اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فائض القيمة بين مصنع متخلف تكنولوجيا وآخر متطور تكنولوجيا!// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 4
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

فائض القيمة بين مصنع متخلف تكنولوجيا وآخر متطور تكنولوجيا!

د. ادم عربي

 

بصوروة عامة يوجد ثلاثة أنواع من المشاريع  والحديث هنا عن الإنتاج الصناعي : الأول هو متوسط الإنتاجية ، أي في المستوى الإجتماعي لمتوسط الإنتاجية ، وهي عادة ما تعطي فكرة عن متوسط الربح في زمن معين .

النوع الثاني : متأخر الإنتاجية ، بمعنى قديم أو فات أوانه وفاقد للتوازن ، في هذا النوع من المشاريع تكون إنتاجها أقل أو أدنى من إنتاجية المستوى الاجتماعي المتوسط ، أي متأخر تكنولوجيا .

 

النوع الثالث : تكون إنتاجية هذا النوع أكثر من المستوى الاجتماعي المتوسط ، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي في تلك المشاريع ، إستخدام أحدث ما توصلتْ له التكنولوجيا في وسائل العمل ، مواكب جدا للعصر .

في المصنع المتاخر والذي إنتاجيته دون إنتاجية المستوى الإجتماعي المتوسط ، يكون هناك زيادة في وقت الإنتاج ، ليكون بهذه الحالة هدر للعمل الإجتماعي ، وعندما نقول هدرا نعني خسارة دون مقابل ، فمثلا إذا كان وقت العمل الإجتماعي المتوسط هو 4  (أربع) ساعات لإنتاج سلعة معينة ، ومصنعنا المتخلف أنتجها ب (6 ) ست  ساعات ، فالساعتان هما بلا شك خسارة ، وهدر للعمل الإجتماعي ، مع ملاحظة أنَّ تلك الساعتين ستضاف إلى القيمة التبدلية للسلعة ، مما يعني أنَّ الرأسمالي هنا سيطر  التخلي عن جزء كبير من فائض القيمة ، حتى يضمن وجوده في السوق.

 

في الجهة الأخرى لدينا المصنع المتقدم تكنولوجيا أو المتطور تكنولوجيا ، وكما اعتبرنا أنَّ متوسط إنتاج سلعة ما  ، كان أربع (4) ساعات فإنَّ هذا المصنع والمتطور تكنولوجيا أنتجها  مثلاً ولنقل في ساعة واحدة ، أو لنقل أربع سلع في زمن المتوسط الإجتماعي لعملية الانتاج ، إنَّ هذه المشاريع بلا شك وفَّرت زمن العمل الإجتماعي ، وستكون النتيجة هي زيادة الربح ، رغم قلة ساعات العمل المخزونة في السلعة مدار الحديث ، وزيادة الربح هذا أتى من أنَّ الفرق بين سعر البيع وسعر التكلفة سيكون أكبر من متوسط الربح  ، مع ذكر نقطة في غاية الأهمية وهي أنَّ المصنع المتطور تكنولوجيا يحوي ساعات مختزنة في الآلات ، يُمكن تسميتها بالساعات الميتة أو الرأسمال الثابت والذي ينقل ما به من قيمة إلى السلعة دون زيادة أو نقصان في قيمتها التبادلية  وهنا يكمن السر في عظمة الربح لهذا المصنع ، فعندما نتكلم عن خفض القيمة التبادلية للسلعة في هذه المصانع  ، فإننا نطرح ساعات العمل الميت من الآلات والتي إنتقلت كما هي دون زيادة أو نقصان للسلعة ، فتظهر للرأسمالي كمكافئة  له على تطوير وسائل إنتاجه ، يُعبر عنها بخفض القيمة التبادلية للسلعة .

