اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

دردشة على صهيل الفصول مع الشاعرة اللبنانية د. دورين نصر سعد// آمنة وناس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

دردشة على صهيل الفصول مع الشاعرة اللبنانية د. دورين نصر سعد

آمنة وناس

تونس

 

وقفت أعدّ زفرات الريح الصافعة للجدران القديمة، لينشقّ صمت من رفوف الصدى، يناظرني بابتسامة، مستسلمة لثغره عبارات الدفء والصقيع، كانت قد زينت شهيق السطور، ليزقزق عطر، كان قد خربش برحيقه تنهيدة حبر غنّاء، كأنّه البلبل السارح في اللامسافات، ليغطّ في عاطفتها، هي التي التفت إليها الزمن، ليهديها وقتا ونشيدا أبديا، تزاحمتُ، لالتقط نبضا من قلمها، ليولد استفهام من مخاض احتواء، فكانت هذه الدردشة على صهيل الفصول مع الشاعرة اللبنانية "د.دورين نصر سعد".

 

س ماذا يمثل لك الوقت؟

ج يمثل لي بقعة من الزمن..أحاول الهروب منه و هو يلاحقني.

س و من منكما أسرع في البطء؟

ج نحن في عراك دائم..أسبقه و يسبقني.

س ما سلاحك في هذا العراك؟

ج التماعة برق وسط ظلمة حالكة.

س كيف تقطفين هذه الالتماعة من جسد الظلمة؟

ج في القصيدة.

س كيف هو صهيل القصيدة في مضمار إحساسك؟

ج تكتبني القصيدة على غفلة من الزمن.

س هل يطاوعها الحرف؟

ج الحرف عصيّ دائما...الدمعة لا تحتاج إلا إلى جرحها لتحفر ضوءا في الهواء...

س عندما يكون هذا الهواء أخرس، كيف سيشعّ هذا الضوء؟

ج الهواء الأخرس..تتسلّل من خلاله نسمات باردة..تنعش الأفئدة..قد ينكسر برق الضوء بين أيدينا و يترك حروقا لا يجفّ ماؤها.

س ما طعم النسمات الباردة؟

ج النسمات الباردة تلفحنا..طعمها يمتزج بين الصقيع و الدفء.

س هل تكسر الوجع في دواخلنا؟

ج قد تسكّنه..بيد أنها لا تكسره.

س أين تعترضنا السّكينة؟

ج تعترضنا السّكينة و نحن في حالة من الغفلة الواعية.

س و ماذا عن اللاوعي المنتبه؟

ج اللاوعي هو في حالة يقظة دائمة، يرصد تحرّكاتنا و أحلامنا و هواجسنا... يقطع دروبنا المنسية.

س ما علاقتك بالحلم؟

ج أعشقه و يعشقني.

س ذكّريني، هل أنت لبنانية أم أنت من لبنان؟

ج أنا عربية، عربية الانتماء و الهوية.

س تحبّك هذه الهوية؟

ج أنا أبحث عنها.. بين الدهاليز..في الطرقات و الشوارع العتيقة..بين الأحياء القديمة...

س كيف هي شهقة هذا البحث؟

ج زفرات ساخنة و تنهّدات ملتهبة.

س لماذا تجيبين عن الأسئلة؟

ج أنا لا أجيب، أنا أكتب.

س إذا، لماذا أقرأ أنا كل ما تكتبين؟

ج أنت لا تقرئين، أنت تصغين.

س و كيف للقراءة أن تكون صحيحة إن لم يلفّها وشاح الإصغاء؟

ج الكتابة تكون صادقة عندما يشارك المتلقي في قوة فعلها.

س هذا يتوقف على قدرة و إرادة الكاتب في خلق نوافذ يقدر من خلالها القارئ أن ينفذ لدواخله و يشاركه النبض.

ج تماما..هي عملية مشاركة بين الكاتب و المتلقي، السراج لا نوقده في الليل إلا لننتظر عودة الذين خرجوا.

س هل تعتقدين في الانتظار؟

ج الانتظار هو أمل غلّفه الصقيع.

س هل خطواتنا متحرّرة من أضراس هذا الصقيع؟

ج خطواتنا تماشي إيقاع قلوبنا.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.