اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

إعلان غير مدفوع الثمن: (د مديحة عبود أحمد البيرماني)// حامد كعيد الجبوري

 

اقرأ ايضا للكاتب

إضاءة

         إعلان غير مدفوع الثمن:

        (د مديحة عبود أحمد البيرماني)

حامد كعيد الجبوري

 

   يقول أصحاب تفاسير القرآن الكريم أن الله جل جلاله أوحى لنبيه إبراهيم عليه السلام قائلا له يا إبراهيم أبنِ لي بيتا ، جمع نبي الله الناس وأتى بمستلزمات البناء وأكمل بناء المسجد كما أمره الله سبحانه وتعالى ، بعد أن أنهى النبي بناء المسجد أوحى له الله ثانية يا إبراهيم أبنِ لي مسجدا ، وفعل النبي ما أمر به ، وتكرر الوحي لمرات عديدة والنبي يبني ما يؤمر به ، كثرت المساجد ولا يزال الوحي يطرق سمع إبراهيم بنفس الأمر ، تحدث إبراهيم مع ربه عن طريق مرسله وقال له يا رب لقد بنيت الكثير من المساجد للناس حتى كثرت وليس فيها من يتعبد ، فجاءه الجواب قائلا يا إبراهيم أنا لم أقل لك أبنِ لي بناءا من الآجر ، ولكن أردتك أن تبني لي بيوتا في قلوب الناس ،  الغريب أن الناس لا تتعظ  من الرسل ومن الكتب السماوية ورأي المصلحين ، ولا يزال الناس يبنون الجوامع والمساجد ودور العبادة دون الحاجة لها ، نجد أكثر من جامع ومسجد غير مأهول بمصليه ، ورغم ذلك يصر الكثير على البناء معتقدون أنها الوسيلة الوحيدة للتقرب لله سبحانه وتعالى ، ولا أريد التحدث بغير حسن النوايا التي احملها لمن يبني هذه الجوامع والأضرحة وما الى ذلك رغم عدم قناعتي بها ، وللحقيقة أجد أن حياتنا اليومية فيها الكثير من الظواهر التي تستحق أن نتعبد لله من خلالها ، وهي أقرب لله سبحانه وتعالى من غيرها  ، فأنا أرى أن بناء بيوت واطئة الكلفة توزع للفقراء أفضل بكثير من بناء صرح يصرف عليه مئات الملايين ولا يدخله سوى نفر قليل من البشر ، وأنا على يقين قاطع لو عاد علي ( ع ) للدنيا ووجد هذا الذهب الذي يطرز قبته لباع ذلك الذهب وحوله الى عملة نقدية وبنى  الدور وأسكنها فقراء الناس ، وربما يتصور البعض أني ضد بناء جامع أو مسجد وهذا خلاف معتقدي ، كنت أتمنى على أصحاب المال أن يكسروا هذه القاعدة ويتوجهوا لبناء مستشفى أو ميتم أو مدرسة أو بئر ينتفع منها الكثير  ، والظاهر أن تربيتنا الشرقية وحبنا للشهرة وبريقها يدفع الميسورين لهذا النهج ، وفعلا كسرت هذه القاعدة ومن امرأة  لا اعرف إلا أسمها ( د . مديحة عبود أحمد البيرماني ) ، وجدت ملصق جداري يقول ( تبرعا من د . مديحة عبود أحمد البيرماني بناء مدرسة نموذجية تتكون من 14 صفا مع ملحاقتها  ) ، حقيقة استغربت لذلك كثيرا  ، ودهشت أكثر لمعرفة الحقيقة في ما أراه ،  اتصلت عبر ( الموبايل ) بأخي مختار تلك المحلة مستفسرا عن ذلك ، وعلمت أن هذه الدكتورة حلية المولد والنشأة ومن مواليد 1938 م محلة ( كريطعه ) ،  ودرست الإعدادية مع البنين لعدم وجود إعدادية للبنات آنذاك ، وتخرجت من الكلية الطبية عام 1961 م وعينت دكتورة نسائية في صحة بابل ، ويقول المختار أنها كانت تسافر كثيرا خلال فترة وظيفتها  وبعد تقاعدها استقرت خارج العراق  وتأتي لزيارة أهلها بين حين وآخر ، ووجدت أن الحلة تفتقر لمدارس نموذجية لذلك قررت أنشاء مدرسة إعدادية نموذجية مع ملحقاتها ، وبدأ التنفيذ وبأشراف مديرية تربية بابل مباشرة ، وكلفت أحد المهندسين لمتابعة العمل ميدانيا ، والعمل مستمر وهو بنهاياته تقريبا ، وعلمت أن المبلغ المتبرع به ( مليون و250 ) ألف دولار أمريكي قابل للزيادة وحسب حاجة البناء ، شكرا لك أيتها الفاضلة وأتمنى أن أطبع على جبين سخائك الوطني قبلة الوفاء والعرفان لأنك كسرت قاعدة نحن بأمس الحاجة لتجاوزها ، للإضاءة ...... فقط .    

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.