اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

Beez5

رواية (ذاكرة التراب)- (الفصل الأول)// محمود حمد

محمود حمد

 

عرض صفحة الكاتب 

رواية (ذاكرة التراب)- (الفصل الأول)

سور المقبرة!

محمود حمد

 

بعد أكثر من ثلاثين عاماً عاد "عروة" إلى مدينته الريفية بحثاً عن طفولته وصباه... يسأل عن مصير (دوخة) ... الصَبِيَّةُ التي كانوا يركضون خلفها كالجِراء عند حافة المستنقع الآسن في أطراف المدينة... تأخذهم حيث تشاء، وتُعيدهم إلى (الخرابة) متى تشاء... يبحث عن أخبار أختها الصغيرة (مُزْنَة) التي كانت لصيقة به خلال تشردهم على حافات المستنقع وخلف سور المقبرة وعند الاصطفاف في ساحة المدرسة كل صباح!

 

وقف في مدخل الشارع الأَسْفَلْتي الذي امتدت مباني المدارس على جانبيه، ويُخْتَمُ بمركز صحي صغير... ذلك الشارع الذي كان حينذاك يجثم عن يمينه (السجن المركزي) وعلى يساره (خرابة سعدة) التي تفصل المدينة عن قلعة السجن، وعن مديات الريف والمستنقعات الممتدة حتى (البطائح).

 

عند موطئ قدمه حيث يقف اليوم، كانت بالأمس مزالق المستنقع التي تعلموا فيه السباحة، وإطفاء الخوف من المجهول إثر اقترابهم من فَكَّي الموت غرقاً أكثر من مرة... ذلك المستنقع المترامي إلى أفق السهل الذي تقبع فيه المدينة الزراعية المنتهكة بالجوع والحرمان!

 

هناك كانت آثار أقدام (دوخة)، الصَبِيَّةُ الحافية التي علمتهم اللعب والعبث دون خوف...حتى بعد الغروب... كانوا ينبشون حَجَرَ المقبرة ويقلعون طابوق سورها ليعطوه للمنبوذين من أبناء المدينة، الذين سحقهم الفقر فالتجأوا إلى حزام الأكواخ، ليبنوا لهم به حجرات من الطابوق المُعَفَّرِ بأجساد الموتى، ويسقفونها بالقصب الرطب والطين الآسن، ليكون كالورم الهجين في خاصرة الـ(خرابة) المكتظة بالمُعْدَمين!

 

في تلك الآونة كانت تلوذ بـ(الخرابة) آلاف العوائل التي تشردت من الأرياف الظامئة على أجيال متعاقبة، لتشكل البيئة الأكثر بؤساً في (مدينة الماء والسماء!).

 

لم تحتمل (الجدة) الضريرة عبث (دوخة) مع الصبيان والأطفال وهي في عامها الثاني عشر، لكن ما يُطمئنها عليها... ثقتها بقوتها البدنية الخشنة، طلاقة لسانها السليط، فطنتها المتيقظة، وتوحشها مع الغرباء... مما جعل صبيان خرابة القصب والبردي يذعنون لها بقدر التئامهم حولها، واحتمائهم بها، لأنها تُخيف صِبْيان زقاق (دور الحكومة) المقابل للخرابة، وتحميهم من تَنَمُّرِهِّم عليهم!

 

تُرافق (دوخة) جدتها كل يوم منذ الصباح الباكر... تَشْحَذُ معها في السوق على ضفاف دجلة، ولن تعود إلاّ عند الظهيرة... تساعدها في طبخ (ما رزقها الله به من العظام والخضار التي ينبذها القصابون والبقالون!) لإطعام أطفال ابنها البكر الذي فقدته في (حرب الشمال)، وتركتهم أمهم لتتزوج من صديقه الذي أبلغها بمقتله، وانتقلت معه إلى مدينة بعيدة!

 

ذات يوم جمعت (دوخة) الصِبْيان والأطفال وأفشت لهم سراً:

هناك في شرق (الخرابة) حاوية للأزبال خلف السجن يرمي إليها السجناء الصمون الفائض عندهم من السطح بأكياس لكي يأخذها المحتاجون!

 

قادتهم إلى (كنز الجياع)، فوجدوا عشرات النسوة الحافيات يَجْلِسْنَّ حول حاوية النفايات بانتظار وقت رمي بقايا الصمون إلَيْهُنَّ... بدأ التسابق والتدافع والصراخ والشتائم بينَهُنَّ، لأن الكمية أقَلَّ من أن تَسُدَ حاجة أطفالَهُنَّ، لكن (دوخة) وخلفها (قطيع الأطفال!) كانت ترقب مشهد النسوة المتدافعات عن بُعْدٍ كالنمرة المتحفزة للانقضاض على صيدها.

