اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• صناعة الدكتاتور

حامد كعيد الجبوري

مساهمات اخرى للكاتب

·        صناعة الدكتاتور

( الرد على الإعلامية هيفاء الحسيني )

 

لا بد من صنم

لكي نموت دونه

ونسبق الأمم

بهذه الأبيات للشاعر موفق محمد أرد على الإعلامية والكاتبة هيفاء الحسيني وموضوعتها صناعة الدكتاتور ، وهيفاء الحسيني تحدثت عن شعراء الفصحى  وما أكثرهم ممن مدح الطواغيت واحدا تلو الآخر ، ولأني أزعم أني شاعرا شعبيا  ومن المتابعين لحركة الشعر الشعبي العراقي ، لذا سيكون ردي لها منصبا في هذا المضمار وفترة حكم البعث الفاشيست تحديدا ، بحديث أدلى به لخاصة أصدقائه الشاعر حميد سعيد يقول بما معناه ، إن نظام البعث المجتث ، وعلى المجتث أضع ألف علامة استفهام ، لأني أجد الآن اجتثاثا للوطنيين دون البعثيين ، يقول حميد سعيد أن النظام المهزوم لم يجبر أحدا للكتابة ومدح الطاغية ، وربما أشاطره الرأي بذلك ، ويمكن لنا أن نصنف الشعراء الشعبيين لعدة أصناف ، الصنف الأول غادر الساحة الشعرية تماما لينئوا بأنفسهم من الوقوع ببراثن المدح المسقط للشاعر أخلاقيا ، فمدح الطواغيت أشد كفرا وتعسفا بمصائر الشعوب ، الصنف الآخر غادر العراق مرغما ، أو طائعا ، وهم القلة من اليسار العراقي الذين جابوا منافي الدنيا ، والصنف الأخير وهم الغالبية المتكسبة بهبات القائد اللا ضرورة ممن تطوع وتبرع طائعا للمدح المقزز والمشوّه للذائقة العامة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، متى بدأ الشعراء الشعبيون بمدح طاغيتهم المهزوم ؟ ، ولأني على إطلاع كما قلت بهؤلاء ونتاجهم أقول ، أن البكر الذي مهد لصدام كان لا يسمح بمدحه بداية ، إلا أن الشاعر فلاح عسكر كتب قصيدة أهداها للبكر وبثت من خلال إذاعة العراق ، حقبة تولي هذه الإذاعة محمد سعيد الصحاف ، مما حدا بالبكر أن يستدعي فلاح عسكر ويكرمه بتعيينه في دور الثقافة الجماهرية ، التي كان عبد الكريم مكي رئيسا لها ، ( هذا أنه وردة وفه تكطعني لو تشتم / منذور كل العمر لعيون أبو هيثم ) ، وما أن سمع المداحون هذه المذلة التي منحت لفلاح عسكر ومقدارها ألف دينار عراقي (3300) دولار أمريكي ، حتى تسارع الجميع لكتابة قصائدهم للبكر حينها ، ومعلوم ( الطرازانيات) الصدامية التي أطاحت بالبكر ليأتي صدام خلفا له ، وأذكر قبيل أن يشعل صدام فتيل الحرب ضد إيران ، وبوقت أستيزار  لطيف نصيف جاسم للثقافة أقامت وزارة الثقافة بما يسمى مهرجانا قطريا للشعر الشعبي ، حصل كل شاعر شعبي من هؤلاء مبلغ ثلاثون ألف دينار عراقي ، وحقيبة دبلوماسية بداخلها مسدسا وسوارا ذهبيا ، وهناك من كتب أكثر من قصيدة لتشارك معه زوجته أو أبنته بهذا المهرجان ليحصل على مذلة القائد ، ولست بصدد ذكر من شارك بهذا المهرجان كي لا ألوث مقالتي بأسماء لفظها الشعب العراقي ، والغريب بل الأغرب هم الآن نفسهم يمارسون نفس صفاقتهم السابقة مع القادم الجديد ، ولكي لا يطول بنا المقال كما يقال سأذكر هذين البيتين قيلا لصدام حسين حينها ، مما دعاه أن يعطي ذلك الشاعر ثلاثة هدايا ، بمعنى أنه أخذ كحصة ثلاثة شعراء ، وقف ذلك الشاعر أمام طاغيته قائلا له ، سيدي إني أرتبط معك بثلاث روابط ، أولهما أنا عسكري وأنت قائدي ، وأنا عراقي وأنت رئيسي ، وأنا بعثي وأنت من يقودني ، ثم بدأ قراءة أبياته مؤشرا بيده صوب صدام حسين ، ولكي يتذكر الجميع كانت تجلس خلف صدام حسين مباشرة المذيعة الجميلة ( خمائل محسن ) ، وأذكر من تلك القصيدة هاذين البيتين ،

موعجيبه إيلوذ بكتارك ذليل

أنت ياما تلوذ بكتارك دول

انت مثل الكاع لو رادت تميل

الساتر الله من يمر بيك الزعل

نعم سيدتي هيفاء الموسوي نحن من يخلق الدكتاتور ، وقديما قيل لفرعون ، لماذا تفرعنت على الناس ؟ ، أجابهم لم أجد من يقف بوجهي ، دعوة  صادقة من القلب أقول ، دعونا نبني وطنا بلا فراعنة  جدد .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.