اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• إضاءة ... الخيار الأصعب

حامد كعيد الجبوري

إضاءة ...

                    الخيار الأصعب

 

          انتهت الحملة الانتخابية للبرلمان العراقي ، وأعلنت نتائجه الرسمية ، وكل عرف حجمه جماهيرياً سواء رضينا أم لم نرضى ، وسواء تدخل فلان أو لم يتدخل بنتيجة تلك الانتخابات ، وقبل إعلان النتائج تحدثت الكتل على لسان ناطقيها الرسميون بأن الكتلة الأكثر مقاعد لها أحقية ترشيح رئيس الوزراء منها ، والحديث ربما ينحصر بين الكتلة العراقية ودولة القانون ، ولكن حين إعلان النتائج كل غير من حديثه بهذا الخصوص ، فالعراقية صاحبة المقاعد الأكثر متمسكة برئاسة الوزراء ، وكتلة ائتلاف دولة القانون تقول أننا الكتلة الأكبر معتمدة على كتلة أخرى تندمج او تأتلف معها وليس ذلك بمستبعد على من ينهج الديمقراطية واقعا وتطبيقا كما يراه ،ً وخلقت عقبة جديدة بطريق تشكيل الحكومة أحيلت للمحكمة الاتحادية للحسم ، وستجيب المحكمة كما أزعم أن من حق العراقية تشكيل الحكومة وعلى رئيس الجمهورية تسميتها لذلك ، وستعجز العراقية – افتراضا -تشكيل الحكومة ، وحينها سيلجأ رئيس الجمهورية للكتلة المندمجة أو المتحالفة لتشكيل الحكومة وسنعود بالعراق للمربع الأول كما يسميه الساسة الجدد ، ساسة الشفافية والفسيفساء والموزائيك العراقي الجديد ، وهنا بدأت التدخلات الإقليمية والدول العربية وغيرها ، وبدأت حملة إطلاق التهم كل للآخر ، فالمتهم – بكسر الهاء – الكتلة التي زارت إيران أرسلت وفدا لإيران باليوم التالي ، والأخر الذي أتهم الكتلة الأخرى زيارة السعودية زارها ملبيا لدعوة المملكة حتى غاب عن الحصيف المتتبع من هم الصح ومن هم الخطأ ، والأغرب من ذلك كله أن السيد المحتل – أمريكا - لم يبدي رأيا علنياً ليومنا هذا ، رغم التنسيق والتتبع والمشورة التي يبديها بالخفاء لأناس بعينهم ، ولا يمكن استثناء أحد من ذلك ، فالسفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء كما الساسة هناك ، وبودي هنا التساؤل مع المفوضية العليا للانتخابات العراقية ، لماذا لم تعلن نتائج التصويت كل بمحافظته وبحضور الكتل المتصارعة وليست المتنافسة ، و بحضور ممثلو منظمات المجتمع الوطني الموهومة أو الوهمية ؟ ، سيكون جواب المفوضية العتيدة بعدم إمكانية ذلك بسبب احتساب أصوات المنتخبون بخارج العراق ، وهذا بزعمي جواب مبتور وله ألف حل ومناقشة ، إذن يمكن أن نخلص الى أن أمرا حيك بدهاليز غير عراقية ولمصالح كبرى أكبر من أن يستوعبها البسطاء من هذا الشعب وسياسيوه ، فمرشح كتلة دولة القانون غير مرغوب به إقليميا ناهيك عن عدم الرغبة به من أطراف عراقية أخرى ، وأن قدم المرشح لرئاسة الوزراء من الائتلاف الوطني فسيرفضه دولة القانون بحجة أصواتهم الأكثر ، وهكذا دون حل للمعضلة بل وتعقيدها ، وكل ذلك يُدعم موقف الكتلة العراقية لطرح مرشحها علاوي لرئاسة الوزراء ، وأن حدث ذلك فمرحب به من دول عربية عديدة ، وستطفأ الديون العراقية وسيلمس المواطن التغيير بالخدمات وأولها الطاقة الكهربائية وتحسين مفردات الحصة التموينية ، وبالمقابل من هذه الدول العربية إيران التي يمكن كثيرا أن تعترض عليه لأسباب شتى ولا أقول علمانيته فإيران المصالح وليس إيران الدين والمذهب  ، وسيواجه معارضة كبيرة من الائتلافين الشيعيين المنقسمين لأكثر من تكتل فيما بينهم بما فيهم الصدريين ، معادلة جد صعبة ومعقدة ، فأن تولى فلان عاد الذبح والقتل على الهوية والفساد الإداري والمالي والمحسوبية وتقسيم السلطة غنائم للجميع ، وإن تولى علاوي فخطر عودة البعث والمقابر الجماعية والملابس الزيتونية ستلحظ مجددا بالشارع العراقي ، فأي الخيارات الأصعب سيواجه العراق وأبناء العراق البسطاء ، ........ للإضاءة ......... فقط .           

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.