كـتـاب ألموقع

الحرب والسلام والسلام// محمد عارف

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: محمد عارف

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 30 تشرين1/أكتوير 2015 11:34

كتب بواسطة: محمد عارف

الزيارات: 1280

الموقع الفرعي للكاتب

الحرب والسلام والسلام

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

إبداعات «مُلَخبِطة» في العلوم وفي الفكر تُمّكن لثورات تقنية وسياسية كبرى. تقنية المعلومات والاتصالات ولدت «الإنترنت» الذي «لَخبَط» طرق حصولنا على المعلومات وإقامة الاتصالات، وكل شيء في العالم، حتى طرقنا في التفكير. ولخبطة disruptive آلة البحث «غوغول» بوصلة للمهاجرين عبر الحدود، وسيارات من دون سواق. و«أمازون» التي «لخبطت» سوق التبضع، تحول الطائرات من دون طيار «الدرونز» إلى وسائل نقل، ومحطات إنترنت. والطباعة الثلاثية الأبعاد «تُلخبط» عالم الصناعة.

وأسباب وعواقب حرب اليمن «لخبطة» تاريخية تباينت حولها آراء الأكاديميين والكتاب والباحثين العرب المساهمين في المنتدى السنوي لصحيفة «الاتحاد»، الذي عُقد الأسبوع الماضي في «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» في أبوظبي. وهنا كما يقول ابن خلدون «التاريخ في ظاهره لا يزيد على الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق». وتباينَ «النظر والتحقيق» في موضوع الندوة «اليمن: الانقلاب الحوثي والرد الخليجي»، وحتى في العنوان الاستراتيجي المزدوج لحرب اليمن «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل».

ومع أن تدخل إيران في شؤون المنطقة اعتبرته وثائق الندوة أهم أسباب الحرب فعدد الإيرانيين في الإمارات يقدر بنصف مليون، والإيرانيون رابع أكبر مشترين أجانب للعقارات في دبي، بعد الهنود والبريطانيين والباكستانيين. وإيران رابع شريك في التجارة مع الإمارات، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين 7 مليارات دولار العام الماضي، حسب مصادر رسمية في طهران.

و«النقص المعرفي العام» هو الموضوع الرئيسي لحديث أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، والذي استقبل أعضاء المنتدى في ديوان الوزارة. سأل قرقاش، وهو دكتور في العلوم السياسية من جامعة «كامبريدج» في بريطانيا: «كم خبير عربي عندنا في شؤون الهند، ونحن الشريك التجاري الأكبر للهند، أو في شرق آسيا، حيث تبلغ نسبة شراكاتنا الاقتصادية معها 98%؟». والنقص المعرفي عام، في الاقتصاد، والتقنية، وعلوم البيئة، ودور التغير المناخي في العلاقات الدولية.

و«اختلاف الأجيال في أحوالهم إنما هو باختلاف نحلتهم في المعاش» قال ابن خلدون. والحرب ليست نحلة الأجيال الحالية من الإماراتيين، لكن حسب الآية القرآنية التي ترددت في المنتدى «كُتب عليكُم القتالُ وهو كُرهٌ لكم وَعَسى أن تكرهوا شيئاً وهوَ خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئاً وهو شرٌ لكُم والله يعلمُ وأنتُم لا تعلمون». ودعوة المنتدى لـ«تأهيل اليمن ضمن المنظومة الخليجية»، وإقامة «مشروع مارشال» لإعمارها نحلة واحدة من أغنى بلدان العالم، وأكثرها نشاطاً وحيوية وتنوعاً. فالبلد ميدان عمل وإبداع مختلف أجناس البشر. وأفراد جيل الستينيات والسبعينيات يتذكرون ثلاث نخلات مُسَيجة في أبوظبي كان يُطلق عليها اسم «البصرة». واليوم نخيل أبوظبي أكثر من نخيل البصرة.

وفيما تورطت المنطقة في حروب وانقلابات، انخرطت أبوظبي في واحدة من أكبر معارك وانقلابات العمران في التاريخ، فحوّلت سواحل الخليج الرملية إلى متحف حي للعمران. وأبوظبي المدينة الوحيدة في العالم التي أتاحت لامرأةٍ تصميم وإنشاء جسر، اسم المرأة «زهاء حديد»، ويحمل الجسر اسم الشيخ زايد، مؤسس وباني دولة الاتحاد. وهنا الثراء لا يكتم أنفاسه في خزانات المصارف والبورصة، بل يصيح بصوت أعلى عمارة في العالم، «برج خليفة» الذي يعتبر من أطول البنايات في العالم، وأوحى بقيام «مدينة فضائية» في عام 2045، ارتفاعها 30 كيلومتراً، وتحتوي على مطار فضائي، والانتقال بين ضواحيها بسيارات فضائية دون قائد. توقع ذلك الكاتب المستقبلي «إيان بيرسن» في بحث صدر الأسبوع الماضي بمناسبة مرور 45 عاماً على رواية الخيال العلمي المشهورة «إلى الماضي نحو المستقبل».

• < السابق
• التالي >