اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

Beez5

قراءة متأخرة لمقدمة رواية (ذاكرة التراب)!// محمود حمد

محمود حمد

 

عرض صفحة الكاتب 

قراءة متأخرة لمقدمة رواية (ذاكرة التراب)!

محمود حمد

 

بعد ان احترفت حجارة الحيطان التَنصُّت عن بُعْدٍ لاستكشاف الأفكار المعارضة للتسلط!

وأتقنت الأرصفة مهارة استشعار النوايا (المزعزعة للاستعباد!) قبل اكتمال نشوئها، وصار الخوف مُكَوِّناً من مُكَوِّنات الهواء الذي يتنفسه الناس، وأمسى الشك بالآخر أَداماً تُلَوَّثُ به لقمة العيش، وأضحى حبل المشنقة يتدلى في غرف النوم بدل المراوح!

لم تعد أستار الاختفاء التقليدية عن "عيون الجلاّدين" كفيلة بالاختباء خلفها، بعد أن صارت الشوارع عيوناً للسلطة، والأشجار مسامع لها، والرياح أوتاراً صوتية تنقل لها أية آهة تحسبها ذَمّاً لها!

 

كانت كتابتي لرواية (ذاكرة التراب – 41 فصلاً) حاجة ضرورية لاستنشاق بعض انفاس الحرية في الخفاء وبالخلوة مع الذات... وهو الكتاب الأول، من مجموعة تسعة كتب، مستقاة من أحداث وأماكن وأزمنة حقيقية مع تغيير الأسماء، وبعض الأماكن، والوقائع، للضرورات الفنية والاجتماعية. تتناول تراكم الأحداث المتعاقبة الملتبسة، والتحولات الفكرية والنفسية والسلوكية للشخصيات بفعل تعمق الصراعات الاجتماعية وتدافع نمط العلاقات الاقتصادية البدائية مع قوانين التطور الموضوعية، وأثر (سلطة) المكان والزمان على الأحداث، في مراحل مختلفة متناسلة الجور والعسف!

 

وترصد تدافع ووحدة المتعارضات على امتداد فصول (الرواية) من خلال سيرة "عراقي" اسمه (عروة)، كمشارك في الأحداث، أو شاهد مُكَبَّل الإرادة، أو ضحية لها مُسْتَلب القدرة، منذ افتراس البؤس لطفولته وملاحقة السلطات له في مراهقته وشبابه وكهولته، وغربته في وطنه وخارجه، على امتداد عقود من الزمن.

 

كما تؤرخ (الرواية) لأحداث مفصلية تاريخية متعاقبة في مجتمع شبه اقطاعي، بمراحل مختلفة من خطوات وضع المجتمع قدمه على طريق (طفولة التمدن!)، دون انفكاكه عن جذوره القروية البدائية، حتى في أوج محاولاته للتشبث بالمدنية، مع إضاءة المحاولات (الفردية) الجريئة لعبور (منطقة التخلف) المُكَبِّلَةِ للعقول والنفوس ولنمط الحياة، وهي محاولات لا تخلوا من المغامرة غير المحسوبة العواقب!

 

وفي كل نسيج أحداث (الرواية) واحتدام والتباس وقائعها، واختلاف مصائر شخصياتها، يسري (الحب المقموع!) جمراً يتأجج بين سطورها، وتحت رماد اليأس، يمنح النفوس المُحبَطة أملاً، والأماكن المعتمة بصيص ضوء، والأزمنة الملتبسة فصاحة... رغم محنته وانكساره في النفوس!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.