اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

د. صباح نوري المرزوك ..قلم لا ينفد مداده -//- حامد كعيد الجبوري

اقرأ ايضا للكاتب

د. صباح نوري المرزوك ..قلم لا ينفد مداده

حامد كعيد الجبوري

عام  67_ 1968 أنهيت دراستي الإعدادية وأصبحت أسير حلم وواقع ، الحلم أكمال دراستي الجامعية وتحديدا اللغة العربية لحبي للشعر ونوادره  ، والواقع الحالة الاقتصادية لعائلتي التي أنا أكبر أبنائها ، وبدأت الشيخوخة تسري لأوصال والدي - رحمه الله - لتجعله رهينٌ للبيت ، تغاضيت عن حلمي ودخلت الكلية العسكرية لأتخرج منها ضابطا برتبة ملازم عام 1969 م واستلم مهام والديَّ وأخوتي ، وحبي للثقافة يدفعني لمتابعة النشاطات الثقافية العراقية التي تحمل لواءها مدينتي الفيحاء الحلة بإكبار وأحقية ، وأحببت الثقافة لأسباب كثيرة منها أن أخوالي شعراء للفصحى والعامية ، وأبناء خالتي يملكون مكتبات منزلية متواضعة سمحوا لي بقراءة ما أريد ، فقرأت القصة والرواية والمسرحية ، ولا أنسى الصحف اليومية ، والمجلات الدورية ، بداية السبعينات وأعتذر عن عدم حفظي للسنة تحديدا أسست ( ندوة عشتار ) من نخبة من مثقفي بابل ، الدكتور عدنان العوادي ، الدكتور حازم سليمان الحلي ، الأديب جعفر هجول ، الأديب وحودي سلمان وغيرهم ، وبدأ نشاط هذه الندوة متخذة من مبنى دور الثقافة الجماهيرية مقرا للأمسيات التي أصبحت شبه أسبوعية ، دعاني قريبي الراحل ( جعفر هجول ) رحمه الله لأحد الأمسيات ، وهناك وجدت من هم بسني ، ومن هم أكبر مني عمرا ، اختلطت بهم ومعهم  وتهيأت فرصة التعرف أليهم بسبب أن وحدتي العسكرية كانت في معسكر ( المحاويل ) ، ولذا لم أضيع حلمي وانتظمت بكلية الآداب فرع اللغة العربية بالجامعة المستنصرية القسم المسائي مع زملاء كثر أبرزهم ( د عبد الآله الصائغ  ) الذي كنت أجده أيضا بندوة عشتار الحلية  ، ومن ضمن من تعرفت أليهم شاب أنيق طالب بكالوريوس لغة عربية  دائم الحضور ودائم المشاركة والتعقيب والإيضاح والاستيضاح من المحاضرين ، وهذا الرجل هو ( صباح المرزوك ) ، لم أجرأ بسؤاله عن سبب عاهةٍ برجله اليسرى ، ويعاني صعوبة في السير بسببها ، ومع ذلك لم تكن تلك العاهة معيقة له بالحركة والتنقل حيث ما يشاء ، لاحظت هذا الرجل وهو يحمل قصاصات ورقية تملأ أكمامه ، يكتب ملاحظاته عليها ، ولم أسأله عن سر ذلك أيضا ، وافترقنا كثيرا هو ( لأنقره ) ، وأنا حيث المعسكرات في المدن العراقية والحروب التي زجّ بها البلد وناسه المساكين ، مبكرا أحلت على التقاعد لأسباب يعرفها النظام السابق وكان ذلك عام 1988 م ، عدت أدراجي للحواضر الثقافية التي أبعدت نفسي عنها مجبراً ومخيراً فوجدت ( المرزوك ) يحمل شهادة الدكتوراه  ومن الأسماء المهمة في ساحة الثقافة والتأليف العراقي ، وعدنا كما بدأنا أصدقاء وأخوة ، وبدأت أنشر في الصحف المحلية وكنت أحتاج الصديق ( المرزوك ) بسؤال توثيقي أو ثقافي ما فأتوجه له فيفتش بتلك القصاصات الورقية الصغيرة التي كان ولا يزال يكتب فيها ، وعرفت الجواب لتساؤلي عن ذلك ، وتجرأت وسألته عن عاهته ؟ ،  وقال لي سؤال أستغربه منك ، يفترض أنك تعرف جوابه لأننا أصدقاء منذ سبعينات القرن الماضي ، وعرفت أن سبب هذه العاهة حادث سيارة وليس عاهة ولادة ، عام 1964 م  وبصف الأول متوسط  وهو خارج من مدرسته مع مجموعة من أقرانه داهمتهم سيارة رعناء وارتطمت بهم جميعا وأكثر من أصيب بذلك الحادث التلميذ ( صباح ) لأنه سقط على رصيف الشارع الكونكريتي فكانت إصابته أبلغ من الجميع ، للدكتور المرزوك طريقة خاصة بإلقاء محاضراته سواء في الأمسيات الثقافية أو في قاعات الدراسة الجامعية ، أسلوب تعليمي محبب يعتمد طريقة إيصال المعلومة للمقابل دون عناء وجهد ومتابعة من المتلقي  ، يبحر ببطون الكتب من أجل تلك المعلومة ،  يعرف أغلب العائلات الحلية  وربما  أعده نسابة بذلك ، له من المؤلفات ( 36 ) عنوانا فيهن أكثر من جزء ، وأهم منجز يحبه الدكتور المرزوك ( معجم المؤلفين والكتاب العراقيين ) عام 2002 م بثمانية أجزاء ، وهو جهد يخلّد صاحبه ما حيينا ، ويحب المرزوك أيضا مؤلفه ( البابليات ) أو تكملة البابليات بأجزائه الثلاثة لأنه جاء مكملا لجهد الراحل العلامة ( محمد علي اليعقوبي ) ، المرزوك صديق لا تمل صحبته وأحاديثه ومتابعته ، رافقته بسفرات للمرابد ، والمجالس الثقافية النجفية وغيرها ، محب للخير والعلم والناس ، له علاقات واسعة بمثقفي العراق والدول العربية ، أحب أساتذته وأحب طلابه وبذل من أجلهم الكثير ، يعكف على الأطروحة الجامعية لطلابه ويسدد كتاباتهم بما يمليه عليه ضميره التعليمي  ، وأخيرا ولمن لا يعرف المرزوك قبل إصابته بقدمه محبا للرياضة ورئيس فريق كرة قدم  وله ذكريات بذلك ،ولا أدري ما أقول بهذا ، هل ألعن ذلك السائق المتهور الذي أصاب المرزوك وجعله يعاني من عاهة جسدية ترك بسببها الرياضة ؟ ، و ماذا كان سيجني من الرياضة ؟ ، هل سيكون هدافا ؟ ، أم بطلا للساحة والميدان ؟ ، سرعان ما تنسى البطولات وتركن الكؤوس على الرفوف ،  أم أشكره – السائق - لأن بسببه جلس المرزوك بداره قارئا ومؤلفا ومترجما لحياة الكثير من المبدعين العراقيين والحليين ، يكتب المرزوك بكل ولكل شئ ، ولا ينسى الثقافة الشعبية عموما فهو متابع ونهم لمعرفة كل شئ ، العمر المديد للكبير الأستاذ الدكتور ( صباح نوري المرزوك ) ولتهنأ بابل بأعلامها ومفكريها ومؤلفيها وأبناءها البررة .

صباح ببلوغرافيا

-----------

صباح نوري المرزوك

ت 1951 بابل / الحلة

حصل على البكالوريوس من جامعة بغداد قسم اللغة العربية عام 1972 م

الماجستير عام 1985 م أنقره

دكتوراه 1989 أنقره

حصل على الأستاذية عام  2009 م

ما يزال أستاذا لمادة الأدب العربي بجامعة بابل

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.