كـتـاب ألموقع
نيقولاوس زيعا.. بطريرك الكنيسة الكلدانية والمطران يوسف اودو- الجزء 42 // يعكوب ابونا
- المجموعة: يعكوب أبونا
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 07 آذار/مارس 2025 20:32
- كتب بواسطة: يعكوب ابونا
- الزيارات: 761
يعكوب ابونا
نيقولاوس زيعا.. بطريرك الكنيسة الكلدانية
والمطران يوسف اودو- الجزء 42
يعكوب ابونا
يذكر الدكتور هرمز ابونا في ص 143 ومابعدها من كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية، يقول بناءاً على توصية مطران اللاتين في بغداد، منح لقب بطريرك ليوحنان هرمز ابونا في سنة 1830م احتفظ بمنصبه كبطريرك تحت اشراف مباشر من قبل روما التي استحدثت مركز "القاصد الرسولي" في الموصل دائم لهذه المهمة ولمراقبة من سياتي من بعده من البطاركه،
كان البطريرك يوحنا هرمز ابونا قبل وفاته قد قدم استقالته محولا صلاحياته الى الذي كان وصي عليه وهو جرجيس بطرس مطران بازبدي "جزيرة ابن عمر" الى ان توفى في 16 اب سنة 1838م، غير ان وفاته عكست حالة الهشاشة التي كانت عليها الكنيسة، اذ تفجرت ازمة حادة وظهرت الخلافات بين المطارنه، وعدم اتفاقهم لانتخاب بطريرك خلفا ليوحنان هرمز خاصة بين المطارنه الخمسة "رهبان الدير ربان هرمز" مما دفع روما الى تعين مطران سلامس "نقولاوس زيعا"، كثاني بطريرك للكنيسة الجديدة، وقامت بتثبيته في نيسان 1840" . انتهى الاقتباس
واما البطريرك لويس ساكو في ص 174 وما بعدها من كتابه سير بطاركة كنيسة المشرق، يعرفنا عن مسيرة، نيقولاوس زيعا 1840 – 1847 "هو نيقولاوس بن يعقوب زيعا من بلدة خسروا "ايران" درس في كلية انتشار الايمان في روما، ورسم كاهنا وعاد ليخدم في بلدته، بعد بضعة سنوات عاد زميله في نفس الكلية "كوركيس برطليا الى خسراوا وكان قد رسم كاهنا سنة 1830 ولم يتفق الكاهنان بل تخاصما، فسافر القس كوركيس الى بغداد والتقى بالقاصد الرسولي لوران تريوش، "وهو فرنسي الاصل مواليد 1801 مرسيله، كان شماسا عندنا صحبه السيد كوبري بصفة كاتب لاسراره، سنة 1821، ثم اقيم نائبا على القصادة الرسولية "مصدر بطرس نصري ص 433".
ويضيف ساكو بان القس كوركيس جاء ليشكي لتريوش حاله، تصادق معه، وراح تريوش يقنع مار يوحنان هرمز ابونا برسامة الكاهنين كوركيس ونيقولاوس اسقفين ليكون سندا له في خدمة الكنيسة، فرسم القس كوركيس مطرانا وعمره ثلاثين سنه، واتخذ اسم بطرس وترجم لقبه برطليا الى الايطالية ، ب "دي نتالي" وارسله الى سلماس، لكن الناس هناك لم يقبلوه فنقله الى سعرد، ورسم مار يوحنان هرمز نيقولاوس زيعا مطرانا لسلماس، وجرت المراسيم في كنيسة مسكنته بالموصل سنة 1836م، "يذكر نصري ص 436 بهذا الصدد عندما اراد البطريرك يوحنان هرمز ان يرسم القس نيقولاوس زيعا مطرانا، الا ان جماعة يوسف اودو الذين كانوا يطلق عليهم حزب اليوسفي، في الموصل دخلوا على مار يوحنان ذلك الشيخ المهيب وهو في المذبح ليرسم زيعا مطرانا وابطلوه من السياميذ بنوع لا يوصف من التحقير له ولبيعة مسكنته، الا ان الحزب الحناني اخذته الغيرة والنخوة وتعصب اصحابه بيد واحدة استظهروا على الحزب اليوسفي، فاسيم بعد ستة اشهر القس نيقولاوس مطرانا بدون مانع سنة 1836م واسيم بلقب معاون مطران سلمس، وكان ملكيصادق مطران سلمس قد اتى ليحضر الاحتفال بالسياميذ"
ويضيف نصري ص439، قصد النائب البطريركي "لورنس تريوش" سنة، 1838 نواحي الموصل صحبة القس اندريا ومارس فيها ملء السلطان الذي حازه بقوة نيابته، واستعمل في الموصل خاصة التاديبات البيعية رغبة في تدمير الحزب اليوسفي فاشتعلت من جديد نار المشاجرات بين الحزبين المضادين، وبلغ هذا النائب الى حد انه قلب الزيوت التي كرسها في القوش مار يوسف اودو في خميس الاسرار واوجب اعادة سر التثبيت "الميرون" لمن وسم بها بدليل ان مار يوسف اودو ليس راعي ابريشة الموصل الشرعي،" انتهى الاقتباس
واما البطريرك ساكو ص 175 من كتابه انف الذكرـ عين مار يوحنان هرمز نيقولاوس زيعا نائبا له مع حق الخلافة، صدرت البراءة الرسولية بهذا التعيين في 20 ايلول سنة 1838، وبوفاة البطريرك يوحنان هرمز ثبته الكرسي الرسولي بطريركا ومنحه الدرع المقدس في 27 نيسان 1840م. سافر زيعا الى القسطنطينية لتثبيت اسم الطائفة "ملة" الكلدان رسميا/ ولمنحه الفرمان كبطريرك لها اسوة بالطوائف الاخرى ونجح في ذلك.
