اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كركوك ومزايدات التوتر والتأجيج// صبحي ساله يي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

كركوك ومزايدات التوتر والتأجيج

صبحي ساله يي

 

 (لم تبن روما في يوم واحد)، هذا المثل اللاتيني ينطبق على كركوك. فكركوك التي نريدها لاتبنى بيوم واحد، لأن المدن الآمنة المستقرة المزدهرة، والتي تعيش فيها مكونات قومية ودينية ومذهبية وسياسية بتآخ وسلام لم تصل لما هي عليه بين ليلة وضحاها. لقد استغرقت سنواتٍ كثيرة مليئة بالتجارب الصحيحة والخاطئة، تعرضت بعضها الى مصائب وكوارث وحروب دامية، بسبب الغباء والخرافة والمعتقد والمصالح الفردية والفئوية، وجرت في بعضها الآخر صراعات ونزاعات فكرية وطائفية بخصوص غالبية الأمور، البسيطة والمعقدة، المهمة والهامشية. سالت فيها الدماء وتبددت الثروات وهدرت الاوقات. ولكن الوعي الإنساني والتفكير العلمي السليم ساعدهم على الوصول الى هذه المرحلة المتقدمة من الازدهار والاستقرار والأمن والبناء والرخاء الاقتصادي.

 في كركوك، وفي بيئة مشحونة بالتوتر والكراهية القومية، بسبب أحقاد وجهالة البعض والمنهج الخاطئ وقصير النظر والطائفي ومواكبة الأجندات الخارجية للبعض الآخر، قضينا سنوات عجاف من الصراع والحزازات. ولكن خلال الأعوام القليلة الماضية، قطعنا مراحل متقدمة في المسيرة نحو التفاهم والأمان، مع ذلك هناك مصائب تكمن في أن البعض مازال يفضل خير الآخرين على خيره وخير أهله، ومازال لا يدرك مدى مصالح الذين يروجون لإقليم كركوك، ليس حباً بكركوك، بل خوفاً من إلتحاقها بإقليم كوردستان وفق الدستور وحسب آراء ورغبات أبنائها، وما زال يجهل أن الكورد الذين ضحوا بدماء غالية وبأعز ثوراتهم من أجل هذه المدينة، لا يمكن أن يتنازلوا عنها، ومازال لايعرف أن الغالبية تجاوزت سذاجة التصديق بأن حقوقهم ستكون مصانة بعيداً عن حكومة إقليم كوردستان.

القيادة الكوردستانية التي دعمت الكركوكيين جميعاً، تدعم التفاعل الديمقراطي والرؤى السديدة في هذه المدينة العزيزة وتساند رغبات وخيارات الكركوكيين وكل محاولة تهدف الى بناء وتصحيح اخطاء الماضي، وهي على يقين بأن الديمقراطية الكوردستانية التي ما تزال تتطور، وتجربة الكورد الإنسانية، تصلح أن تكون قدوة ومثالاً لهم، لذلك تواكب الاحداث وتدعو الى عدم الإصغاء للخواء السياسي المبالغ في الكذب والدجل والتزييف، والى أصوات المنتفعين والانتهازيين المستعدين لتبرير أخطاء الآخرين في حق جميع الشرعيات، الذين يظنون بأنهم لايجدون في الميدان السياسي والاعلامي من يتصدى لهم، وإنهم سيتمكنون من خلال إزدراء القانون ونبرة المؤامرة والمفردات الموروثة، من تمرير أجنداتهم الضيقة، وإفساد الرأي العام، واختراع أعداء خارجيين وداخليين وهميين ضد عودة كركوك الى أحضان كوردستان.

سبب هذا الكلام هو إنبراء أحدهم قبل أيام، في هذا الصيف القائظ ، حيث المئات من الأدلة تثبت ان كرة اللهب تكبر وتشعل وتشتعل في أجواء مليئة بالمفاجآت، ليدلي بدلوه، دون دراية ورؤية، في شأن الإستفتاء المنتظر في كوردستان، مدعياً أن الكثير من الرغبات تتطابق مع أقلمة كركوك، دون أن يعرف بأن الحدود بين الإقليم وكركوك، افتراضية صنعتها ظروف مؤقتة، وما يوحد المواطنين هنا وهناك أكثر بكثير مما يفرقهم، وما حدث بعد العاشر من حزيران 2014، وأثناء توجه البيشمركه (أفضل و أعز ما نملك ) الى المناطق الكوردستانية خارج الإقليم، وإعلان إستعدادهم للإستشهاد لحماية أبنائها، دليل دامغ واضح على تساقط الحلم الذي كان وما زال يراود أفكار البعض، بخصوص احتمال بقاء كركوك على حالها.

كركوك بحاجة الى أفعال وطنية مبهرة، وليس الى أقوال ومزايدات. بحاجة الى تصويب السياسات والمواقف وردود الافعال، وليس التوتر والتأجيج والفوضى.

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.