اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الرَّب الذي صَهْيَنَه بعض العرب بعد طول تهويد!// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

الرَّب الذي صَهْيَنَه بعض العرب بعد طول تهويد!

د. ادم عربي

 

"فلسطين هي أرض اليهود بحكم وكلام الرب، وليس للفلسطينيين مكان فيها، إنما يجب على العرب أنْ يهبوا لإخوانهم الفلسطينيين جزيرة صناعية في البحر الأبيض المتوسط، حتى يستقروا فيها بسلام". هذا ما قاله أحد الزعماء العرب فيما مضى من سنوات ليستْ بعيدة، ومفاده أنَّ لليهود حقاً ربانياً في فلسطين بينما للفلسطينيين حقٌّ مِنْ أشقائهم العرب بجزيرة اصطناعية ليستْ ضمن المجال الحيوي لأيِّ دولة، في المياة الدولية، يعيشون فيها بسلام.

 

تَهَوَّد الرَّب بالمسيحية، والآن العرب يسعون في صَهْيَنته

لا شيء أكثر صدقاً من حقائق التاريخ والواقع التي تنفي كلَّ ما يقوله الرَّب أوْ ما يكتبه في أيِّ كِتاب مقدَّس، وهذه الحقائق التي تكشف عن كلَّ الخرافات الدينية تؤكد أنَّ فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني، وأنَّ ما يُدعى "الوعد الرَّباني" لأبرام العبراني هو مجرد أسطورة لا أساسَ لها من الصحة.

 

السؤال الآن وتماشياً مع ما قد سلف، كيف يمكن استعمال واستخدام العقيدة الإسلامية من قبل المتصهينين بما يجعل من العرب والفلسطينين مؤمنين ومن ثمَّ حملهم على التسليم والقبول بأن فلسطين (أرض فلسطين) هي أرض مُلْك أبدي للشعب اليهودي لا غير؟.

 

الجواب جاء مِنْ قبل "شيخ" بحريني يدَّعي أنَّه "عالِم إسلامي"؛ وهذا "الشيخ"، الذي فاقَ كلَّ الحدود في "تَصْهِين" و"تَلْمِيد" بعض مبادئ العقيدة الإسلامية، إذْ قال وبلغة من يدَّعي "الاكتشاف": ليس في القرآن ما يُسمَّى فلسطين؛ والله أنزل في كتابه الأرض المقدسة (أيْ فلسطين) لبني إسرائيل إلى يوم الدين. ثمَّ وجَّه كلامه إلى المبدِّلين لكلام الله، قائلًا: من أين جئتم بفلسطين، وقد أطلق عليها الله اسم "الأرض المقدسة"، ووهبها لهم (أيْ لبني إسرائيل) إلى يوم القيامة؟!.

 

إنَّها محاولة واضحة لبناء أساس لاعتراف إسلامي ـ ديني بشرعية "دولة الوعد الإلهي" في الوجود عن طريق تحريف وتبديل معاني آيات قرآنية في سورة "المائدة"؛ ونكتب الآيات "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ. يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ. قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ. قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ". بعد أن باعوا أنفسهم بثلاثين قطعة من الفضة ليصبحوا عبيدًا لـ "الشعب المختار من الله" ، ادعوا أنَّ اللهَ قدْ كتبَ فلسطين لـ "أبناء إسرائيل" ، إذْ قال "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ"، وأنَّ مسألة تحريمها أوْ عقوبة تحريمها على بني إسرائيل قدْ انتهتْ ، حيث قال " فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ".

 

سمعنا فيما مضى عن ذلك الداعية المتصهين الذي تبنى منهج سقراط في حواره مع الشباب، فأخبرنا "وكأنه كان موجودا مع الله" أنَّ الله أمر النبي داوود ببناء المسجد الأقصى في موقع كان فيه بيت لرجل من بني إسرائيل ثم تولى النبي سليمان، بإذن الله، استكمال ما بدأه داوود من بناء المسجد الشريف. لا يخفى على أحد أن هذا البناء الذي يطلق عليه الداعية اسم "المسجد الأقصى" هو هيكل سليمان، وهو ما يرويه اليهود عن مكان يوجد تحت المسجد الأقصى، ولكن ليس لهذه الرواية أيّ أساس في الحقائق التاريخية. يدَّعي هذا الداعية الإسلامي أنَّ المسجدَ الأقصى هو منزل قديم كان ملكًا ليهودي. وأنتَ إذا أخبرتَ الإسرائيليين بهذا الادِّعاء، فإنَّكَ تشجِّعهم على المطالبة بالمكان باسم حقهم التاريخي، الذي يرويه هذا الداعية الإسلامي في قصَّته الخيالية، عن بيت يهودي كان يسكنه صاحبه.

 

أحد الزعماء اليهود التلموديين في إسرائيل وفي دفاعه عن الحق اليهودي في القدس الشرقية، يدَّعي أنَّ القدس الشرقية تخصُّهم وحدهم، وينفي حق العالم في التدخل في مشاريع الاستيطان هناك. يزعم أنَّ القدس كانت عاصمة للملك داوود قبل ثلاثة آلاف سنة، وأنَّها كانت مدينة يهودية بامتياز في زمن كان العرب يمارسون الجهل والشرك ويضيف أنَّ القرآن لا يذكر اسم القدس أصلاً...

 

إذا سألتَ نتنياهو، مؤلِّف كتاب "مكان تحت الشمس"، لمن القدس؟ ، فسيقول لك بثقة أنَّها ملك لليهود وعاصمتهم منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. وإذا طلبتَ منه أن يثبت لك ذلك، فسيدلُّك على "العهد القديم"، الذي ذُكر فيه اسم "صهيون"، وهو الاسم العبري للقدس، 850 مرَّة حسب زعمه، ولكن هذا الدليل لا يقنع أحدًا غير المتمسِّكين بأوهام "العهد القديم"، الذين يتجاهلون الحقائق التاريخية والعلمية والمنطقية. فهؤلاء الذين لا يجدون مكانًا لهم تحت الشمس يستندون إلى ما هو محتاج إلى إثبات ، أي مزاعم "التوراة" ، ليثبتوا ما هو محتاج إلى إثبات ، وكفى الله ممثِّلي أوهام "العهد القديم" شرَّ التاريخ، عِلْمًا وحقائق، وشرَّ العقل والمنطق.

 

القدس أوْ حسب تسميتهم لها "صهيون" هي لهم؛ لأن فلسطين لهم ؛ وفلسطين لهم ؛ لأنّها أرض الميعاد ؛ نتنياهو يفقد الأمل في إيجاد دليل على أنَّ "صهيون" كما يسمونها وفلسطين بأكملها هي "أرض الميعاد" التي تنتظر "الشعب اليهودي" ؛ هذا بعد أن فشل علماء الآثار الإسرائيليون في إثبات وجود حقٍّ دينيٍّ أو تاريخيٍّ لهم في هذه الأرض، خاصةً في "العاصمة الموحَّدة الأبدية"، رغم الجهود الكبيرة التي بذلوها منذ احتلالهم للضفة الغربية والقدس الشرقية.

 

"النتائج" قد خذلتْ أحلام نتنياهو التلمودية بعدَ أنْ أظهرَ علماء آثار يهود محايدين وموثوقين وعلميين وموضوعيين، من خلال البحث والحفر والتنقيب في "مدينة داود" في حيِّ سلوان في القدس الشرقية، أنْ لا دليل هناك على وجود قصر لداود، أو أنَّ داود قد زار ذلك المكان أو عُرِفَ به.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.