اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• إضاءة : ظاهرة الهروب الجماعية من السجون العراقية ودولة القانون

حامد كعيد الجبوري

 

 للذهاب الى صفحة الكاتب

إضاءة : ظاهرة الهروب الجماعية من السجون العراقية ودولة القانون

 

          كثيرا ما نستمع لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي ، أو من يمثله إعلاميا وحزبيا  متحدثون بفخر واضح على أنهم استطاعوا فرض الأمن أو تحقيقه بمحافظات العراق ، وربما ننصفهم أن قلنا أن ذلك الدور لم يقم به أحد بمفرده ما لم تمد له يد العون من جهات سياسية أخرى ، رغم أنهم ينكرون ذلك علنا ، ويقولون أن فرض الأمن حصر بدولته لا غير ، ناكرون دور القسم الأكبر من القوات العراقية ، وقوى ما سميت بالصحوات التي أسسها وشرعنها المحتل ، رغم المعارضة البينة من قسم من القوى السياسية ، والكارثة الكبرى أن هذه القوى السياسية شيعية وسنية وعرقية تمتلك من قوى

المليشيا الكثير لتنفيذ رغبات من أسسها .

      الملاحظ والمتتبع للجوار العراقي من العرب وغيرهم يجد أن هذه الدول بتركيبتها العرقية والدينية ، لا تختلف عن العراق كثيرا ، ففي هذه البلدان السنة والشيعة ، والمسيح وربما قسم قليل من اليهود ، وفيها العرب والكرد والتركمان والفرس ، مع ملاحظة تصدر قسما من هذه الطوائف والأعراق لقيادة بلدانهم التي أعني ، ولنأخذ إيران ذات النفوذ الواسع في العراق مثلا ، فالدولة الفارسية فيها من كل ما ذكرت آنفا ، وملاحظة أن الجوار الإيراني هو المرتع للإرهاب العالمي ، أفغانستان ، باكستان ، جمهوريات الإتحاد السوفيتي المنحل ، ولكن الجيش الإيراني يمسك

حدوده وأمنه بقبضة تفوق الحديدية ، ونادر جدا أن تحدث عملية إرهابية داخل إيران قادمة من حدوده إلا ما ندر ، ويمكن أن نعزوا ذلك للمهنية العالية من قبل الضباط والجنود الإيرانيون ، ومقارنة بسيطة مع عدم المهنية التي يستخدمها العراقيون لحفظ بلادهم ، فرئيس أركان الجيش العراقي من الكرد حسب المحاصصة العرقية ، والرجل لا يملك تلك الخبرة التي تؤهله لتسنم منصب حساس كرئاسة أركان الجيش ، بل منح هذا المنصب لنفوذه العشائري وانتسابه ل(البيش مركه ) سابقا ،  ووزير الداخلية كان ضابطا في الجيش العراقي وباختصاص خدمي كما قيل عنه ، ولو نسب للعمل باختصاصه

لربما أبدع أكثر ، وقسم من وكلاء وزارة الداخلية لا يمتون للخدمة الشرطوية بشئ ، ولتأريخهم المعارض للنظام البائد منحوا هذا المنصب الحساس جدا ، لذا كان الإخفاق واضحا وجليا لدى الكثير منهم ، وهناك كارثة حقيقية أضيفها سببا لتردي الأوضاع وهي ما تسمى بعملية الدمج ، حيث منحت رتبا وهمية لمن لا يملك الشهادة والخبرة ، وشفيعهم بذلك أحزابهم الفاعلة جدا ، والأخطر من ذلك أنهم نسبوا للعمل بمواقع إدارية واستخبارية  وأمنية خطيرة جدا ، وكانت نتائج  هذا مجتمعة الحالة الأمنية المتدهورة في البلاد ، وإلا كيف نفسر الهروب الجماعي من السجون العراقية

المحصنة جدا ، ولماذا لم يهرب القتلة من السجون التي تديرها القوات الأمريكية ، إلا لمن يريد له الأمريكان الهروب ، فهناك ضباط أتت بهم أحزابهم وسلمتهم قيادات هذه السجون ، ولأنهم لا يمتون للوطنية بشئ ، لذا سال لعابهم للدولارات المقدمة لهم وهربوا مع من هربوه ، ليصبحوا لا حقا عبئا كبيرا على أمن المواطن البريء ، إن الجيش العراقي لم يصل تعداد جنوده حقبة الدكتاتورية كما هو الآن ، وحديث سمعته شخصيا من وزير الداخلية البولاني لبرنامج  سحور سياسي من فضائية البغدادية ، قال فيه أن وزارة الداخلية الآن تعداد أفرادها يربو على 650 ألف نسمة ، ولو

أضفنا لها نصف هذا العدد ، وهو بالطبع أكثر من قوات الجيش العراقي ، لربت  قوتهم على المليون بشر ، وهذا المليون من القوات المسلحة لا تملكه أي دولة عربية تجاور العراق ، ناهيك عن أنها بلا مهنية وهي بالتالي عبأ على الميزانية العراقية المستباحة .

        أقول لمن يدعي بدولة القانون ، ولا أقصد بذلك القائمة المعروفة للجميع ، أن لم تتداركوا الوضع بشئ من الحكمة والمهنية ، فإن البلد سائر لخراب حقيقي ، وهذا ما صنعتموه بسبب حزبيتكم الضيقة ، ومصالحكم الشخصية الأضيق ، فأن الدماء سوف لن ولم تتوقف ، وتعرفون جيدا المثل العراقي الذي تحفظون ( إنطي الخبز الخبازته) ، وليس هذه دعوة لعودة الضباط الصداميون للمناصب ثانية ، ولو أنهم يملأون دوائركم  وأحزابكم وبلا استثناء ، ولقد سمعت من الناطق الرسمي اللواء ( عطا) ، قوله للبغدادية من خلال برنامجها سحور سياسي حيث قال ، وهذا بزعمي شجاعة منه ، أنا كنت

بعثيا بدرجة عضو قيادة فرقة وتبرأت من البعث  علنا ، وأدنت أفعالهم  اللا إنسانية ، وأنا الآن جندي من القوات العراقية ، أتمنى أن تصل سطوري المتواضعة لأصحاب القرار ، لأن الخطر الذي يداهمنا كبير ، فعلينا الاستعداد الأكبر ما استطعنا ، حفاظا على عراقنا الأحب ، وتجربتنا البكر في المنطقة ، للإضاءة ............. فقط . 

    .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.