اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• توظيف الشعائر الحسينية سياسيا

حامد كعيد الجبوري

مساهمات اخرى للكاتب

·        توظيف الشعائر الحسينية سياسيا

 ( ركضة طويريج إنموذجا)

 

     حينما منع صدام حسين المقبور إقامة الشعائر الحسينية بداية السبعينات من القرن الماضي ، لم يكن يمنعها لأغراض دينية طائفية  فقط ، بل لأغراض سياسية أيضا ، ومعلوم أن النظام المقبور كان يشجع ويحضر تلك المراسيم والطقوس التي تؤدى أثناء محرم الحرام ، وكنا نشاهد ما يسمى بعضو القيادة القطرية ، وأعضاء الفروع للحزب المجتث  تسير مع تلك المواكب وتشارك فيها أيضا ، لتوهم الناس على أن البعث الفاشيست مع هذه الجموع المعزية ، وقد بينت في الموضوعة السابقة    ( اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية ) تلك الجموع التي كانت تسييس تلك المواكب ، وذكرت أمثلة لذلك .

    من الشعائر الحسينية المهمة سياسيا هي ( ركضة طويريج ) ، ولست بصدد التحدث عن غايات نشئتها بقدر ما يعنيني من أهازيج سياسية منددة بالأنظمة المتعاقبة لحكم العراق ، وقد وعيت على هذه الشعيرة بداية عقد الخمسينات من القرن الماضي ،  تنطلق الجموع المشاركة من مدخل مدينة كربلاء ، ومن نهاية الشارع المؤدي لقضاء طويريج  ، الذي يصل لمحافظة بابل ، وتبدأ المراسيم بعد أن يؤدي أحد رجال الدين صلاة الظهر والعصر قريبا من أحدى القناطر ، وبعد أن ينهي فرضه للصلاة يمتطي صهوة جواده مرددا ( يا حسين ) ، معلنا بدأ المسيرة الراكضة صوب المرقد الشريف للإمام ( الحسين ( ع ) ، وأخيه ( العباس) ع ) ، وبعد أداء الزيارة تذهب الجموع صوب منطقة المخيم الحسيني  لإطفاء النيران التي أوقدت بذلك المخيم ، كان واجب الجيش ،  والشرطة ، وقوى الأمن ، والاستخبارات ، ورجال الأمن الخاص ، والحرس الجمهوري ، وما يسمى بالرفاق الحزبيين ، تنتشر على جانبي طريق  مسيرة الجموع تحسبا للقبض على كل من يخالف النهج الذي تريده الحكومة ، بمعنى عدم السماح بترديد  أي شعار خارج الشعيرة الحسينية ، ومع ذلك كنا نستمع لتلك الشعارات المنددة بالحزب ورجاله ،  وسرعان ما نشاهد رجال الأمن المشاركون بتلك المسيرة ، تلقي القبض على من ردد ذلك الشعار ومن يسير بجنبه ، ولقرب محافظة بابل من مدينة كربلاء كنت حريصا للحضور لتلك ( الركضة ) وتسجيل الشعارات السياسية المنددة بالنظام ، وتعرضت لتساؤل رجل الأمن عما أكتب وأدون أكثر من مرة .

      ظهر أكثر من تقرير صحفي ، وعمود سياسي بجريدة الثورة ، والجمهورية ، وغيرها داعية الناس لنبذ هذه الشعيرة والإستعاظة عنها بمارثون جماهيري ينطلق من بغداد صوب قرية ( العوجة ) ، لتهنئة عائلة الطاغية بولادة مسخهم يوم 28 نيسان ، وفعلا جرت مثل هكذا ممارسة من بعثيين  طلبا للمال والدرجة الحزبية .

     بعد سقوط صنم الدكتاتورية البغيضة لم أذهب لكربلاء المقدسة لمشاهدة تلك المراسيم  والركض كعادتي السالفة ، واكتفيت بمتابعة الفضائيات التي تنقل الشعائر مباشرة ، وفي هذه السنة 2010 م تحديدا أعيدت صياغة تلك الإهزوجات و( الردات ) المعارضة والمحرضة بالنظام الحالي ، وأعترف أن الدكتاتورية قد كممت الأفواه ، والقادم الجديد رفع تلك الأكمام ووضعها بأذنه كي لا يستمع لما يقال ، ومع ذلك فأنا أنقل له وللقارئ الكريم تلك الشعارات التي هزج بها موكب ( طرف العباسية ) الكربلائي ليلة العاشر من المحرم ، ولم أستطع تدوين أجمعها لكثرة الضجيج الذي يصدر من الهازجين ، وهي

1 : 

يا آلهي هذا خيرك مو إلي

                         صبح للأجناب جوعانه هلي

والنتيجه احساب قاسي /  ويّ أصحاب الكراسي

             والله ما نرضه بالذله

2 :

أحنه من نحجي إنتبه كول وفعل

                      عدنه تاريخ التعرفه بالعقل

تشهد الواحد وتسعين  /  والبعث والمجرمين

             والله ما نرضه بالذله

وتشهد الواحد والتسعين دلالة لانتفاضة آذار الخالدة

3 :

أحنه ما نحتاج إلنه أتصوره

                    كلشي نعرف والحقيقه أمنوره

صرنه لسهامك مرامي  /  للمزور والحرامي

               والله ما نرضه بالذله

4 :

السياسه القسمت شيعه وسنه

                     أمفتح أعيونه الشعب يعرفها فتنه

الأمرّك أنت علينه / باجر يشيل الخزينه

                والله ما نرضه بالذله

ودلالة ( الأمرك أنت علينه ) المحتل الذي نصّب هؤلاء قادة للعراق الجديد .

           

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.