اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

في التباس الصلة بين مفهومي الخلافة والإسلام السياسي -//- فتحي الحبّوبي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

في التباس الصلة بين مفهومي الخلافة والإسلام السياسي

المهندس فتحي الحبّوبي

ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ      فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ

و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ          وكأنّما أنصاركَ الانصارُ

(ابن هانئ الأندلسي في مدح الخليفة  المعز لدين الله الفاطمي)

بعد السقوط المدوّي لنظام الاخوان المسلمين في مصر والسقوط الوشيك لنظيره في تونس وربّما في السودان، بات الإخوان في خبر كان ويجري الحديث راهنا عن نهاية منظومة الإسلام السياسي باعتباره توصيفا لحركات إصلاحية تنشد التغيير والإصلاح في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي وفق رؤية إسلامية شاملة. بما يعني إيمانها بالإسلام كنظام سياسي للحكم، على امتداد الوطن العربي، من الماء إلى الماء تجسيدا وتكريسا لوحدة الأمّة. وفي ذلك يقول مصطفى محمود "انه دعوة للحرية وللعدالة وللتقدم في جميع الميادين تحت راية التوحيد و التقوى"

ولعلّنا لا نخفي سرّا إن ألمحنا إلى أنّ هذه النهاية كانت متوقّعة بالعودة إلى أدبيات هذه المنظومة التي نلحظ معالمها هنا وهناك في كتب أقطاب الجماعات الاسلاميّة في مصر وباكستان. ولا سيما منهم الإمام (أبو الأعلى  المودودي) في " نظرية   الإسلام  السياسية" و الشيخ حسن البنّا مؤسس حركة الإخوان المسلمين في مصر والمرشد الأول للجماعة في رسائله كما في رسائل الشيخ أبو الحسن علي الندوي التي سعت  لمكافحة الغزو الفكري، وبثّ روح الاعتزاز بالإسلام. وكذا في كتابات المفكر الإخواني السيّد ﻗﻄﺐ صاحب في ظلال القرآن ومعالم في الطريق ووﺤﻴ اﻠدﻴ ا صاحب "الاسلام يتحدّى" الذي يعالج فيه قضيّة الزحف الفكري الغربي، والشيخ محمّد اﻠﻐزاﻠﻲ  الذي ناله من البلاء ما ناله في إحدى محن الإخوان جرّاء كتابه "الإسلام في مواجهة الاستبداد السياسي" الذي بحث فيه قضية الشورى وطبيعة الاستبداد وكيفية تحقيق الحرية. هذا، إضافة إلى إسهامات كثيرة لغير هؤلاء ﻣﻦ أعلام اﻠﻔﻜ الاسلامي الاخواني اﻠﻤﻌاﺼ.

