اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

البحث الرصين يجب ان يكون موضوعياً// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. مزاحم مبارك مال الله

 

عرض صفحة الكاتب 

البحث الرصين يجب ان يكون موضوعياً

د. مزاحم مبارك مال الله

 

حقيقة، أثارني موضوع في غاية الأهمية طُرح مؤخراً على صفحات التواصل الأجتماعي بعد نشره في موقعي (الحوار المتمدن، وتللسقف) الألكترونيين.

والموضوع جاء بقلم السيد نبيل الربيعي. والمعنون بـ (الأحزاب الشيوعية العربية وذيليتها للأتحاد السوفيتي).

وقد تصدى لهذا المقال والذي جاء بأربعة حلقات، رفيقنا العزيز (هاشم نعمة خشان) مشكوراً.

 

أما مداخلتي فألخصها على وفق المرتكزات التالية:

1.   لا موقف شخصي من الأخ العزيز والصديق نبيل الربيعي.

2.   السيد نبيل الربيعي كاتب يسبغ على نفسه ميوله الى حب الشيوعيين والحزب الشيوعي العراقي تحديداً وهو صديق العديد من الرفاق، لذا فالذي حزم أمره وأحب حزب عظيم فمن المنطقي ومن الناحية المبدأية أن يكون كذلك طوال مسيرته وبكل شاردة وواردة وله كل الحق في أبداء أرائه عن طريق أصدقائه الحزبيين.

3.   السيد نبيل معروف عنه مهتم بالقضايا الأجتماعية ويكتب في مجالات الأديان من الناحية الاجتماعية وهو راصد جيد لكثير من الظواهر وقد نجح ال حدٍ ما في هذا المجال، لكني تفاجأت تماماً أن يخوض في موضوع (تقييمات) لسياسات الأحزاب، هذه السياسات وكما معروف لا تخضع للضوابط العقائدية الجامدة (بمعنى أنها متغيرة)، وخصوصاً الأحزاب الشيوعية والماركسية والتي تؤمن وتسير وفق منطق الديالكتيك والظروف الملموسة.

4.   عنوان سلسة مقالات السيد نبيل يدل ومن الوهلة الأولى الى أنها ستحمل بيانات علمية، تأريخية، وثائقية، مؤرشفة قد خضعت للبحث والدرس من قبل الكاتب وبالنتيجة نتوقع أن يخرج لنا بأستنتاجات علمية مهمة نركن اليها في المؤتمرات والبحوث والدراسات، ولكن بعد ان ينتهي المهتم من اخر سطر في الحلقة الرابعة من مقال السيد الربيعي يصل الى قناعة أن كل ما كتبه عبارة عن (زفرة) مكنونة في داخله ليبثها بين الناس كي يحصل على الأعجابات والتحايا من قبل المأزومين، أو لربما تكون فاتحة لسلسلة من حوارات عقيمة لا طائلة منها بالوقت الراهن.

5.   السيد نبيل طرح ويطرح نفسه كـ (باحث)، والباحث "يجب" أن يتسم بالموضوعية، ولم أشم أي رائحة موضوعية في مقاله هذا بحلقاته الأربع، فقد أفتقر موضوعه الى الأدلة والأسانيد، وعطف هنا وهناك على تواريخ لا قيمة لها بدون نص.

6.   خرج بأستنتاجات لا تستند الى حقائق بل أعتمد على (السماع، والأحساس، والشعور الدفين (كرغبة شخصية ذاتية) في إنتقاد سياسة الأحزاب الشيوعية العربية وخصوصاً العراقي منها).

7.   غاب عن الأخ نبيل أن الغالبية العظمى من الشيوعيين العراقيين قد عاشوا الحقبة التي ذكرها (الستينيات والسبعينيات والثمانينيات) ويعرفون الحقائق وما زالوا يلوذون من ويلاتها ويمكنهم تمييز الأسود عن الأبيض.

8.   الأمر المهم، ماذا أراد السيد نبيل أن يقول؟ هل أراد أن يثبت ان الأحزاب الشيوعية العربية ذيلية للحزب الشيوعي السوفيتي، أم أراد أن يثبت خطأ سياسة تلك الأحزاب ومنها قرار الحزب الشيوعي العراقي في الموافقة على الدخول في الجبهة مع البعث؟ فهذا شيء وذاك شئ أخر.

9.   موضوعة المقال وما جاء في حلقاته الأربع تشعر وكأنها مقتطعة، مجتزئة، جاءت (وحسب تصور الكاتب) لأثارة موضوع ليس إلاّ!

