اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• عرب دنبوس مو عرب ناموس

حامد كعيد الجبوري

مساهمات اخرى للكاتب

               عرب دنبوس مو عرب ناموس

    بو عزيزي  والصحوة العربية

 

      في بدايات مراحل الدراسة الابتدائية كنت أستمع لجملة يرددها والدي رحمه الله كلما غضب مني ، وبعد أن أنال قسطي من العقوبة التي يقررها أسمعه وهو يكلم نفسه قائلا ، ( عرب دنبوس مو عرب ناموس ) ، بعد أن كبرت وزاملت والدي سألته عن تلك الجملة التي كان يرددها وهو يكيل عقوباته لي ، ضحك رحمه الله وقال أنها مثل شعبي يقال الى من لا يعي أو لا يستوعب مما يدور حوله من أحداث ، وحينها قال لي رحمه الله أن البشر يتفاوت بمداركه ، ولأننا بصدد موضوع بودي أن أدرجه ضمن ذلك المثل وأعني به ( عرب دنبوس مو عرب ناموس ) ، قسم من البشر يعي ما حوله بإشارة بسيطة من المقابل ، ومثلا لذلك أن أحدهم لا يرغب اليوم استقبال ضيوف ببيته لأسباب ما ، فما عليه إلا أن يقول لصحبه اليوم لدي ألتزام وربما سأترك البيت لذلك الالتزام ، فأن وعى المقابل ما أراد ذلك الرجل فهو بعرف والدي ( عرب ناموس ) ، بمعنى وكما يقول المثل الشعبي ( يلكفها وهي طايره ) ، ولكن أن ذهب لدار صاحبه فهو ( عرب دنبوس ) ، لأنه لم يدرك ما قاله ذلك الصديق ، وتأكيدا لمصداقية ما أقول (إن اللبيب من الإشارة يفهم ) ، بمعنى أن الذي ألتقط الإشارة فهو اللبيب الواعي ، ومن لا يدرك بوعيه ستنهال عليه الصفعات كما كنت أنالها ببواكير طفولتي  ، بمعنى أدق وأكثر توضيحا ما يحدث الآن ببلداننا العربية ، والظاهر أن أغلب الحكام العرب هم من فصيلة ( عرب دنبوس ) لأنهم لم يدركوا ما يريد الشعب إلا من خلال ( الراشديات والجلاقات ) ، شاب تونسي - محمد بو عزيزي – أثبت وجسد مقولة شاعرهم التونسي ( الشابي ) الذي أطلقها ذات يوم ( إذا الشعب يوما أراد الحياة / فلابد أن يستجيب القدر ) ، هذا ( البوعزيزي ) الواعي تماما أراد أن يكون وبلا قصد منه  ( سبارتكوس / او  جيفارا ) عصره ، ولكن بطريقته الثورية ، غير تلك الدرب التي سلكها ( جيفارا ) ، أنها الطريق الأسلم والأشد إيقاعا لقلوب المنتفضون الأحرار كما يراه  ، يومها صرح زين العابدين بن علي بخطاب متلفز أنه سيحاول تغيير حكومته ، وكأنه غير المقصود بتلك التظاهرات العارمة ، ويومها صرح للجميع أنه سوف لن يرشح لولاية أخرى ،  ولم يستوعب الدرس جيدا لذا أطلق عليه والدي أنه ( عرب دنبوس ) ، وغادر لمزبلة التاريخ وسيلاحق قضائيا من قبل الشعب العربي التونسي ، أمتدت الشرارة ( البو عزيزية ) لتصل الى الجزائر ، واليمن ، والأردن ، وجمهورية مصر العربية ، ولا ندري من سيتبعهم من الشعوب العربية ، وكل حكام هذه الدول كما وصّفهم والدي على أنهم  من العرب ( الدنبوس ) ، فهاهو حاكم مصر الذي امتدت حكومته بل قل خلافته لثلاثة عقود متوالية ، وكأن هذا الشعب المصري لم ينجب سواه ، والأغرب من ذلك أنه سيؤهل ولده ( جمال ) ، بل أهله ليتولى زمام الحزب والدولة بعده ، وذلك الآخر الذي يصرح أنا سأشغل منصب رئيس الجمهورية صيانة للشعب ولمصر ، وكأن هؤلاء المنتفضون خلوا من القيادة الوطنية الواعية ، وصدام الصغير – علي عبد الله صالح - كما كنى نسميه في العراق ، الآن كبر وأصبح سبعا دكتاتورا ولم يفق صدام بسطوته وجوره ، هو الآخر مرشح للسقوط بأيدي اليمنيين الأحرار ، وهناك تساؤل أجده مهما هنا وهو ، من الذي سيضمن عدم وصول المتخلفين لسدة الحكم ؟ ، وهل سنجد تجربة عراقية أخرى في المنطقة ؟ ، وهل سيصل المتشددون من الإسلاميين ليعيثوا فسادا بالمال والعباد ؟ ، وهل ستكرر فرنسا أو أمريكا نفس التجربة الخاسرة السيئة العراقية ؟ ، وهل سيصحى مثل هؤلاء الأجراء من الحكام ليفسحوا المجال للشعوب لتحكم نفسها ؟ ، ولماذا لم يفكر هؤلاء الأغبياء بأنهم لو رحلوا طوعا لفازوا بما سرقوه عنوة من المال العام ؟ ، أم أنهم يفكرون أن لا ملاذ لهم إلا هذا الكرسي المنخور ، وهل ستنفع الأموال التي توزع على الناس حاليا ، وهي من المسروق طبعا ، لتجنب الحاكم الثورة الآتية لا ريب ؟ ، كما فعل أمير الكويت بتوزيعه 4 مليارات دولار أمريكي على فقراء الشعب الكويتي ؟ ، لنرقب الساحة العربية لاحقا لنشهد سقوط حكامٍ لمزابل التاريخ .      

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.