اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لا نسيان للأسباب ولا تناسي// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

محمد عبد الرحمن

 

عرض صفحة الكاتب 

لا نسيان للأسباب ولا تناسي

محمد عبد الرحمن

 

يخطيء من يظن ان الحرب الدائرة اليوم بين قوات الاحتلال الصهيوني والشعب الفلسطيني المقاوم الصامد، سببها ما حدث في 7 تشرين الأول الماضي. فهذا ما  يدعيه الاعلام الإسرائيلي، وغيره من المنابر المنحازة أصلا الى إسرائيل، والتي لم تصدر عنها كلمة حق وانصاف للشعب الفلسطيني، الذي  يتعرض اليوم الى خطر وجودي حقيقي يتهدد  مصيره، وتريد له آلة القتل الصهيونية، بتواطؤ حكومات أمريكية وأوروبية، ان يصبح في خبر كان .

ما يحصل اليوم هو تراكم لتداعيات الخطيئة التاريخية الكبرى الأولى، عندما خرجت بريطانيا – دولة الانتداب على فلسطين آنذاك - وعد بلفور عام ١٩١٧، ووهبت ما لا تملك الى من لا حق له . ثم لم تُبذل لاحقا أية محاولة جدية لرفع هذا الغبن التاريخي، وحتى ما تضمنه قرار التقسيم الدولي من حقوق للفلسطينيين، ضاع هو الآخر لأسباب عديدة، ودوّن التاريخ مواقف مختلف الأطراف من ذلك، وصولا الى راهن الحال .

ما يحصل اليوم هو ثمرة الفشل المتكرر في الاستجابة لحقوق الشعب الفلسطيني، وتوفير مستلزمات إقامة دولة فلسطينية  فاعلة وحقيقية، كان يفترض ان ترى النور بعد خمس سنوات من اتفاقية أوسلو. ووراء كل هذا المشهد المأساوي والكارثي الذي نتابعه اليوم، يكمن  التعنت الإسرائيلي والرفض المتكرر لقرارات الشرعية الدولية، في ظل دعم امريكي مكشوف، لا تغطيه الدعوة الكاذبة الى حل الدولتين ، الذي لم يتحقق حتى بالصيغة العنكبوتية التى رسمتها المخيلة الصهيونية لمثل هذه الدولة المفترضة .

وعلى العكس تماما ومنذ توقيع اتفاقية أوسلو، لم تتوقف اجتياحات قوات الاحتلال  الإسرائيلي للضفة الغربية ولا لقطاع غزة، الذي ظل يتعرض الى حصار جائر ظالم، فيما استمر بناء المستوطنات الصهيونية وتقطيع اوصال الضفة الغربية وقتل الفلسطينين واعتقالهم، كذلك تدنيس الأماكن المقدسة عند المسلمين والمسيحيين .

هذا الفشل المزمن، واستمرار الظلم والعسف والقهر والتجويع والحصار، وانعدام أفق أي حل سياسي، وغياب اي بصيص أمل في قرب انتهاء المعاناة المتواصلة للشعب الفلسطيني، هذا كله، لا يدفع أي منصف حي الضمير الا الى اقرار حق الفلسطينيين في الدفاع عن حقوقهم، ومقاومة المحاولات المستمرة لاقتلاعهم من وطنهم ورميهم بعيدا عن أرضهم، في مشهد تتكرر فيه صور نكبة ١٩٤٨ الماساوية.

وفي الأعوام التي خلت منذ اتفاق أوسلو واطلاق المبادرة العربية، لم تتحقق خطوة واحدة تطمئن الفلسطينيين الى ان هناك افقا. بل على العكس تماما هرول عدد من الدول العربية، تحت ضغط امريكي، الى التطبيع مع إسرائيل، في وقت تقترف فيه دولة الاحتلال هذه كل يوم جرائم جديدة بحق الفلسطينيين، وتقوم بقضم تدريجي للأراضي الفلسطينية. بل ان إسرائيل ذاتها تتحول خلال ذلك الى دولة عنصرية قمعية، تطارد الفلسطينيين حتى  في داخلها.

واليوم، إذ تركض الوفود وتتوسل أمريكا وإسرائيل الموافقة على هدنة إنسانية، لادخال المواد الغذائية والطبية الى القطاع المدمر، وتختزل قضية الشعب الفلسطيني الكبيرة والعادلة وقضية إقامة دولته الوطنية المستقلة، الى مجرد ادخال خمسين الف لتر من الوقود الى غزة، فمن الواضح ان لا مؤشرات حتى الان على توجه جدي لمعالجة أُسّ الازمة.

ولعل من الواجب هنا، في هذه الظروف الحرجة والمؤلمة، ان نكرر القول بان الحلول الترقيعية، من قبيل الحديث عن قوات دولية عازلة، او إدارة مؤقتة للقطاع ، او اسناد المهمة الى احدى دول الحوار،  او الذهاب الى هدنات مؤقتة، ان مثل هذه الحلول لا تقود الى استقرار دائم وسلام وطيد. بل وتقول التجربة ان السلام والاستقرار لن يتحققا الا عبر الاستجابة العاجلة لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في الحياة وإقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه.  

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.