10.  العنوان المهلهل: (الأحزاب الشيوعية العربية وذيليتها للأتحاد السوفيتي) ، بمعنى أنه سيتناول ويستنتج تقييمات عن نضالات ما لايقل عن 20 حزباً شيوعياً وماركسياً عربياً، فهل درس السيد الربيعي وحصل على وثائق مسيرة ثلاثة أو أربعة عقود من نضال الشيوعيين في أحزابهم العربية؟ أنا أشك بذلك، كون الكثير من الوثائق مازالت طي الكتمان وربما منها قد ضاع بسبب وبحكم ظروف الأضطهاد والعسف الذي تعرضت له الأحزاب الشيوعية العربية، واليك أن تتخيل أن باحثاً يتصدى لموضوعة لا يمتلك وثائقها (إلاّ النزر اليسير) كي يبحث فيها ويدرسها.

11.  لمن يتابع مسيرة الحزب الشيوعي العراقي ويغوص في أعماق مؤتمراته الوطنية وأجتماعات لجنته المركزية الكاملة، يخرج بنتيجة وحقيقة دامغة أن الحزب الشيوعي العراقي هو من الأمثلة العظيمة والتي يضرب بها المثل في قدرة وقوة الشيوعيين على المكاشفة والمصارحة وأدانة الخطأ وتعزيز الصح. فلو عاد السيد الربيعي الى وثائق الحزب في مؤتمراته (الثاني والثالث والرابع) لوجد أن الحزب قد قيّم المراحل النضالية السابقة ووضع النقاط على الحروف ووضع اليد على مكامن أخطاء النضال. (وأخطاء النضال تحصل لدى أي حزب شيوعي في العالم يخوض "تجربة" نضالية جديدة في كل محطة من محطات نضاله). إن التقييمات الجريئة التي ثبتها الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمراته أنفة الذكر، هي السبب الحقيقي وراء النتائج التأريخية الجبارة التي خرج بها المؤتمر الوطني الخامس للحزب (مؤتمر الديمقراطية والتجديد).

12.  قيّم الحزب الشيوعي العراقي أنهيار تجربة (النظام الأشتراكي) في الاتحاد السوفيتي تقييماً علمياً دقيقاً بدراسة، عنوانها، (خيارنا الأشتراكي) وخرج بأستنتاجات مهمة ومنها وأهمها:" أن نضال الأحزاب الشيوعية في العالم تحكمها ظروفها المحلية والأقليمية وتأتي الظروف الدولية في نهاية المطاف.. بمعنى أن الحزب الشيوعي العراقي تحديداً لم يضع في خططه الأستراتيجية من مراحل نضاله أن يكون تابعاً لأي حزب شيوعي في العالم."

13.  لم يضع الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه النضالي حساب أرضاء السوفييت، والأدلة كثيرة على ذلك، أما أن الأخ نبيل يريد أن يخرج بنا بأستنتاج أن الحزب الشيوعي السوفيتي أراد أن يخضع الشيوعيين العراقيين لأهدافه القريبة والبعيدة فهذا أمر فيه تجاوز على التأريخ ولا يوجد دليل لأثبات ذلك.

14.  نعم، لا يمكننا أن ننكر موضوع التضامن الأممي ومصالح شغيلة العالم، والتضامن الأممي ومصالح الطبقات الكادحة وكما يعرف الأخ نبيل أن التضامن الاممي هو أحد أهم مقومات نضال الشيوعيين في العالم، وهنا هو الفرق بين التضامن وبين ما يراه هو "ذيلية".

15.  أن سياسية الحزب الشيوعي العراقي وعلى مدى 90 عاماً من عمره المديد، كانت وستبقى نابعة من المصالح الوطنية العليا وفق ظروفها الملموسة، لذلك حينما وافق الحزب (وبالضغط على جراحه) وعلى التفاوض مع حزب البعث، لم يكن بسبب ضغوط السوفييت (كما ذكر الأخ نبيل)، ولم تكن (رغبة للمشاركة في السلطة)، ولكن الحزب تلمس في الأجراءات والقرارات التقدمية التي أقدمت عليها سلطة البعث، تعزيزاً لجبهة مقاومة الأمبريالية والحرب الباردة التي تقودها الدوائر الأستعمارية ضد الشعوب ودول المنظومة الأشتراكية، ناهيك عن التصدي للنباح الصهيوني في المنطقة.

