اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

المربي الفاضل سليمان يوسف بوكا// باسل شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

باسل شامايا

 

 

عرض صفحة الكاتب 

المربي الفاضل سليمان يوسف بوكا

باسل شامايا

 

أشرقت شمس الميلاد في بيت المرحوم يوسف بوكا حينما سطع نور ولده سليمان في القوش يوم 5 /3 /1925، ترعرع وسط عائلة كادحة وفي كنف والديه اللذين كانا يكّنان له كل الحب والعطف والحنان.. شقيق لأربعة أخوة وثلاث أخوات.. أكمل دراسته الابتدائية في القوش عام 1941 في ظروف الحرب التي كان يعاني منها العراق .. ثم غادر بلدته إلى العاصمة بغداد لتكملة الدراسة حيث دخل المدرسة الريفية وتخرج منها عام 1946 وتعين معلما في إحدى المدارس الابتدائية في بلدته القوش ( مار ميخا ) ، كان معلما لمادتي الرياضيات والرياضة ، حيث يشهد من عاصره بأن دوره كان فعالا مع مجموعة من زملاءه في النهوض بمستوى المدرسة، حتى أصبحت من المدارس المتميزة في الموصل .

تزوج عام 1948 من المرحومة يازي يونس تعينو فأنجبت له ( نضال، عامل، كفاح، لينا، عادل)، بادر إلى فتح مركزا لمحو الأمية في القوش منطلقا بذلك لتقديم الخدمة لأهالي بلدته وإنقاذهم من مرض الأمية المتفشي آنذاك، وقد واظب دءوبا في إنجاح ذلك المشروع. كان له طموحا لا متناهيا في تكملة الدراسة على الرغم من مسؤولياته الاجتماعية والوظيفية والسياسية الكثيرة ، فشارك في الامتحانات النهائية للصف الخامس الإعدادي (آخر مرحلة في الإعدادية حينذاك) وبإصراره ومثابرته وقوة عزيمته اجتاز تلك المرحلة بتفوق، ثم أكمل دراسته الجامعية في كلية الحقوق / جامعة بغداد عام 1952 وحصل على شهادة البكالوريوس في المحاماة عام 1956، خلال هذه الفترة أي فترة دراسته الجامعية كان يدرّس في مدرسة الأرمن ببغداد. بعد تخرجه من كلية الحقوق التحق بخدمة الاحتياط ومنح رتبة ملازم في الجيش العراقي كمشاور عدلي  في الفرقة الثانية / كركوك. اعتقل في 8 شباط 1963 وزج في سجن رقم واحد فعرفته اغلب السجون العراقية ( نقرة السلمان، الديوانية، قطار الموت، أقبية الأمن العامة ) أمضى سنة كاملة في نقرة السلمان تحت التعذيب الوحشي حتى أطلق سراحه عام 1964 وأعيد إلى الخدمة كمشاور عدلي للفرقة الأولى في الديوانية. في تموز 1965 أحيل إلى التقاعد بسبب دفاعه عن 240 ضابط صف، مواطنين أكراد محكومين بالإعدام بتهمة انتمائهم للشيوعية وتمكن من الإفراج عنهم . كانت السلطة الدكتاتورية الغاشمة تتربص له وتتابع نشاطاته دون تلكؤ فوظفت لعملية اغتياله مرتزقتها الموغلين في الإجرام، ففي حزيران 1975 تعرض إلى حادث اصطدام مدبر وهو في طريقه من كركوك إلى بغداد أودى بحياة رفيقة دربه المرحومة أم عامل، ونجى من ذلك الحادث بأعجوبة. في عام 1978 اعتقل ثانية وزج في زنزانات الأمن العامة ضمن الحملة التي شنها النظام البائد ضد الضباط المتقاعدين بتهمة التآمر ضد نظام الحكم، وتعرض إلى أبشع أنواع التعذيب، وأفرج عنه بقرار العفو العام في عام 1979 بعد اشتداد السخط العالمي على اعتقال السياسيين في العراق، وبعد ذلك التحق بحركة الأنصار في كردستان العراق ليبدأ حياته الجديدة في النضال ضد النظام ، واستمر بذلك حتى سقوط النظام السابق عام 2003، ثم عاد إلى ارض الوطن ليتواصل في عطاءاته وخدماته الجليلة لأولئك الذين ضحوا بالكثير من اجل الوطن . ومن المراكز والمسؤوليات التي تبوأها في حياته السياسية: في عام 1970 أصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وفي عام 1976 أصبح عضوا للمكتب السياسي للحزب وخلال فترة الكفاح المسلح ضد النظام السابق تعين مسؤولا عن نشاطات قوات الأنصار الشيوعيين في عموم كردستان.

وبقي متنقلا بين دولة كندا التي استقر فيها أولاده وبين كردستان، المحطة النضالية التي انطلق منها لمحاربة أعداء الشعب العراقي، واستمر في ذات الطريق حتى توفاه الأجل في بلاد الغربة بعيدا عن وطنه في كندا بتاريخ 21 /4 /2008 اثر صراع مع المرض، وكانت أمنيته أن يدفن في بلدته بين آبائه وأجداده، فلبى أولاده رغبته وعادوا به إلى ارض الوطن بعد مرور ما يقارب خمسة عشر يوما على وفاته, فشيع تشييعا مهيبا وسط أهله وأصدقاءه ومحبيه في بلدته التي ووري فيها الثرى بتاريخ 3 /5 /2008 .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.