 

لمحت رأس سجين في سطح السجن الشاهق يرمي الأكياس إلى الأرض خارج أسوار السجن، لَوَّحَتْ له بيدها كي يرمي باتجاهها كيساً بعيداً عن حشد النسوة... ما أن وجد السجين تجمع الأطفال مشرئبي الأعناق نحوه كعصافير فاتحة مناقيرها صوب أمها من فرط الجوع ، حتى رمى باتجاههم كيساً تَمَزَق في الهواء، فتناثر الصمون على الأرض... سقط بعض منه عند حافة بركة مياه آسنة... جمعته (دوخة) من الأرض ووزعته على (الأطفال) ولم يبق لها منه سوى صمونة ملوثة... مسحتها بأذيال ثوبها وأعطتها إلى أخيها (عباس) الذي يصغرها بأربعة أعوام، وراح يقضم منها بشهية، سألته بهمس:

هل الصمون الحار لذيذ؟!

أحس بها (قطيع الأطفال) ... فتسابقوا على اقتسام صموناتهم ورموها نحوها... رفضت بنظرتها المتوعدة من عينيها الحوراءين التي يخشون بريقها، وأعادت قطع الصمون إليهم مع لاذع الكلمات!

 

بعد أن انفرط عقد النسوة... كان سجين عجوز شاحب يتطلع إليهم من سطح السجن، إلى جواره سجّان كهل مسلح بـ(بندقية برنو الإنجليزية) وعلى صدره يتقاطع صفا رصاص بجعب جلدية سوداء لامعة... انحنى السجين العجوز إلى الأسفل ليحمل شيئاً ثقيلاً، ساعده السجان عليه، ورمى كيس كبير من الصمون إليهم!

 

طلبت (دوخة) من الأطفال مساعدتها على حمل الكيس على ظهرها، ومضت به إلى جدتها فرحة... قدمت إليها صمونة حارة ...ق ائلة لها بِوِدٍّ:

تذوقي (صمون الحكومة) الحار يا جدتي... إنه لذيذ!

قضمت العجوز الدَرْداء لقمة منها وعلكتها بباقي أسنانها المنخورة متلذذة بطعمها... قالت بغبطة:

اليوم أعطاني (القصاب عمران) قطعة لحم مع العظام، وهناك في السلة بصل وطماطم وبطاطا... نظفيها وأشعلي الموقد بحذر... اعملي لأصحابك، ولأخويك مرقاً مع الصمون الحار!

صاروا يرتادون فيء السجن كل يوم بحيث لم تعد عوائلهم تحسب حسابهم عند تقتير الطعام... صار (قطيعهم) يكبر عندما يحين موعد تساقط الصمون إليهم من السماء!

 

أشار لهم (سَجّانٌ بَطينٌ) يقف في بوابة السجن الحديدية السوداء الضخمة، أن يستديروا إليه ليعطيهم الصمون الساخن من الفرن مباشرة عند بوابة السجن الرئيسية، فتراكضوا جميعاً فرحين إلا هي... تباطأت حياءً، ولما تجمعوا حوله عند كومة طابوق بناء مهملة إلى جانب البوابة الحديدية السوداء الكبيرة... طلب (السَجّان) أن تدخل (دوخة) وحدها للداخل وتجلب لهم الصمون... ترددت وشحب لون وجهها، قَدَحَتْ نظرتها المتيقظة بعينيه المتورمتين شَهوةً متوحشة، تأملت عيون الأطفال من حولها التي يغشوها الخوف ويوقدها الجوع!

 

التفتت إلى اخيها (عباس) وطلبت منه أن يدخل معها...كان (أدهم) يقف في نهاية الصف وهو أكبرهم سناً وأعياهم صحة وأقلَّهم كلاماً لتأتأته... أزاح (أدهم) من يقف أمامه من الأطفال وأمسك بكتف (عباس) وأعاده للخلف وتقدم معها... عندها برقت عينيها بسطوع كعيون الصقر، وامتلأ صدرها تحدياً، فدخلا في ظلمة السجن، ودخل السَجّان المنتفخ خلفهما وأغلق باب السجن الفولاذية الثقيلة وراءه!

 

ما هي إلاّ لحظات حتى سمعوا صراخها الذي لم يسبق لهم أن سمعوه من قبل... تَيَبَّس (قطيع الاطفال) في مكانه أول الأمر... لكنهم فجأة انهالوا على بوابة السجن الحديدية بالحجارة والصراخ، حتى أيقظوا السجناء والسجّانين وقاطني أطراف الخرابة، وهم يتدافعون إلى بوابة السجن... خرجت (دوخة) شعثاء الشعر، وثياب (أدهم) ممزقة وأنفاسه متقطعة... لكنها لم تفلت يدها من كيس الصمون الساخن الثقيل الذي كانت تجره خلفها!