16.  الأمر المهم الذي اود أن أشير اليه، أن طبيعة البعث البرجوازية العشائرية متقلبة المزاح والتي تعمل وفق ردود الأفعال، أدت الى حصول صدامات وصراعات داخلية بين قياداته الجانحة للقتل والبلطجة، وبالتالي فقد حصل صراع دامٍ بين تيارات في داخل البعث ضد التحالف مع الشيوعيين أو ضد الأمتداد العربي بمختلف توجهات القيادات العربية الرجعية وغير الرجعية، وضد إشراك مكون الشعب العراقي الثاني وهم الأكراد وكذلك التقارب مع الدول الأشتراكية ...الخ الى أن أنتصر الجناح اليميني الصدامي وحصل ما حصل، على عكس ما يحاول السيد نبيل بيانه أن البعثيين كانوا يسيرون وفق نهج علمي دقيق.

17.  إن الدليل على عدم منهجية الصديق نبيل في مقاله هذا هو قفزه من موضوع (تابعية الحزب الشيوعي العراقي لموسكو)، الى موضوع (التحالف مع القوى الأسلامية بعد أحتلال العراق)، دون أن يعلم السيد نبيل أن قرار التحالف "الإنتخابي" مع الصدريين جاء (مرة أخرى) بناءً على الظرف الملموس في كسر جدار "الأسلام السياسي" الذي خنق العراقيين تنفيذاً لمآرب أقليمية ودولية. ثم، ليس كل أسلامي سيئ وليس كل مدني ديمقراطي. إن العمل وفق هذا المفهوم الضيق ووفق هذا الأسلوب إنما يعني الأنعزالية تماماً.

18.  السيد نبيل يشير في حلقاته الأربع الى مقولات وكأنها حقيقية ثابتة دون أن يمدنا بمصدر تلك المقولات ومنها على سبيل المثال وليس حصراً:

     [ حثت الدول الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي الحزب الشيوعي العراقي على الدخول في تحالف جبهوي مع حزب البعث من دون تحفظات]

     [بيد إن هذا الوضع حسم بضغط كبير مارسته موسكو على الشيوعيين العراقيين للقبول بالشروط التي طرحها حزب البعث للتحالف]

19.  ومن المؤسف يردد السيد نبيل ما يردده المأزومين ضد الحزب الشيوعي العراقي، حينما يقول: (ومن ذلك التاريخ أصبح الحزب الشيوعي العراقي ضعيف التأثير في محيطه وتعيش أغلب كوادره خارج العراق والقليل منها في منطقة كردستان العراق) و(وهو ما أفقد الحزب الكثير من تاريخه النضالي الذي كان يرتكز على معاداة الإمبريالية ومناكفة الاستعمار)، وهنا أنا أسأل السيد نبيل.. هل هذه قراءة (باحث) موضوعي لمواقف وتأثير الحزب على الساحة السياسية العراقية ؟! أم أنه يقول ما يقوله الأخرون أن الحزب شارك في مجلس الحكم كون الرفيق حميد مجيد موسى شيعي؟!!!!.

20.  الحزب أنهى مؤتمره الـ 11 بكل نجاح وأعقبته أجتماعات موسعة كاملة للجنته المركزية وكلها تشير وتصب بأتجاه نجاح سياسته وصحّة رؤياه وأن تجديد قيادته بالشباب المناضل والذين أغلبهم عاشوا طفولتهم فترة ضرب الحزب من قبل البعث المجرم، إلاّ أن أيمانهم وقناعاتهم الراسخة بمسيرة هذا الحزب الأمين لمصالح الجماهير هي السبب في قناعاتهم ومواصلة نضالهم وتبوأهم المراكز القيادية العليا، ناهيك عن الكوادر المخضرمة التي تأبى أن ترمي سلاح النضال رغم كل ما سردته من جمل وكلمات تريد فيها النيل من الحزب.

21.  ملاحظة أخيرة، لم تجرِ أملاءات خارجية على سياسة الحزب الشيوعي العراقي طوال عمره المديد، فكل قراراته كانت خالصة نقية مستمدة من قناعات قواعده وجماهيره وفق الدراسة والتحليل والفحص للظرف الملموس وحسابات موازين القوى المحلية والأقليمية والعالمية وأقرب مثال في ذلك شعاره العظيم: "لا للحرب لا للدكتاتورية". وشعاره الذي رفعه ومازال في مؤتمره الحادي عشر "التغيير الشامل: دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية".

22.  وما أدّل الى التعبير عن  النيل من الحزب سوى التوقيت غير الموفق للسيد نبيل الربيعي في تعميم مقاله، خصوصاً ونحن مقبلون على الانتخابات المحلية وكذلك مقبلون على تعزيز وحدة ولحمة القوى المدنية الوطنية الديمقراطية.

 

مع خالص الاحترام

15/5/2023

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.