• الاتفاقية الأمنية وأهدافها غير المخفية
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 20 حزيران/يونيو 2010 19:20
- الزيارات: 1697
حامد كعيد الجبوري
الاتفاقية الأمنية وأهدافها غير المخفية
الجميع يتذكر أن دولة أمريكا لم تستطع الحصول على إجماع دولي لغزو العراق ، فهناك دول كثيرة عارضت فكرة الغزو وهي معروفة ولا داعي لذكرها مجددا ، وبعد أن أحتل العراق من قبل جيوش الغزاة بزعامة أمريكا أجمعت الدول المنضوية تحت ما يسمى مجلس الأمن من استصدار قرار دولي يخول أمريكا بموجبه إدارة شؤون البلاد ، طالما أن العراقيين عاجزون عن حماية بلدهم ، وكان لأمريكا ما أرادت ونصبت حكومات متعاقبة أستخدم فيها صندوق الاقتراع للضحك على ذقون المغفلين ، ومما طلعت به أمريكا على حكوماتها المنصبة ، مسألة الاتفاقية الأمنية التي أصر الجانب الأمريكي
والقيادات السياسية على تمرير مخططها داخل قبة البرلمان العراقي ، وبعد أخذ ورد وجذب وتناحر عرض على شاشات الفضائيات وأقر تطبيقه على أن يعرض على الشعب العراقي ليصوت عليه ، انتهت سنة وأعقبتها أخرى ولم تعرض الاتفاقية على الشعب ليصوت لها سلبا أو إيجابا ، وأعتقد أن القيادات بعينها لم ترغب بتمرير هذه الاتفاقية للتصويت بسبب القناعة المطلقة لديهم بأنها سوف لن تمرر من قبل الشعب العراقي ، وهنا بودي أن أطرح سؤالا محددا وهو ، لمن تحمي الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا ؟ ، فأن قال أحد منا أنها لحماية العراقيين ومنجزهم الديمقراطي المزعوم
، وواقع الحال لا يقر بمثل هذا الطرح الأبله ، فمنذ الغزو وليومنا هذا والحدود العراقية مفتوحة ومشرعة الأبواب لمن هب ودب ، ناهيك عن المساعدات التي تقدم لهم من قبل أزلام النظام المقبور ممن ينتسب لسلك الجيش او الشرطة ، وهناك أكثر من دليل على إثبات ما أذهب أليه ، فحينما احتلت الجارة المسلمة الباكية على مصالح العراقيين إيران حقلي النفط العراقيين لم نسمع أو نرى تدخلا أمريكيا بموجب اتفاقيتهم المزعومة ، ولم تتدخل أمريكا لمنع الجانب الإيراني من القصف المستمر لقرى عراقية وتهجير أهلها تارة وقتلهم تارة أخرى ، لم تتدخل أمريكا بحجة تلك
الاتفاقية الأكذوبة لأن الجانب العراقي لم يطلب رسميا منهم التدخل ، وتدخل سافر آخر من قبل دولة تركيا التي يدخل جنود مارينزها الحدود العراقية وكأنها حاضرة تركية ، وهنا ناشدت حكومة إقليم كردستان الحكومة المركزية للتدخل ولم تفعلها الحكومة المركزية ، شواهد كثيرة لا يمكن المرور عليه مرور الكرام لم تتدخل الدولة الحامية لدعم الدولة طالبة الحماية الأمنية ، هذا على صعيد ما يحيط بحدود العراق ، أما لداخله وأعني العراق لم نلمس موقفا واحدا داعما للشعب العراقي من قبل الدول التي تحميه ، وهناك أمثلة كثيرة لما حدث بمنطقة ما يسمى الزركة وما
أريق بها من دم عراقي لم تكشف حقيقة سبب قتلهم ليومنا هذا ، إضافة لما حدث من صراع النجف ومعاركها والفلوجة وما حدث لها والبصرة والموصل وغير ذلك من المحافظات العراقية ، ومما عرض أعلاه يتضح لي على أقل تقدير أن أمريكا الغازية لم توقع الاتفاقية الأمنية حفظا لكرامة العراق والعراقيين التي هدروها ، ولكن الاتفاقية إياها حماية لخضرائهم التي زرعوها بقلب بغداد النابض والحفاظ على الحكومات العراقية التي جاءت من صناديق اقتراع أمريكية ، وعليها – أمريكا – حماية من يحمي مصالحها في العراق من الشعب الذي يسرق كل شئ ويسطوا على مصارفه بوضح النهار ،
وعليها أيضا حماية هذه الحكومات من غضبةٍ لا بد قادمة لتعيد العراق لعراقييه ومحبيه وأبناءه .
منذ أيام قليلة حدثني أحدهم ممن يعمل مع قوات الغزو في ما يسمى منظمة RTI ، يقول زاملت أحد الأمريكان بحكم عملي وسألته بجلسة ليلية خمرية ، متى ستخرجون من العراق ؟ ، أجابني مبتسما حينم يظهر مهديكم .
المتواجون الان
602 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع