اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• تجيك الحمه من الرجلين

حامد كعيد الجبوري

تجيك الحمه من الرجلين

 

     المثل أعلاه معروف من قبل الكثير من المهتمين بالتراث الشعبي العراقي وبخاصة الأمثال الشعبية ، وببساطة يقول مثلنا ( الحمه تجيك من الرجلين) ، والحمى هي أرتفاع درجة حرارة الإنسان ، بمعنى أن الكوارث والمصائب التي يقع فيها الإنسان ما هي إلا إخفاقات شخصية تأتي من الابن أو الأب أو ألأخ أو أحد أفراد العائلة أو العشيرة أو البلد أو الوطن أو أبناء الجلدة الواحدة ، وسبب هذه الموضوعة الحديث الذي أدلى به السيد ( رجب أردوغان) داخل قبة البرلمان التركي ، وأعترف أنه خطاب حماسي جرئ تحدث به السيد أردوغان عن علاقة بلاده بإسرائيل ومواقفه اتجاهها واتجاه الدولة الكبرى أو العظمى – القطب الأوحد – أمريكا ، ولا أخفي أني غير متعجب لما أدلى به السيد أردوغان كعجبي لحكام عرب بقوا محجمين  عن التحدث بهذا المضمار ، وأعلنها أردوغان أنه غير محترم لعلاقة لا تحترم الإنسان وحقوقه ، والسؤال الذي أود أن أطرحه على نفسي على أقل تقدير ، لماذا هذه الحدة غير المعهودة من السيد أردوغان ؟ ، وجواب ذلك يمكن أن يتضح إن علمنا أن لتركيا أكثر من قتيل ومجروح بأعمال القرصنة الإسرائيلية التي طالت رسل الحرية في جولة الحرية ، إذن من حقه أن ينفجر هكذا ليدافع عن مواطنيه وسلامتهم ، ومن هنا جاء تطبيق المثل أعلاه ( ما تجيك الحمه إلا من الرجلين ) وجسده أردوغان خطابا ارتجاليا حادا ، في حين لم نجد أو نستمع لحاكم عربي متحدثا عن هذه الجريمة الإرهابية والقرصنة الإسرائيلية ، وحتى لم نستمع لشجب أو تنديد ، إلا على استحياء من هنا وهناك ، وتساؤل مشروع يطرح نفسه هنا للسيد أردوغان وغيره ، أن كنتم فعلا تحبون الإنسانية والدفاع عنها أقول أين ضمائركم الشبه حية عما دار ويدور في العراق المستباح ؟ ، وأين كنت يا سيد أردوغان أيام الحصار الجائر الذي فرضته الأمم المتحدة والطاغية صدام على العراق والعراقيين ؟ ، ثم ألم تتحرك فيكم إنسانية للوقوف مع العراق الذي أصبح مسرحا للجريمة من الإرهاب العالمي والعربي وميليشيات حزبية معرفوفة للقاصي والداني وسراق مال عام وخاص وقطاع طرق ؟ ، منذ سبع سنين والعراق يغرق ببحر من الدماء الحرة البريئة ولم ينبس أحدكم ببنت شفة لدعم العراقيين – الشعب فقط – ليستمد من موقفكم قوة تمكنه من الصمود بوجه التيارات السوداء وأشباهها ، ألم تسمعوا أن منظمة حماس أقامت مجلس عزاء لأبناء الطاغية صدام وكأنهم يرقصون على دماء المقابر الجماعية التي أقل ما قالوا عنها ، أنهم ضحايا الجيش العراقي الذي عاد هاربا من الكويت ، ألم تستمعوا من خلال الفضائيات أن منظمة حماس أقامت مجلس فاتحة على روح شهيدهم الطاغية صدام حسين ، وأقسم بكل القيم الإنسانية أنها ليست شماتة بإخوان لنا أصابهم من الحيف والظلم أكثر مما أصابنا ، ولكنها حشرجة مظلوم عراقي ينتصر لكل مظلوم على أصقاع الدنيا وأولهم الشعب الفلسطيني الذي وقف معه العراقيون – الشعب – بكل ما يملك ، وكتب الشعراء والقصاصون العراقيون والمثقفون أروع الملاحم مناصرة للشعب الفلسطيني  ، ولماذا لم تقف حماس مع الشعب العراقي بمظلوميته ، وأنا أجزم أن الشعوب العربية تناصر المأساة العراقية ، ثم هل يعقل أن شعوب الإنسانية لا حكامها تقف مع العراقيين ، أولم يطرق سمعكم أن الحكومة المصرية هي من أول المساهمون بحصار غزة وإلا لماذا لا تفتح معبر رفح للغزيين ، أن مأساة الشعب العراقي حاليا كارثة إنسانية لا يمكن السكوت عنها من أحرار الدنيا على أقل تقدير ، ولكم أن تتصوروا شعبا محبا للحياة يواجه بأعنف التقتيل والذبح من كل الأجناس ،  وسأورد لكم أنموذجا واحدا لما أصاب مدينتي الحلة نهاية الشهر الخامس حيث سقط 102 شهيدا بلحظة واحدة ، رغم الأكذوبة التي خرجت بها وزارة الصحة العراقية ، حيث تقول أن عدد الشهداء في بابل شهداء معمل النسيج 22 شهيدا ، في حين أن القطع – اللافتات - السوداء التي وضعت على جدار معمل النسيج الناعم في الحلة 102 قطعة سوداء ، ألم تتحرك الضمائر العراقية – الحكام – والضمائر العربية والضمائر الإنسانية من أجل المظلومين والمشردين في العراق الجريح ، أم أن دمائنا لا تنسجم مع دماء الآخرين ، لله دركم أيها المحرومون العراقيون . 

 

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.