اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

إضاءة على المشهد في الاردن: أحافير في كرة النار// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

إضاءة على المشهد في الاردن: أحافير في كرة النار

د. سمير محمد ايوب

                                                         الاردن

 

رامبوات، ديناصورات، جراد أسود، مافويات، بارونات، اقطاعيون، سمهم ما شئت. فمهما تعددت أسماؤهم، ألقابهم ومواقعهم، ورسائلهم الملغومة، فيما يطفو على السطح من إستقواء، هم تراكيب محدثة من شر مطلق مستبد. هم الحاسر منهم والمتخفي، قوى لم تعد قيد التأسيس. قوى تسعى بالنفاق وبالوهم، لأن تكون البديل عن الدولة الحديثة. قوى باتت بشئ من العلانية المتعالية، تغتصب شيئا من مفاتيح وأدوات السلطة المركزية لتعيث وفق أجندتها فسادا في كل هياكل الوطن ومعابده التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية، (ونواتجها الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية). تتضافر كوابيسهم، مع مرجعياتهم الممتدة خارج الوطن، لإعادة إنتاجنا وفق مواصفاتهم. لنبدو أي شئ، إلا أن نكون مواطنين، بالمعنى الحق للمواطنة الحرة. صُمِّموا، ليجعلوا منا رعايا في قطيع . يتخبط في دونيات متوالدة.

 

بلا كثير من التأتأه والتورية، ما يطفو من عنف على السطح في الأردن، حكاويه طويله ، فصولة ليست جديدة على اي حصيف غيور من المتابعين. يُوَظَّفُ فيها كل شئ، بدءا من لعبة كرة القدم. لتفتيت منظومات القيم الإجتماعية الجمعية الأيجابية، الناظمة للسلوك الفردي السوي. والضرب بعرض الحائط بمقتضيات المواطنة ومؤسساتها الأمنية والقضائية المتخصصة.

 

قطعان من الذباب الإلكتروني والسحيجة، مسخرون لتوليد وتسويق إفتراضات وتعميق جدل، من شأن إدامته، أن يحرف إهتمام جل الناس، عن البحث والتفكير بحقيقة ما يجري.

 

كثر ممن في السلطة او على ضفافها، وممن هم على حواف الهم الوطني، يعلمون ومنذ زمن بعيد ، أن هناك عملية تصفية للمنظومات الإجتماعية التقليدية. وتخليق منظومات سكانية هجينة مُطَوَّعةِ الإرادة. لا يبتعد همها الوجودي، كثيراعن إشباع الأفواه والغرائز. والمواظبة على هضم ما يحصل، وقبول الردئ تجنبا للأردأ، والتعود على هذا القبول.

 

البعض من المعنيين بالشأن العام، مشارك بموقعه، والبعض متواطئ بالصمت، أو بالتضليل أو بالجهل أو تلميذ غير نجيب في حضانة، حادت عن ظهري بسيطه ، ومِئَةُ أُمٍّ تَبكي ولا أمي.

 

في الوطن لسنا اليوم بخير، ولسنا جبهة واحدة سليمة. بل مجاميع بشرية، بهويات سياسية ومطلبية ممعنة في التشظي، متقابلة أحيانا، وأحيانا متناحرة. مجاميع، لا تلتقي إلا في تقاطعات العراك، على محاصصات المناصب والمكاسب. حيث يسود ألإستقواء المفضوح، بأدوات القوة العامة ، فقط للكيد والإيقاع والتنكيل ببعض.

 

في لجة هذا الأستقواء غير العادل، يعزل كل منا ، نفسه وأولوياته، عن هموم المكون الآخر. مما يبقي أحلام كل مكون لوحده، أعجز من أن تُحقق شيئا في أجندة الوطن. وفي المحصلة لن يحصد الوطن من مثل هكذا تفلتات ، إلا وخز قتاد.

 

إذا كانت محاولات التغيير الايجابي في المشاهد الجمعية، لم تحن بعد، فإن معركة حماية  جسد الوطن، وإبقائه حيا لكل أهله وناسه، هي فرض عين على كل من يتعطر برائحة الوطن. فرض يصرخ بإلحاح أكثر من أي وقت مضى: إحذروا التغيير الآتي من الفوضى. ساعتها لا سمح الله ، سيدفن موتاكم موتاكم. 

 

أثق، أن في مختلف معارج الوطن ومدارجه، اخيار كثر. رواسي بحنكتهم السياسية، وترفعهم الأخلاقي. يمثلوننا بصدق وكفاءة. يدركون كثيرا، أن الحياد الصامت إنسحاب مجاني، لمصلحة الأسوأ بالدرجة الأولى. وإنزلاق متسارع نحو مستصغر الشرر. الذي يسعى كل الأخيار معا وبصدق ، لتفاديه  في بلد الرباط.

 

حمى الله الأردن وأهله .

 

عمان – 11/5/2018

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.