كـتـاب ألموقع
خوض دون تدخل في كتاب سأخون بلدي لمحمد الماغوط: (18) انا الحاوي// عبد الرضا حمد جاسم
- المجموعة: عبد الرضا حمد جاسم
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 12 كانون1/ديسمبر 2024 20:17
- كتب بواسطة: عبد الرضا حمد جاسم
- الزيارات: 1213
عبد الرضا حمد جاسم
خوض دون تدخل في كتاب سأخون بلدي لمحمد الماغوط
(18) انا الحاوي
عبد الرضا حمد جاسم
انا العرب دون نفط وعبد الناصر دون مايكرفونات
انا المؤامرة على لبنان ولا استطيع فضحها
مجازر حرب الخليج ولا استطيع وقفها
المقاومة الفلسطينية تنهار ولا استطيع دعمها
البطون الجائعة في كل بيت ولا استطيع اطعامها
الأجساد العارية على كل رصيف ولا استطيع سترها
الجراح العميقة في كل قلب ولا استطيع تضميدها
الخناجر المغروسة في كل ظهر ولا استطيع نزعها
الدموع على كل وجه ولا استطيع تجفيفها
الوحدة القاتلة في كل سرير ولا استطيع تخفيفها
الجثث المبعثرة في كل خطوة ولا استطيع دفنها
النسور الحبيسة في كل قفص ولا استطيع اطلاقها
الحقوق المهدورة غي كل مكان ولا استطيع لمها
أي ان جميع الطاقات السياسية والفكرية الاقتصادية والعاطفية كالحب والخير و الجمال والصداقة والخبرة والوفاء وطرافة الحديث وشدة الانتباه يجب ان تجد نفسها امام العجز الكامل
أي ان الانسان العربي لا يستطيع في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها امته ان يلعب أي دور سياسي او ثقافي او اجتماعي او نضالي ولو غناء مثل عبدة الحامولي او صالح عبد الحي
ولكن من جهة أخرى لقد دربت الدببة على الرقص
والقردة على الغناء
والبلابل على النعيق
والنمل على الفوضى
والماعز على النظام
والثعلب على الوفاء
والكلب على الغدر
والسنونو على الإقامة
والدجاج على الهجرة
والذئب على التسامح
والبجع على الحقد
والحملان على الصمود
والارانب على التهور
والضفادع على الصمت
والببغاء على الخطابة
والسمك على النوم
والجراد على الزحف
والسلحفاة على القفز
ولم استطع تدريب انسان العربي واحد على صعود الباص من الخلف والنزول من الامام فكيف بتدريبه على الثورة
ولذلك زودت أطفال الشرق منذ الان بعناوين الاونروا ووكالات غوث اللاجئين ودربتهم على الوقوف في طوابير الاعاشة وأداب النوم في الملاجئ والاستلقاء في المقابر الجماعية ودربت قاصراته على ألام الاغتصاب وضرورة التمسك بلعبهن، بحصالات نقودهن، بثياب الموتى من حولهن، ان لا يأخذن ابدا بالشعار الذي اطلقته إسرائيل عام 1948 "العرض قبل الأرض" لان الارض قبل العرض والطول، قبل بيارات البرتقال وبساتين الليمون، قبل زرقة البحر وغناء الصيادين ومواويل الفلاحين، قبل الزراعة والصناعة والفن والعلم والمعرفة واليمين واليسار والماضي والحاضر والمستقبل ولكنها ليست قبل الحرية
...........................
التالية: 19 / طفح جلدي
من كتاب سأخون بلدي لمحمد الماغوط
عبد الرضا حمد جاسم
المتواجون الان
516 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع



