اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• سيبقى العراق بخير يا زهراء 363

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 محمد علي محيي الدين

سيبقى العراق بخير يا زهراء 363

 

     لا أدري هل هو شعوري وحدي أم هو شعور الجميع فكثيرا ما تصلنا رسائل حاوية لشتائم من العيار الثقيل قد يصل بعضها الى العظم وينفذ الى الجانب الآخر بما تحوي من كلمات سباب لا وجود لها في قواميس العالم ونعوت تتضمن كلمات نابية تمزق الذوق ولا تخدشه فقط فيما تأتي رسائل أخرى فيها من العرفان الشيء الكثير وعندما نوازن بين هذا وذاك ربما  تتفاوت النسبة بين مادح وذام ولكن بعض الرسائل تجعلني الجأ في أحيان كثيرة الى رميها في سلة المهملات لما تثير من غيض فيما أرد على الرسائل التي لها هدف نبيل .

 

 وقبل أيام وردتني رسالة من أخت فاضلة أفرحتني وآلمتني في آن واحد فقد رثت لحالي عندما وصفت في تعليق حالنا  في الزمن الصعب وكيف لجأ أكثرنا الى بيع مدخراته ليوفر لعائلته الطعام وكيف أكلنا الطحين الأسود الممزوج بالجرذان وفضلات الحيوانات وما عانيناه من شظف العيش ومرارة العوز والحرمان الذي ليس له مثيل،وأفرحتني أكثر عندما علمت من خلالها أن العراق لا زال بخير فإذا كان أبنائه بهذا المستوى من التفكير فلن تستطيع القوى الظلامية سلب هويته الوطنية أو طمس توجهاته الفكرية ،وإذا تمكنت من خلط الأوراق يوما واستمالت لجانبها الأكثرية المخدوعة ببهرجة الدين،فلن تتمكن من مواصلة الضحك على الذقون بعد أن بان زيفها وظهرت حقيقتها ،وكشفت عن وجهها القبيح الهادف لبناء دولة الفرهود ،فالعراقي يعي حقيقة هذه القوى وممارساتها التي غسلت وجه الدكتاتورية القبيح،وبانت دمامتها القاتلة لكل عين،فالجماهير لها عقيدتها الدينية الراسخة التي لا تزلزلها طوارق الحدثان ،ولها طموحاتها  في العيش الحر والحياة الكريمة ،ولا يمكن أن تتنازل عن أي منهما لأن الدين لله والوطن للجميع وليس التدين صفة ظاهرة من خلال اللحى أو المحابس أو المسبحات وإنما هو عمل ينفع الناس في دنياهم ،ولم يكن الحكم الديني في يوم ما مثال للحكم الصالح فقد أستغل الدين أبشع استغلال من قبل سدنته وكان سدنة الأوثان يأخذون الحلي لنسائهم،ويسخرون الأموال لأغراضهم،فيما دأب رجال الدين في كل زمان على تسخير الدين لمصالحهم الذاتية ومطامعهم الدنيوية وندر أن وجدنا حاكما دينيا عمل بوحي من دينه أو طبق تعاليمه المسطرة في الكتب باتجاهها السليم ولم نسمع أن أحدهم تمكن من بناء دولة العدل والمساواة عبر تاريخنا الممتد لآلاف السنين .

 

 لقد طلبت مني زهراء التي تعيش خارج العراق منذ عقود من السنين أن أرشدها لمن يستحق أن تمنحه صوتها ،وثقتها الغالية هذه جعلتني أشعر بالزهو والفرح لأن استطعت أن أحضي بثقة إنسان وجد في رأيي مرشدا له في الاختيار،ولكن كيف لي أن أوجه زهراء وأختار لها وهل أكون مصيبا في الاختيار،ومن هو الذي أستطيع أن أمنحه ثقتي دون أن أخشى مرارة الندم وأنا أعلم منتهى العلم أن الكثيرين ممن توسمنا فيهم الخير ظهروا لنا أنهم أشرار بامتياز ،هل أركن لمبادئي التي عليها ولدت وعليها أموت لأقول لها اختاري اتحاد الشعب،ربما لأني لمست في أعضائها الأمانة وعرفت فيهم الإخلاص والتضحية ووجدت فيهم النزاهة التي لم أجدها لدى الكثيرين ممن رفعوا ألوية النزاهة ووضعوا موازين العدل نصب أعينهم فإليك يا زهراء ويا زينب إليك أن تختاري فاتحاد الشعب هي الطريق لبناء العراق وهي الطريق الموصل الى الرفاهة والمسرة والهناء،وشعب بدون اتحاده لن يكون له مكانا بين الشعب فيا سالكي طريق الشعب اختاروا اتحادكم فالإتحاد قوة وطريق ما خاب سالكيه.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.