الناصرية ، قلت له ما هذا القول أبا حيدر ، أجابني واثقا من طرحه ، ألم يولد نبي الله أبراهيم ( ع ) بالناصرية ، قلت له هكذا يروى ، قال لي أليس أبراهيم  ( ع ) جد لمحمد ( ص ) ، قلت مؤكد ذلك ، قال عادل وبما أن محمد ( ص ) جد للحسين ( ع ) ، أذن فهو من هذه الشجرة الطيبة الناصرية ،

اذن هاي الكاع

كاع الأنبياء

كاع أبراهيم

وأسماعيل

أجداد السلالة الهاشمية

إذن أنت يا حسين

أنت أبن الناصرية

شكرا للعضاض عادل ، وشكرا للفنان عامر الغرباوي ، وشكرا لأبي ضفاف ، وشكرا لعقيل حبش ، وشكرا لرحيم الغالبي ، وشكرا للشاعر مهدي مساعد الناصري ، وشكرا لشعراء الناصرية الرائعين ، وشكرا للفنان حسين نعمة ، وشكر لرحيم الحلي الذي كانت بسببه هذه الزيارة ، وأخيرا قررنا أن تكن لنا زيارات حولية لملح الناصرية عادل العضاض .

            

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.