وتعتمد هذه المنظومة الإخوانية على النظر إلى الإخوان على أنّهم أصحاب الحق الأوحد في تمثيل الإسلام،  كما لو أنّ مفاتيح الآخرة بأيديهم دون سواهم. كما تعتمد فيما تعتمد على استدعاء الماضي ممثّلا في دولة الخلافة وإستعادته وإحيائه باعتباره نموذجا للحاضر، لا على مستوى الفكر فحسب، بل وكذلك على مستوى الممارسة الفعليّة. وذلك بصرف النظر عن الأحداث التاريخية والاجتماعية  الكثيرة والمتلاحقة التي طرأت على العالم العربي والإسلامي منذ وفاة الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم. رغم  أنّ هذه الأحداث قد اتسمت في عمومها ليس بالانتصارات فقط كما يسوّق له في الكتابات الطوباويّة التي تجمّل التاريخ، بل وكذلك بانكسارات كثيرة لا نزال نعاني منها إلى اليوم، ومنها -ولعلّها ليست أهونها- فواجع قتل ثلاثة خلفاء من بين أربعة مبشّرين بالجنّة بما أحدث الفتنة الكبرى بين المسلمين. وهي التي ما زالت ماثلة أمامنا في الصراع المتأجّج والمحموم الشيعي السنّي الذي لا ينتهي ردها من الزمن إلّا ليعود من جديد بأكثر حدّة وضراوة. يضاف إلى هذا، اختلاف نُظم الخلافة الإسلامية من دولة إلى أُخرى، وكذلك حدوث صراعات دمويّة عنيفة على السلطة، لا فقط مع الخصوم، بل وكذلك بين أفراد عائلة الخليفة أو أمير المؤمنين ذاته. حيث حدث في هذا الإطار صراع على السلطة بين كل من  الخليفة الماجن العربيد يزيد بن معاوية، مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في مواجهة عبد الله بن الزبير حفيد أبي بكر الصدّيق و أوّل مولود ، للمهاجرين بعد الهجرة، في المدينة. وهو الصراع الذي أدّى إلى ضرب الكعبة الشريفة بالمنجنيق مرّتين بما نتج عنه  حرقها وهدم بعض أجزائها واقتحام المسجد الحرام ثم الإمساك بعبد الله بن الزبير وقتله رغم أنّه صحابي جليل وهو -بمعنى من المعاني- أحد الخلفاء باعتبار أن كامل البلاد الإسلامية باستثناء الشام قد خضعت له في حينه بعد وفاة خصمه  الأوّل يزيد بن معاوية  في مرحلة بالغة التعقيد من تاريخ العرب والمسلمين في القرن الأول للهجرة. وقد يكون مفيدا أن نستحضر أيضا في ذات السياق صورا من بطش الخليفة العبّاسي المعتزّ بالله  الذي كان قد أمر، من شدّة هوسه بالسلطة ورغبته في عدم منازعة أحد له فيها، بقتل عمه «المستعين بالله» -وهو خليفة سابق مخلوع- و خلع أخيه «إبراهيم المؤيد» من ولاية العهد، ثم قتله، إضافة إلى نفى أخيه الثاني. والمفارقة أنّه رغم هذا الهوس بالحكم خلعه حلفاؤه الأتراك في إهانة صريحة للخلافة كمنظومة ولشخصه كخليفة. حيث وقع وجرّه من رجليه الحافيتين، ولم يكن عليه إلا قميص مقطّع، ثمّ ضربه وتعذيبه حتّى سال الدم من أنحاء عديدة من جسده قبل أن يمنعوا عنه الماء، إلى درجة أنّه إكتفى بطلب شرب ماء البحر. لكنّه مات عطشا. وهو الذي قال -غير مبال- لمن جاءه برأس أخيه المقتول، وكان بصدد لعب الشطرنج، ما معناه "ضعه جانبا حتّى أفرغ من اللعب". وإن كان صراع الاخوة هنا لفائدة الاقوى مكرّسا لنظريّة داروين، فإن صراع الاخوين الأمين والمامون، أبناء هارون الرشيد، الذي كان عنيفا  بين جيشين مدجّجين بالسلاح، قد جاء مقوّضا لهذه النظريّة، حيث فاز في نهايته الأخ الأضعف وقتل فيه الأمين، الخليفة القائم أنذاك، بعد أسره.

ولعلّ قصّة إغتيال الخليفة مروان بن الحكم من قبل  زوجته فاختة بنت هاشم-وهي إبنة عمّه- انتقاماً لإهانته لابنها خالد -من زوجها الأوّل  الخليفة  يزيد بن معاوية، إبن عمّها الثاني- تستحقّ هي الأخرى الذكر في هذا الباب حيث أنّها تزوّجته لتضمن حقّ إبنها في ولاية العهد، بينما كان مروان بن الحكم قد تزّوّجها ليضع إبنها خالد تحت سيطرته وإهانته أمام رجال الدولة وصولا إلى إزاحته من ولاية العهد لفائدة إبنه عبد الملك. ولمّا خسر إبنها ولاية العهد وتمادى مروان بن الحكم رغم ذلك في إهانته حيث قال له يوما ( يا ابن رطبة الإست )، وهي كلمة جارحة في حقّ أمّه تخدش الحياء وتطال شرفها، تألّم الإبن كثيرا، فقرّرت هي قتل الخليفة بواسطة وسادة وضعتها على وجهه وجلست عليها حتى فارق الحياة.

ولمن لا يعلم فإنّ الخليفة المقتول مروان بن الحكم ،هو من كبار التابعين وقد كان كاتبا لعثمان بن عفان أثناء خلافته. وبصفته تلك زور على لسانه مكتوبا يغدر بأحد الوفود ويأمر بقتلهم.  فكان ذلك من أكبر أسباب حصار عثمان بن عفان في داره ثمّ قتله.