 

في اليوم التالي عادوا للجدار الخلفي للسجن بعيداً عن حاوية الأزبال... كان السجين العجوز بانتظارهم... يُلقي لهم كيس الصمون بعد انفضاض جمع النسوة... على مدى أشهر... حتى انقطع عنهم السجين العجوز أسابيعاً دون أن ينقطعوا عن الانتظار!

 

في ظهيرة يوم تموزي تَجمَّرت فيه الأرض من شدة الحرارة، وقفت سيارة إسعاف بباب السجن، أُخرِجَ سجين على نقالة إليها، وانطلقت به إلى المستشفى... عندما عادت (دوخة) في ذلك المساء الى كوخهم روت لجدتها حكاية السجين العجوز والصمون وسيارة الإسعاف.. سألتها جدتها:

هل تكلم معكم؟

ماهي صفاته؟

جلست تصفه لجدتها... مُستَذكرة:

نعم يا جدتي...

كان يحدثنا ويسألنا عن أحوالنا رغم ممانعة حراس السجن...

لكنهم يا جدتي يبدوا أنهم يهابونه... فيصغون إليه!

أجابت العجوز متحسرة:

إن لم تهلك الأيام عقلي وتمسح ذاكرتي...فإنه (الأستاذ حامد البدر) مدير المدرسة الثانوية... أتذكره قبل أن يُطفئ مرض الجدري بصري... (الأستاذ) الذي تعرفه المدينة كلها... الرجل الذي ما أن يخرجوه من السجن حتى يعيدوه إليه مع أية (قلاقل!) في المدينة... رغم اعتلال صحته وكبر سنه!

في ذلك العام اكتمل بناء المدرسة الابتدائية في الساحة الترابية بين السجن و(بُستان الجِدَّة) ... مع بداية شهر تموز كان المعلمون يجولون بين الأكواخ والصرائف يُحَفِّزون ويُحَرِّضون سكان (خرابة سِعْدَه) على أِرسال أطفالهم دون سن العاشرة إلى المدرسة الجديدة، يغوونهم بـ(الكسوة الشتوية وبوجبة الغذاء اليومية التي سَتُعطى لهم في المدرسة مجاناً)!

 

كان الأطفال من الذكور والإناث يتبعونهم كـ (الجرذان تتبع نافخ البوق!) ...لكن (دوخة) كانت مترددة لأنها تجاوزت الثانية عشرة من العمر... دفعها (أدهم) (الذي تجاوز الرابعة عشر من العمر) إلى وسط طابور الأطفال رغم ممانعتها... التفت إليها (المعلم عبد الواحد) ذو الطول الفارع والنحول المتجلد، ورمقها بنظرة استفهام أبوية، فخاطبه (أدهم) بنبرة متقطعة متوسلة:

أستاذ...هي عمرها عشر سنين لكنها (جثيثة!) مثل أبيها!

رد عليه (المعلم) دون أن يلتفت إليه:

ليأتي بها أبيها غداً للمدرسة!

اغرورقت عيناها بالدموع... وأجابته مخنوقة العبرات:

أنا يتيمة من الأب يا أستاذ!

لَفَّتْ ذراعها حول عنق أخيها وقَبَّلته على رأسه، فيما كانت أختها الصغيرة (مُزْنَة) تمسك بأذيال ثوبها من خلفها!

 

سارت وإياهما مع الجميع باتجاه المدرسة... أوقفهم (المعلم) تحت فيء جدار قلعة السجن، وصَفَّهُم في طابور، وبدأ ينادي عليهم بقراءة أسمائهم، ويردد خلفه الأطفال بهمس كل اسم مشفوعاً بالكُنيَّة التي يتندرون بها بعضهم على بعض، كما أملتها عليهم (دوخة)، طلب من كل واحد منهم عندما يسمع اسمه الخروج من الطابور والوقوف تحت ظل (شجرة السدر) المكلكلة على حائط السجن... أعاد عليهم قراءة الأسماء... كان كلما يقرأ الاسم الأول يُكْمِلْهُ الأطفال بالكُنيَّة التي اعتادوا عليها بصوت مسموع:

(أدهم) المسلول. (هلال) ابن أبو الطرشي. (ألْماز) المعَرْيَّن. (عروة) الحافي. (دوخة الذئبة). (مُزْنَة) أم قصيبة. (جابر) المشَرْشَبْ. (حمزة) المحَنّا. (عبلة) الشقرة. (سيد جبار) اليشَوِّر. (موزان) ابن العورة. (ذياب) الأحول!

يؤشر المعلم بقلمه على الأسماء المدونة في الورقة التي استخرجها من جيبه، التي كتبها خلال التقاطهم من الطرقات ومن بين الأكواخ والصرائف، وبين لحظة وأخرى يطلب منهم الاحتماء من سهام أشعة شمس الظهيرة بظل (شجرة السدر).

 

منذ اليوم الأول في المدرسة كانت (دوخة) مثابرة على الدراسة، دون أن تنقطع عن وقت استجداء الصمون من السجن، أو تتخلف عن مرافقة جدتها للشحاذة في السوق بعد الظهر... بدت عليها ملامح الأنوثة المبكرة بثياب المدرسة البيضاء والسوداء وشريط الشعر الأبيض في أطراف ضفائرها الطويلة الفاحمة، توثبت ملامحها السومرية المُتَحَدِيَّة... كانت تبدوا متغطرسة في مشيتها بين أترابها من الفتيات والفتيان في الصفوف الأولى من (مدرسة الأمير).

 

كل يوم عند ذاهبهم الى المدرسة، يتجمع (الأطفال والصبيان) على حافة الطريق الفاصل بين السجن المركزي و(الخرابة)، يتابعون عشرات السجناء السياسيين المكبلين بالسلاسل، وهم يرصفون الطريق الترابي بالطابوق، دون توقف، من الشفق إلى الغسق، طيلة شهور السنة، وفوق رؤوسهم يشهر السجانون بنادقهم!

لم تنقطع (دوخة) عن الخروج بالأطفال والصبيان إلى حافة المقبرة وشطآن المستنقع، حيث يسبحون ويصطادون صغار السمك النافر إلى الجرف الموحل، رغم وعيد جدتها وتهديدها لها خوفاً عليها وعلى أخيها (عباس) وأختها الصغيرة (مُزنة) من تلك المنطقة:

المعزولة عن الإنس والموبوءة بالجن!

الواقعة خلف سور المقبرة... حيث تعوي الذئاب في الليل، و(يختطف!) الغجر الرُحَّلُ الفتيات الصغيرات الجميلات في غفلة من ذويهُّن في النهار، وتنقطع أخبارَهُنَّ مع هجرة قوافل الغجر القادمة من المجهول والذاهبة إلى المجهول دون عودة!

 

كان أخيها (عباس) أكثر هدوءً وانتباهاً منها خلال الدرس، وأشد التزاماً بتأدية الواجبات البيتية، فتفوق على أقرانه من البنات والأولاد!

 

ذات (جمعة نيسانية) ازدحمت فيها شطآن المستنقع بالصيادين وحاصدي حقول الحنطة والشعير القادمين من قرى مختلفة بعيدة... وتمددت مساحات مغامرات (دوخة) ومعها الأطفال والصبيان المنفلتين عن أبصار أهلهم... وتزايد عدد (قطيع الأطفال والصبيان) السائب منهم بانضمام أطفال (المهاجرين النيسانيين!) القادمين إلى المدينة من مدن فقيرة أخرى في موسم الحصاد بشهر نيسان... حتى باتت تسرح بهم عند حافات مسطحات المستنقع، وبين القبور، مع صبيان وبنات لا تعرفهم.

 

صار من تعرفهم يسيحون في أماكن للهو والعبث والسباحة والصيد بعيداً عن سطوتها... لكنهم اعتادوا التجمع عند الغروب قرب رأس سور المقبرة ليعودوا معاً إلى (الخرابة)!

 

في ذلك المساء وقفت (دوخة) حائرة وسط (قطيع الأطفال والصبيان) تُقَلِّبُ وجهها بوجوههم... بدأ الليل يرخي سدوله على المدينة ويستوطن السكون والظلمة حافات المستنقع... تسلل الخوف إلى نفسها وانقبضت روحها... تسألهم مفزوعة:

أين (عباس)؟!

من منكم كان مع (عباس)؟!

ماهي إلاّ دقائق حتى انفجر صراخها واستجمعت الكبار والصغار مُستغيثةً، تطلب العون للبحث عن اخيها، احتشد الناس، وأُشْعِلَت حزم البردي والقصب لتبديد الظلمة... وإنارة المسطح المائي الشاسع!

 

تسمر "عروة" في مكانه عند مزلق الصيادين في حافة المستنقع يعصف به الخوف... لا يقوى على النطق بما رآه!

خاض العشرات من الشباب في المياه الضحلة وعام آخرون في عمق المستنقع، التَفَّتْ النسوة حول العجوز العمياء التي ألقت بنفسها في المستنقع تلطم وجهها بالوحل وتنادي ابنها الفقيد:

غرق ابنك يا(حسن)...

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.