اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الجريمة والعقاب وقصيدة الذيل!// عبد الرضا المادح

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

عبد الرضا المادح

 

عرض صفحة الكاتب 

الجريمة والعقاب وقصيدة الذيل!

عبد الرضا المادح

 

اثارت قصيدتي "الذيل" ردود افعال منها الايجابية ومنها السلبية المتشنجة! وهذا ما اسعدني فهو دليل على أن القصيدة مؤثرة بدرجة ما.

 

لقد استوحيت فكرة القصيدة من الوضع المتردي في العراق، وهتافات الجماهير الشبابية المنتفضة والتي تصدح حناجرها بهتاف "ذيل لوكَي انعل أبو ايران لا بو امريكا" ، ولكي اؤكد صيغتها العمومية وضعت في مقدمة القصيدة عبارة" ساد الفساد في المجتمع والدولة والاحزاب، واشتهر لقب الذيل! "وهذا الوصف اصبح شائع الاستعمال بين الناس ويتردد في الأشعار والأهازيج والأحاديث دون خوف من أحد !!

 

أنا منهمك هذه الأيام بأعادة قراءة الرواية الشهيرة "الجريمة والعقاب" للروائي الروسي العالمي الكبير (فيودور دستويفسكي)، هذه الرواية الفريدة بأسلوبها في الغور بأعماق النفس البشرية، للتنقيب عن جوانبها الدونية والشريرة وربط ذلك بالواقع الأقتصادي – الأجتماعي السياسي المتردي للمجتمع.

في المقطع الذي يروي فيه الكاتب، اسلوب (بورفيري بتروفيتش) المحقق في مقتل المرابية العجوز ( أليونا إيفانوفنا) واختها (اليزافيتا إفانوفنا )، كان المحقق يعمد الى التلميحات غير المباشرة في توجيه الأتهام لبطل الرواية طالب القانون (روديون راسكولنيكوف)، والأثنان يدركان هذا الاسلوب للضغط النفسي، مما جعل (روديون) يمر بأزمة نفسية تؤدي لتوتر وردود افعال عصبية، تفضح وتشير بشكل جلي الى علاقته بجريمة القتل، ورغم ذلك لم يستعجل المحقق بتوجيه الأتهام الرسمي المباشر لـ ( راسكولنيكوف )!

 

وفي القصيدة التي بدأتها بالمثل الشعبي "ذيل الجلب ما ينعدل" لتتماهى مع الواقع، لم اشير بها الى اسماء واشخاص معينين، كما الرواية والتي يمكن اسقاطها على اي مجتمع رغم اجوائها الروسية البحتة!

ورغم أنها تصرخ بأدانتها للنظام القيصري ولكنه لم يمنع تداولها، واصبحت مفخرة للشعب الروسي بل كل الشعوب؟!

 

المشكلة ليست في القصيدة بل في من لديه (صخل في عبه) والذي انتفض (يمعمع) وبصوت عالي؟! وبدلا من أن ينتبه لنفسه ويعيد حساباته ويغيير من سلوكه، شخصنها واخذ يتخبط بممارسات تفضح زيف ايمانه بالديمقراطية، وكما يقال "راد يطببها عماها" !، فامتنع عن نشر القصيدة وحرض من خلف الكواليس الآخرين بعدم النشر ليورطهم بموقف يناقض مبدأ حرية النشر في عالم الأنترنيت الحر، وحتما وبتكرار الممارسة سوف يسيء ذلك لسمعة مواقعهم وصفحاتهم وحتى الجرائد ، التي تزينها دائماً شعارات الديمقراطية؟!

 

للتذكير أن نظام صدام كان يعدم الشاعر أذا كتب قصيدة تتضمن نقداً يكشف ممارساته، وللأسف وبنفس الروحية حاول البعض اعدام القصيدة بعدم النشر وترويج الأقاويل والتحريض، نصيحتي الصادقة بدلا من ان تخنق القصيدة أخنق الصخل!!

والأمثال تُضرب ولا تقاس !!

عبد الرضا المادح

2020.08.26

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.