 

إنَّ جميع الرأسماليين يسعون وراء هذا الربح الاضافي ، يمكن لي تسميته صراع بين أفراد الطبقة الواحدة، ويمكن اعتباره محرك الإقتصاد الرأسمالي كله ، إنَّ كل مشروع رأسمالي يحاول تحقيق مزيد من الأرباح لذلك يدخل الرأسماليون في سباق تكنولوجي لتطوير معاملهم ، للحصول على مزيد من الأرباح ، فالرأسمالي في النهاية لا يهمه سوى الأرباح ، بعيدا عن كم عامل يعمل لديه أو عدد العمال ، إنَّه فقط يسعى لذلك الربح الإضافي دون الإلتفات إلَّا لتحسين أدوات إنتاجه والتخلص ما أمكن من عدد العمال ، إنَّ كل مشروع رأسمالي يندفع بتأثير المنافسة إلى محاولة الحصول على مزيد من الأرباح  بعيدا عن عدد العمال عنده وكما يحاول بعض الكتاب ايهامنا بأنَّ الرأسمالي لا يربح إلَّا بكثرة عدد العمال ، والحجه فائض القيمة ، نعم فائض القيمه هو الذي نتحدث عنه ولا شيئ غيره ،إنَّ المشروعات كلها تندفع في هذا الطريق الذي ذكرناه سابقا وهو رفع الإنتاجيه باستخدام التكنولوجيا والأتمتة ، ولا بد من ذكر شيء مهم وهو ان استخدام التكنولوجيا المتقدمة تخفض من القيمة التبادلية لنفس السلعة موضوع حديثنا ، لكن الرأسمالي سيبيعها بسعرها كما في معدل أو متوسط الربح ، وسيجني مالا إضافيا ، أو اكثر ممن تخلفوا عنه تكنولوجيا ، مما يعني أنَّ ما كان أولا إنتاجية فوق المتوسط سينتهي إلى أنْ يصبح إنتاجية متوسطة. وعند ذاك يتلاشى الربح الاضافي ولا بدَّ في هذا المقام ذكر أمر في منتهى الأهمية وهو أنَّ زيادة فائض القيمة عن طريق زيادة رأس المال المتحرك أو العمال لهو افضل طريقة لخلق طبقة عاملة غنية وأكثر حفاظاً على دورة الإنتاج الرأسمالي من الأزمات ، إلا أنَّ الرأسمالية ليست جمعية خيرية فالرأسمالي يفعل كل شيء من أجل زيادة الربح

 

لاحظنا في المثال السابق لمصنع متخلف تكنولوجيا وآخر متقدم تكنولوجيا إنَّ محور النزاع بين الرأسماليين يدور حول الربح الإضافي ، والذي أتى من تقيل زمن إنتاج السلعة ، باستعمال أدوات إنتاج متطورة تكنولوجيا .

إنَّ أهمية استخدام الأجهزة المتطورة تكمن في خفض القيمة التبادلية للسلعة ، ففي مثالنا السابق كان يُنتج أربع قطع من السلع مقابل قطعة واحدة في نفس الزمن ، ففي المصنع الذي يُنتج السلعة في أربع ساعات ، هناك مصنع آخر يُنتج أربع سلع في أربع ساعات ، هذا المصنع سوف يستولي على الربح الإضافي ، لكن عند الحديث عن فائض القيمة في كلا المصنعين نلاحظ ان المصنع الأول وبأدواته البسيطة حقق فائض قيمة من خلال الفرق بين القيمة التبادلية للسلعة في السوق ومجموع التكاليف ويكون ربحه دون الربح المتوسط ، لكن في حالة المصنع الثاني المتطور والذي عمل على خفض القيمة التبادلية لسلعته لمقدار الربع كما في مثالنا السابق حقق فائض قيمة أيضا من الفرق بين القيمة التبادلية للسلعة في السوق ومجموع التكاليف فكانت النتيجة أنَّ ربحةَ أكبر بأربع مرات من زميله صاحب المصنع القديم وبما أنَّ قيمة السلعة التبادلية تاخذها من عدد الساعات المختزنة فيها ، وفي مثالنا هذا ،  كان ساعة للمصنع المتطور وأربع ساعات للمصنع غير المتطور ، ليبقى السؤال كيف حصل على فائض قيمة أكبر بأربع مرات من فائض قيمة المصنع المتخلف ، الجواب إنَّه استولى على فائض قيمته ، أي المصنع المتأخر،  وسيستمر في الإستيلاء عليها ما دامَ مُتأخر ، ولنْ يكونَ أمامه إلّا خيارين إما الخسارة والإغلاق أو اللحاق بزميله صاحب المصنع المتطور.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.