إن تاريخ الخلافة و الخلفاء يزخر بأمثلة  كثيرة جدّا مشابهة، بل وأحيانا أكثر دمويّة وفظاعة. بما يؤكّد أنّ نظام الخلافة -في الأعم الاغلب-  لم يكن نظاما مثاليّا، وفق الأسس الحضارية للإسلام، خاليا من الشوائب. بما جعله سببا لجدل واسع حوله فيما يتعلّق بإلزاميته شرعا من عدمها وما يتعلّق بدرجة ديمقراطيته أو ما يعرف بمسألة إعتماده على الشورى من عدمها ثمّ على البيعة التي كانت صوريّة في الكثير الأكثر من الأحوال، بل كانت تعتمد التخويف و الإكراه بقوة السيف والتسلط أو الترغيب كآليّة لتحقيقها. .وأشهر مثال على ذلك مبايعة المسلمين ليزيد بن معاوية أثناء خلافة معاوية نفسه، وما أدت إليه بعد موته من قتل وحشي وفظيع للحسين بن علي الذي قال فيه الرسول ( حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ). حدث ذلك في واقعة كربلاء الأليمة التي لا تزال تقضّ مضجع الشيعة إلى اليوم وتجعلهم يحقدون ويعادون السنّة رغم اختلاف الروايات حول الواقعة. فإذا كان هذا هو مصير أحد أحفاد الرسول-وهو من الخاصة- لرفضه البيعة، فكيف يمكن تصوّر مصير غيره -من العامة- في ظلّ هذا الإرهاب المستظل والمتدثّر بعباءة الدين فيما هو يشوّهه ويمارس خلاف تعاليمه.

وخلافا لهذا الواقع التاريخي المأساوي والمأزوم، فأنّ كل حركات الاسلام السياسي تسعى، إن سرّا او جهرا-و بشيء من المكابرة - إلى إقامة دولة الخلافة باعتبارها من أهمّ أهداف مشروعها الإصلاحي. وهو ما يمكن رصده واستنتاجه بيسر إنطلاقا من الشعّار  الجذّاب لجماعة الإخوان "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا". وهو الشعار الذي ينطبق تماما على  سلوك الخلفاء الراشدين الأربع فقط. وقد يجوز بمعنى من المعاني استثناء الخليفة عثمان من ذلك لمخالفاته للشريعة في الأموال ولمحاباته لبني أميّة بالولايات وفق ما رواه رهط من المؤرّخين ومنهم البلاذري في "أنساب الأشراف".

يشير خليل العناني، في كتابه "الاخوان المسلمون في مصر، شيخوخة تصارع الزمن" الصادر في 2007 إلى "وجود فجوة كبيرة داخل الجماعة في فهمهم لمسألة الديمقراطية، حيث يفهمونها كممارسة وليس كقيم، أي يدخلون الانتخابات ويطلقون مظاهرات لكن لا يوجد إيمان لديهم بقيم الديمقراطية من مساواة وحرية وعدالة". ومن هذا المنطلق فإنّ الإخوان عادة ما يتهمهم خصومهم باستغلال الدين للوصول إلى السلطة، عبر توظيفهم لشعار "الإسلام هو الحل".

ومعلوم أنّ الخلافة أو"الإمامة الكبرى" لغة هي النيابة واصطلاحا  هي "رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم". بحيث تكون مكانة الخليفة من المسلمين كمكانة الرسول من المؤمنين. بما يفترض أن يقيم فيهم القوانين والشرائع كما تقرّها الشريعة. وهو تعريف يقترب كثيرا من ماهية وجوهر مفهوم الإسلام السياسي، ولو أنّه على درجة من اللبس في مستوى أدوات التنفيذ على أرض الواقع. ففي حين أنّ آلية الخلافة الراشدة قد تمثّلت في الإنتخاب وفق طرق أربع. وهي بداية، الطريقة الإستشارية – الإختيارية التي انتخب بموجبها الخليفة الأول أبو بكر الصديق في بيعة السقيفة ولم يبايعه علي بن ابي طالب عنها إلّا بعد وفاة زوجته فاطمة الزهراء. وثانية ، طريقة العهد،  التي انتهجها لأول مرة أبو بكر الصديق بعد استشارة كبار الصحابة/ أهل الحل والعقد، حيث عهد بالخلافة إلى عمر بن الخطاب وهو على فراش الموت. وثالثة طريقة الشورى التي انتهجها عمر بن الخطاب في إنتخاب الخليفة الثالث عثمان بن عفان من بين ستة من المبشرين بالجنّة. وامّا الطريقة الرابعة لاختيار الخليفة فهي ما يعبّر عنه بالبيعة التي  تفيد الطاعة والموافقة على الخليفة من قبل المسلمين لا سيما منهم زعماء القبائل. وهي الطريقة المعتمدة في اختيار آخر الخلفاء الراشدين علي بن ابي طالب. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن البيعة  قد أصبحت في العهد الأموي كما أسلفنا تأخذ غصبا. أمّا  في العهد العباسي فقد اصبحت مذلّة ومهينة للكرامة الإنسانية، حيث كان الخليفة يجلس في قصره بدلا من المسجد ويقوم الناس بمبايعته إمّا بتقبيل اليد أو الساق أو الأرض. في حين كانت تقتصر في السابق على مجرّد المصافحة. واللافت هنا أيضا أن الخلافة الإسلامية قامت على مبدأ الانتخاب. غير أن طريقة الانتخاب لم تكن هي ذاتها مع الخلفاء الراشدين الأربع. ثمّ أنّ هذا الانتخاب لا يقوم به سوى أهل الحل والعقد من المسلمين من أهل المدينة باعتبارها العاصمة.

