اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

صح النوم// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

صح النوم

محمد عبد الرحمن

 

التطورات الجارية في بلدنا مكربة، قابضة للانفاس، مثيرة للقلق، ضحاياها كثر، ويتوزعون على عناوين عدة، وفي المقدمة المواطنون العراقيون في ارجاء الوطن باكمله، فهم المستهدفون والمتضررون الاوائل، واظن ان المعاناة اشد في المناطق التي حولها الارهاب والمصالح المتضاربة، على اختلاف الاوزان، الى ساحات مستباحة لا قيمة للانسان فيها، فيما نحن شهود  اعمال اجرامية يندى لها الجبين ولا يمت مقترفوها الى البشر بصلة، وهو ما تقوم به القاعدة، وما تستكمله داعش اليوم، وجماعات  اخرى منفلتة  تحت عناوين مختلفة،  تستغل الظروف لتنفيذ مآربها، ويسعى البعض منها، وهو يبدو غير مدرك بعد خطر افعاله، الى اعادة خلط الاوراق، واعادة ما كنا حسبنا اننا تجاوزناه، بعد ان حصل ما حصل في ايام الفتنة الطائفية،

ما زلنا على كبير قناعة بان البعض لا يستطيع تبرير وجوده الا بتأجيج الطائفية، فهي وسيلته للقول: انا هنا! وهو لا يرى سواها سبيلا لتحقيق وادامة مصالحه ونفوذه، على الرغم من مخاطرها البيّنة.

معركتنا في هذه اللحظات هي مع الارهاب وعناصره ورموزه واطروحاته، التي ليس فيها ما له صلة بالانسان عموما، وبالعراقي خاصة، وبقيمه وحقه في الحياة والعيش بامان والتمتع بحرياته، ويخطيء الف مرة من يعتقد للحظة، ان الطائفية وتأجيجها هما طريق الانتصار على الارهاب، وهو يضاعف خطيئته عندما يكيل الاتهامات، المصحوبة احيانا بالافعال، الى جماعات بشرية، والى منطقة بعينها او الى قومية او طائفة، دون تمييز وتمحيص ضروريين لتفادي اللبس وتجنب الوقوع في اندفاعات لا مبرر لها.

في التصدي الناجع للارهاب، نحتاج الى امور اخرى مختلفة تماما، منها: كيف يمكن كسب ود اهالي المناطق التي استباحها الارهاب، واخذها رهينة؟ كيف نحفزهم على الانتفاض ضد الداعشيين ومن لف لفهم وناصرهم وتحالف معهم؟ كيف نضمن تنسيقهم مع قواتنا المسلحة؟ وكيف نساعدهم على الصمود في مناطقهم، ونقوّي عناصر ومقومات تحقيق ذلك؟ وكيف نحتضن من اضطر الى النزوح، ونصون آدميته ونداوي جراحه؟.

معركتنا المفتوحة ضد الارهاب، لا بد ان تتحول الى معركة كل العراقيين، وبالفعل لا بالقول المجرد، ذرا للرماد في العيون، وهذا لن يتم الا بتفعيل دور الجماهير والثقة بها، والتعويل على الاحزاب السياسية الفاعلة، والابتعاد عن هوس المكوّنات وتنصيب ممثلين لها، وتهميش واقصاء الآخرين، ان الحاجة ماسة الى مقاربات جديدة، الى مداخل لا مكان فيها لما ساد في الحياة السياسية العراقية حتى الان، من ممارسات سيئة وضارة تضافرت جميعا، وقادت الى ما نحن فيه اليوم من اوضاع لا نحسد عليها؟

والى من لا يزال سادرا في  خيالاته وعنجهياته، ولا يسمع الا صدى ما يقول ويردد، نقول: صح النوم، فالوطن يواجه الخطر المحدق بوحدته ونسيجه الاجتماعي، وهو على كف عفريت حقا وفعلا.

ان الارهاب ومنظماته على اختلاف اشكالها والوانها، لا يخفون عداءهم لكل ما يمت الى البشر بصلة، ونحن في انتظار اللحظة التي يكون فيها الشعب والوطن ومصالحهما، نقطة التقاء المتصدين للارهاب جميعا، وغايتهم.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.