اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قراءة في استطلاع المثقف: ماهو شعورك وانت تسمع بحادث شارلي ابيدو؟// جمعة عبد الله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

قراءة في استطلاع المثقف: ماهو شعورك وانت تسمع بحادث شارلي ابيدو؟

جمعة عبد الله

 

نُشر هذا الاستطلاع في صحيفة المثقف، ابتداء من تاريخ 15 - 1 - 2015، بعد الحادث الارهابي العنيف، الذي راح ضحيته بعض محرري صحيفة (شارلي ابيدو) واحدث رجة عنيفة في الضمير الانساني العالمي، واستحوذ الحادث الارهابي، على وسائل الاعلام لايام طويلة، وساهم في الصراع حول ماهية حرية الرأي والتعبير، ومدى حدودها وسقفها.

 

لاشك ان العمل الارهابي في (باريس) من قبل المتطرفين القتلة، احدث شرخاً كبيراً، ضد الدين الاسلامي، لكن هذا لا يبرر عمليات الاغتيال والقتل بدم بارد، مهما كانت الدوافع والاسباب، ولا يمكن تبريره بحجة، استفزاز مشاعر المسلمين بالرسوم الكايكاتيرية.

 

وقد ساهم في هذا الاستطلاع الحيوي والحساس، جمهرة كبيرة من كتاب القلم الافاضل، والقراء، في طرح مساهماتهم في التعبير عن الرأي بخصوص الحادث المذكور . وكانت الاراء غنية بشكل بناء وموضوعي، في تناول العمل الارهابي من كل الجوانب والزوايا والحثيثات التي رافقت هذا العمل الاجرامي، والدوافع التي أدت الى ارتكاب جريمة القتل، واقتحام مقر مبنى صحيفة (شارلي ابيدو) وتابعها الاعلام العالمي باهتمام شديد .

 

وكانت الحصيلة النهائية للاراء والنقاشات والردود، تشير بوضوح الى شبه اجماع على اعتبار الحادث عملا ارهابيا واجراميا، ويعتبر جريمة بحق الانسانية، مهما كانت الدوافع والاسباب والمبررات والذرائع . لان استخدام السلاح ضد القلم مرفوض انسانياً وحضارياً وروحياً واخلاقياً. ومهما كانت الرسوم سيئة واستفزازية لكن رد الفعل شكل اساءة بالغة واستفزازا للقيم الاسلامية واخلاقها، وساهم في تشويه الدين الاسلامي .. ولكن الاراء والنقاش العام اختلف في التفاصيل عن حيثيات الحدث ومحاوره التي تتناول حرية التعبير والرأي وآفاقه، في الاجابات على الاسئلة التي طرحها الاستطلاع، والتي تشكل المحاور الرئيسية الاربعة، او العمود الفقري للنقاش وطرح الاراء. وهي كالاتي:

 

- بعض يرى حرية التعبير مطلقة، بهذا راح يهجو المسلمين، ويصفهم بالتخلف الحضاري، بعد حادثة (شارلي ابيدو) ويعتقد من حق الجميع التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم .

 

- واخر يراها مقيدة، ويبيح لنفسه اي عمل دفاعاً عن معتقداته ورموزه الدينية .

 

- وثالث يطالب باحترام مشاعر الاخرين وعدم استفزازهم، رغم ايمانه بحرية التعبير عن الرأي مطلقاً .

 

- ورابع يرها مطلقة، مادامت في اطار العقل والمنطق، في حدود الدفاع عن الانسان وحقوقه المشروعة .

 

لذلك كانت الاراء والاجابات مختلفة، حول هذه المحاور الاربعة، فبعض النقاشات اتسمت بالسخونة والحرارة، ولكنها لم تخرج عن الحوار والنقد البناء، وقد اغنت جوانب حيوية فيه، بهدف ايصال الحقائق عبر السجال الموضوعي، لتعم الفائدة، دون حساسيات وتبريرات متشنجة ومنفعلة، في اطار احترام الاخر وحرية التعبير.

 

واكدت مجموع هذه الاراء على احترام المقدسات والرموز الدينية، دون خنق حرية الرأي، والاخلال بحرية النشر .

 

ويمكن اختصار جملة الاراء المطروحة الى فريقين، وكل فريق يدعم رأيه المطروح بجملة من المبررات والبراهين الداعمة له، ولكن تبقى حقيقة افرزتها هذه النقاشات والاراء، التي اتفقت بان العمل الذي حدث في مقر الصحيفة (شارلي ابيدو)، عمل ارهابي واجرامي.

 

ويمكن حصر الخلاف بين هذين الفريقين بما يلي :

1 – اراء تعارض وتستهجن وتدين هذا الحدث الارهابي، الذي لاينسجم مع حرية التعبير، ولا يمكن ان يكون مقبولاً، مهما كانت الحجج والاسباب، بدعوى ان هذه الرسوم، لم تنل من شخصية الرسول الكريم، وافضل وسيلة للرد على من يسيء لشخصية الرسول (ص) بنفس الرسوم او المقالات ضمن حرية التعبير، او تجاهلهم وعدم اعطائهم اهمية وقيمة ترفع من مستواهم بالرد عليهم، بالضبط مثل ما فعل الرسول (ص) مع سفهاء قريش، حينما تعرضوا له بالسب والشتيمة، ونعته بشتى النعوت البذيئة، لان امر الله المسلمين، بان يتحلوا بالاخلاق الكريمة والهدوء. لكن هذا الفعل الاجرامي المشين، اساء الى الرسول الف مرة، وفتح المجال للجماعات المتطرفة والارهابية، ان تتحدث باسم الاسلام، وفي اقتراف اعمال ارهابية واجرامية بأسم الاسلام .

 

2 - الرأي الثاني: يدعو الى احترام المقدسات والرموز الدينية، وعدم التحرش بها، وابعاد المقدسات الدينية واقحامها في النقد والتحريض عبر الرسوم الكاريكاتيرية، وعدم استفزاز معتنقيها، كي لا يعطي حجة ومبررا لرد فعل عنيف واستفزازي، من قبل العصابات الارهابية في ارتكاب الجرائم، بدعو الاستهانة والاستفزاز والاهانة للمقدسات الدينية، كما حصل في العمل الاجرامي في (باريس)، ورغم ان هذه الاعمال الارهابية الطائشة، لا تمثل اكثرية الشارع الاسلامي، ولا تدل على اخلاق المسلمين، وهي منافية كلياً للقيم الاسلامية، ويسيء اليها، باعتبار الدين الاسلامي، دين ارهابي، وهذا ما يزيد من وتيرة الكراهية المتصاعدة، ضد الوجود الاسلامي، والجاليات الاسلامية في البلدان الاوربية، وتضيق الخناق عليها في كافة المجالات، ان أنصار هذا الفريق، يحذر بان تكون حرية التعبير والرأي، بعيدة جداً من التحرش في المقدسات الدينية ورموزها .

 

جمعة عبدالله

للاطلاع

استطلاع: ما هو شعورك وانت تسمع بحادث شارلي إيبدو؟

http://almothaqaf.com/index.php/isttla/888692.html

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.