اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• الشمس تبدد عتمة وعقد التخلف

حامد كعيد الجبوري

مساهمات اخرى للكاتب

 

·        الشمس تبدد عتمة وعقد التخلف

 

        السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل أن الأدب الأنثوي أخذ حيزه الذي يستحق وبجدارة أيامنا هذه ؟ ، وهل يسمح للشاعرة أن تبوح بأسرار حياتها ، ومكنوناتها ، كما يفعل الشاعر ؟ ، ولماذا ينظر للأدب الذكوري على أنه أكبر خبرة وانتشارا والتصاقا بالذائقة العامة ؟، وهل للزمكانية تأثير على نتاج الشواعر  ؟ ، أسئلة كثيرة ومكررة ، أجد أن الإجابة عنها مجملة ، تفيد عدم الإطالة والتشعب .

        الشاعرة الولادة بنت المستكفي  كان لها ديوانا – صالون أدبي - يؤمه الشعراء والأدباء ، ليتطارحوا الأدب  والشعر من خلاله ، قالت بأحدى قصائدها ما لم تستطع شاعرات  هذه الأيام قوله  ،

     أمكن عاشقي من لثم خدي ... وأعطي قبلتي من يشتهيها

ترى هل أن تلك الأيام التي عاشتها الولادة تشبه أيام التحضر والتمدن الذي نعيشه الآن ، وقبل الولادة كانت الخنساء العربية التي تبدي رأيها النقدي بشعر الآخرين ، قبل الإسلام وبعده .

        وعودة لسنين عراقية خلت ، نبحر بمنتصف الأربعينات ، وبداية الخمسينات من القرن المنصرم ، ونأخذ شاعرتين عراقيتين مثلا لجرأة الرأي وحريته في مجتمع يحكم عليه بالتخلف برزت نازك الملائكة ، ولميعة عباس عمارة ، شاعرتان يشار لهما ، وربما نجد من يقول أن فك القصيدة العربية من قيودها الفراهيدية الصارمة جاءت على يد نازك الملائكة بقصيدتها ( الكوليرا ) ،سوية مع الرائد بدر شاكر السياب ، وكانتا الشاعرتان تمتلكان من الجرأة ما قيض لهما كتابة القصائد الغزلية ، التي ترددها شفاه العاشقون  بالجامعات العراقية .

     بعد سقوط صنم الدكتاتورية تحديدا ، تغيرت نظرة المجتمع العراقي لشعر الغزل ، ومنهم المتأسلمون ، الذين وصّفوا الغزل بأنه فُسق وفجور ، وكتبتُ بهذا الباب موضوعا مطولا ، بدأت به من صدر الرسالة وليومنا هذا ، تناولت فيه ما قيل من شعر غزلي يأخذ بالألباب ويسحرها ، مبتدءا بكعب بن زهير بن أبي سلمى ، وصولا للشريف الرضي ، مرورا بجعفر الحلي ، ورضا الهندي ، ختاما بمحمد سعيد الحبوبي ، وغزله وخمرياته ، ولم يجد الأذن الصاغية ، والعقل المميز ، ووجدت أن ذلك رسالة أدبية ، أخلاقية ، علينا تبنيها وبخاصة من المتنورين ، عشاق الحياة والجمال .

          عودة للولادة بنت خليفة الله بأرضه كما يوّصف لذلك المؤرخون الإسلاميون ، فلو افترضنا أن الولادة تعيش بيننا اليوم ، وقالت البيت الذي ذكرنا ( أمكن عاشقي ) ، فماذا سيقال عنها ، وتحديدا بمحافظات عراقية بعينها ،  سيقال أنها مومس يجب إقامة الحد الشرعي عليها ، والغريب أن الولادة لم يقال عنها هكذا ، وهي بذلك الزمان والمكان ، وأجد الآن ونحن بهذا الزمن الغريب ، عدم وجود شاعرة عراقية تتناول الغزل بعفوية فطرية ، لأن ذلك محرم أولا ، ويؤدي بشاعرته الى هدر الدم الذي يتمنوه ثانيا  ، نعم قرأت نصوصا غزلية خجلة لشاعرات عراقيات ، ومن هذه الأسماء النوادر الشاعرة ، هنادي المالكي ، وعلياء المالكي ، وحسينه عباس بنيان .

    سنرقب قوادم الأيام لنرى شاعرات  عراقيات ينتجن الشعر الغزلي ، وأعتقد أن ذلك مرهون بالبيئة المجتمعية العراقية وتطورها .

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.