اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

الجهاد والمجاهدين!!!// حامد كعيد الجبوري

اقرأ ايضا للكاتب

                 إضاءة

الجهاد والمجاهدين!!!

حامد كعيد الجبوري

 

  (الجهاد) (شرعا) قتال من ليس له ذمة من الكفار (المعجم الوسيط المؤلف إبراهيم مصطفى/ أحمد الزيات/ حامد عبد القادر/ محمد النجار/ منشورات دار الدعوة) ، السؤال الذي أطرحه للنقاش من جاهد وضد من لمدعي الجهاد؟ ، وهل يمكن لنا أطلاق تسمية المجاهد لمن كان خارج العراق؟ ، وماذا نسمي من كان داخل العراق في ظل حكومة شمولية عاثت فسادا في العباد والبلاد؟ ، أعتقد أن مفردة مجاهد هي كبيرة بكل ما تعني الكبر والبطولة، ولكن هل كان في العراق رجال يمكن أن نطلق عليهم المجاهدين؟ ، وللجواب عن هكذا تسائل يحتاج من المجيب الأنصاف والتجرد من كل ما يشوه الحقائق وأن كانت الإجابة غير مرضية للكثير، نعم كان هناك مجاهدون قدموا دمائهم رخيصة من أجل مبادئ غالية وسامية آمنوا بها وناضلوا من أجل تحقيقها، ولو أردنا تعداد مثل هكذا قامات خلدت لوجدنا أن العدد لا يتجاوز أصابع اليدين أو أكثر بقليل من ذلك  علمانيون أو إسلاميون، ولكي أختصر كثيرا لهذه الإضاءة وتوضيح مغزاها أقول حضر أحد الأصدقاء مجلس أحد علماء الدين وهما يتناولان أطراف الحديث دخل عليهم برلماني إسلامي، فقال رجل الدين للبرلماني الإسلامي (ديروا بالكم على هذا  الشعب المسكين) ، فرد البرلماني على رجل الدين بطريقة لا تخلو من الوقاحة قائلا ( سيدنا يا شعب اللي تعنيه، هؤلاء جميعا من صفق وطبل ورقص لصدام حسين ولحزب البعث المقبور، وعلينا أن ننتظر 40 سنة قادمة ليكون هؤلاء قد انقرضوا وننشأ جيلا كما نريد، ونتخلص من جميع هؤلاء الخدام) ، سكت رجل الدين مستغربا لما قاله صديقه البرلماني، والشخص الثالث كان منصتا بشكل جيد لما دار بينهم فتسائل مع البرلماني الإسلامي قائلا (أنا من حزب الدعوة الإسلامية، وخريج كلية الفقه من النجف، وعملت في التعليم الثانوي، وألقي القبض عليّ وأودعت التوقيف وبتر أصبعي هذا أثناء جلسات التعذيب المسائية، وحكم عليّ بالإعدام وإرادة الله تحول الإعدام للسجن المؤبد، وخفف الحكم وقضيت 15 سنة في السجن ألا يمكن أن أتساوى معكم؟) ، رد البرلماني قائلا ( كلا لا يمكن ذلك لأنك لو لم توقع لهم على أن تكون أذنا للنظام بل جاسوسا لما أطلق سراحك، ولو كنت قد أعدمت لقلنا نعم يمكننا أن نعدك منا) ، نظر الرجل  الى رجل الدين متوقعا أنه سيجيب هذا البرلماني أو يؤنبه لما تفوه به، وحين عدم صدور تعليق من رجل الدين أستأذنه الرجل ليرد على البرلماني المتهور والمتعالي قائلا له، (أسمع ولأنك أمي بكل شئ بما في ذلك الخلق سأقول لك من هو المجاهد، ولأنك أمي سوف لن أعرّف لك معنى الجهاد لأنك لا تفقهه، بل سأوضح لك من هو المجاهد، المجاهد الذي ترك مكة وهاجر الى المدينة بدينه وأشتد عوده وقويت شكيمته وعاد بعد عشر سنين ليفتح مكة، أما أنتم فلستم إلا هاربون ليس بدينكم بل بدنياكم، ووطئتم الأرض التي أتخمتكم بعطاياها سواء من الأمريكان أو الأعراب وعدتم بعد مدة على تلك الدبابات الأمريكية عملاء أذلاء تأتمرون لأسيادكم، ولو كان هناك نظاما وطنيا لقدمكم للمحاكمة، وأن لم يتم إعدامكم لأعادتكم تلك المحاكم النزيهة الى حيث كنتم في وحل ومستنقعات الرذيلة بدول أسيادكم، وسوف يأتي اليوم الذي يقتص فيه منكم لما أفرطتم بسفك دماء الناس، وجعلتم العراقيين طوائف متناحرة، وسلبتم أموال الناس وهربت بسببكم الى دول أسيادكم)، وهنا أنتفض الإسلامي مخاطبا رجل الدين قائلا أتسمح له بإهانتي وأنا ضيفك؟ ) ، أجابه رجل الدين ولم لم تمنع لسانك وأنت تكيل لنا سيلا من التهم والشتائم والأباطيل، فما كان من البرلماني إلا أن يغادر المجلس دون كلمات التوديع، تحية لكل المجاهدين العراقيين الذين كانوا تحت وطأة صدام ونظامه، وألف تحية لهم وهم يقتاتون سعف النخيل ومخلفات الذرة ممزوجا بشئ من القمح ولم يطالبوا البرلمان براتب جهادي،

 للإضاءة ........... فقط .        

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.