مقالات وآراء
صورة الكوكب!// يوسف أبو الفوز
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 10 نيسان/أبريل 2024 19:30
- كتب بواسطة: يوسف أبو الفوز
- الزيارات: 1175
يوسف أبو الفوز
صورة الكوكب!
يوسف أبو الفوز
رحل كوكب العراق، المبدع كوكب حمزة، فكيف نرسم صورة هذا الكوكب؟
يقول الفنان كوكب حمزة في أحد لقاءاته الصحفية، ان أمه اختارت له أسمه، وربما يكونوا أقتبسوه من آية قرآنية، وكأنهم يرسمون له، من أيامه الأولى، مستقبلا باهرا، فارضين عليه العمل لنثر نور المحبة، عبر شعاع الالحان، على مساحات شاسعة على كوكب الأرض.
أعتبر العديد من النقاد الموسيقيين، ان ألحانه، مع زملاءه طالب القره غولي وكمال السيد، ساهمت بنهضة فنية، خرجت بالأغنية العراقية من قالب الالحان القديمة ــ الطقطوقة ــ الى أغنية حديثة، جادة تحمل التنوع. وأطلق كثيرين على كوكب حمزة لقب (مكتشف الأصوات الجديدة)، لأنه قدم حسين نعمة، رياض احمد، سعدون جابر، ستار جبار، أسماء المنور، فاطمة القرياني وعلي رشيد وآخرين.
هل هذا يكفي لتحديد معالم شخصية هذا الكوكب؟
كانت جريمة هذا الكوكب، انه اتشح بثوب اليسار، بأنتماءه الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، فصارت ألحانه تشع ليس جمالا وحداثة، بل عند أجهزة النظام الديكتاتوري ــ وما تبعها ـ مطارقا ومعاولا ومناجلا، فكان عليه، الخشية من الاغتيال على طريقة فيلم Z ـ على حد قوله ــ والاضطرار لمغادرة العراق عام 1974 بحجة الدراسة.
لم يرضخ كوكب حمزة لإغراءات ومضايقات أجهزة النظام العفلقي البعثي. لم يشأ ان يكون ضمن جوقة المرتزقة الطبالين من جمهرة الملحنين والشعراء الذين جملوا صورة النظام البعثي وقادته وثم حروبه، وظل يرفض بإصرار نصوصا بعثية تقدم اليه لتلحينها، فأختار المنفى ليكون بيته، وواصل في منفاه، الذي تعددت محطاته، صموده في المقاومة بموقف رافض لا يلين، توج ذلك بالالتحاق بفصائل الأنصار الشيوعين لمقارعة النظام الشوفيني الصدامي.
دفع الفنان كوكب حمزة، المناضل أبو جميلة، ثمن موقفه الرافض، المعارض، غاليا، بمعاناة مستمرة من التهميش والتضيق من المؤسسات الثقافية العربية، بتحريض من مؤسسات النظام الديكتاتوري. رغم ذلك، ظل كوكب مخلصا لموقفه الرافض ومبادئه، مصرا على الحفر بأنامله في الصخر لتقديم الحانا تليق بأسمة وتأريخه، تنشد لشعبه والإنسانية الحرية، الكرامة والسعادة.
ولو أردنا رسم صورة هذا الكوكب، فأن الصورة المناسبة لتوصيفه، تكون صورة الفنان الملتزم بقضايا شعبه، صاحب الموقف الرافض للأنظمة الديكتاتورية والفاسدة، الذي سيبقى اسمه كوكبا دريا في سماوات المجد والكرامة والموقف.
نشرت في الملحق الخاص لجريدة النصير الشيوعي آذار 2024
في قطار مترو استوكهولم، في أيار 2011، مع الراحل أبو جميلة في الطريق لحضور مهرجان فرقة ( طيور دجلة)