ولكن، بصرف النظر عن ذلك، لسائل ان يسأل فيما إذا كانت الخلافة هي قدر المسلمين من خلال القرآن والسنّة أم هي مفهوم طارئ خارج عن إطارهما برز فجأة بعد وفاة الرسول إثر الخلاف الذي جدّ  ما بين الأنصار والمهاجرين وآل البيت-فيما بعد- حيث طالب كلّ منهم بحق الخلافة لنفسه؟!

الإجابة الشافية  و الضافية، في تقديري، جاءت على يد الشيخ الأزهري علي عبد الرازق، سنة واحدة بعد سقوط الخلافة العثمانية. حيث كتب هّذا الشيخ الفذّ كتابه الشهير ذائع الصيت «الإسلام وأصول الحكم» :   الذي جاء في ثلاثة كتب فرعية، الأول عن «الخلافة والإسلام» والثانى عن «الحكومة والإسلام»، في حين كان الثالث عن «الخلافة والحكومة فى التاريخ». أمّا لغته فقد كانت   بيّنة من غير غموض أو إبهام وأمّا الأدلّة التي ساقها فتبدو مقنعة دون إرهاق للذهن. وتفيد أن الخلافة ليست أصلاً من أصول الإسلام، بل هي مسألة دنيوية وسياسية أكثر منها دينية، وأن القرآن الكريم قد خلا من أيّة إشارة إلى الخلافة: «لم نجد فيما مرّ بنا من مباحث العلماء، الذين زعموا أن إقامة الإمام فرض، من حاول أن يقيم الدليل على فرضيته بآية من كتاب الله الكريم. ولعمرى لو كان فى الكتاب دليل واحد لما تردد العلماء في التنويه والإشادة به ». فالخلافة إذن هي اجتهاد  فحسب قام به الصحابة ، لمحاولة ضمان تماسك وحدة المسلمين بعد وفاة الرسول. فحتّى السنّة  قد خلت هي أيضاً ممّا يشير إلى الخلافة بوضوح و قطعىيّة. وأمّا الحديث الذي غالبا ما يعتمده المنادون بعودة الخلافة، وهو حديث طويل وثّقه الطيالسّي، ونهايته "ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة"، فقد بيّن محمد النجار بالأدلّة في مقال له بعنوان "خرافة حديث الخلافة"، وضع فيه هذا الحديث  في ميزان الجرح والتعديل من حيث السند، أنّه ضعيف أو لعلّه حديث موضوع. بما يتوافق مع قول الشيخ علي عبد الرازق: « ليس القرآن وحده هو الذى أهمل تلك الخلافة، ولم يتصدَّ لها، بل السنة كالقرآن أيضا، قد تركتها ولم تتعرض لها. يدلّك على هذا أن العلماء لم يستطيعوا أن يستدلوا في هذا الباب بشيء من الحديث، ولو وجدوا لهم في الحديث دليلاً لقدموه في الاستدلال على الإجماع، ولما قال صاحب المواقف إن هذا الإجماع مما لم ينقل له سند». ويخلص الشيخ علي عبدالرازق بعد سرده لبعض الوقائع التاريخية إلى انّ الخلافة إنّما هي «نكبة على الإسلام والمسلمين، وينبوع شرّ فاسد». وها هو الإسلام السياسي الساعي إلى أن يكون اليوم رديفا للخلافة، يمثّل نكبة هو الآخر أينما حلّ، في السودان كما في أفغانستان والعراق ومصر وتونس ونحوها من البلدان اللّاهثة وراء تلابيب الماضي بغثّه وسمينه، في حركة معاكسة لمسار التاريخ تسعي في غير ملل لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.