ويضيف البطريرك ساكو، لم يكن الاساقفة الكلدان راضين عن طريقة تعيين روما لنيقولاوس زيعا بطريركا، ولم يتعاونوا معه، امام هذه المصاعب والمشاكل قرر تقديم استقالته سنة 1847 وقبلتها روما فعاد الى ابرشيته القديمة سلماس حيث توفى في سنة 1855م . انتهى الاقتباس
اضافة، ان حقيقة استقالته لم تكن عدم رضى المطارنه عنه فقط بل كانت لروما دور اساسي في تقرير مصيره، اذ يذكر هرمز ابونا ص 177 من كتابه انف الذكر، رغم ان الرجل كان خريج كلية البروباكندا ومن المتحسمين للدفاع عن روما، الا انه نال غضب المبشرين والقاصد الرسولي وتعرض لتنكيلهم وتشهيرهم، وكما زعم في مراسلاته مع ابناء رعيته فان حياته كانت مهددة بالخطر من قبل المبشرين الكاثوليك في الموصل، لم تكن ماساة زيعا سوى البداية لموقف روما التسلطي على الكنائس الوطنية التي سعى كرادلة روما فرض هيمنتهم عليها ـ
لقد ظهرت هذه النزعة بشكل واضح بعد وفاة يوحنان هرمز ابونا وفشل المطارنه في انتخاب خلف له، مما وفر فرصة للقاصد الرسولي ان يستغل حالة الفوضى القائمة بين المطارنه، فقدم نفسه كمرشح بديل لمنصب البطريرك، فبتاريخ 6 اذار سنة 1847م كتب القنصل البريطاني في الموصل الى سفير بلاده حول تطورات ازمة اختيار البطريرك فاشار الى نقاط حوهرية:
1- بان المونسينيور "تريوجي القاصد الرسولي قد وجه رسالة الى الكلدان بموجبها اعلن نفسه بطريركا عليهم،
2- ان سكان مدينة الموصل والقرى اعربوا عن معارضتهم القوية لهذه الخطوة، وعدم موافقتهم، معربين وبشكل قاطع عن رفضهم الاعتراف بالمونسييور تريوجي كبطريرك لهم،
3- قام المبشرين الكاثوليك بتهدئة رد الفعل الكلدان بان تريوجي لا ينوي ان ينتحل مركز وصلاحية البطريرك ولكن ما يسعى اليه هو تمشية اموركم عوضا عن البطريرك،
4- كتبوا قسم من الكلدان الى البطريرك زيعا في فارس طالبين منه ان يعود الى الموصل، او يعين شخص لينيب عنه في ادارة شؤونهم، وبخلاف ذلك سيقومون بانتخاب شخص ليكون رئيس لهم ويقوم مقامه".. انتهى الاقتباس
ويذكر ساكو بان زيعا قام قبل ذلك بترتيب الابرشيات واسام لها اساقفه، عين خصمه، بطرس دي ناتالي لابريشة ابن عمر، ولورنسيوس شوعا لكركوك، وغناطيوس دشتو لماردين، وباسيليوس اسمر لديار بكر، ويوسف اودو لعمادية، كان معظم هؤلاء الاساقفة من رهبنة دير الربان هرمز،
حملت الكنيسة الجديدة عقيدة كنيسة روما الكاثوليكية، خلافا لعقيدة كنيسة المشرق لتكون منافسة لها، متهما اياها بالهرطوقية، فسعة بكل قوتها وسطوتها على تفتيت كنيسة المشرق واحتواء اتباعها، رغم محاولات زيعا اظهار ولائه وخضوعه للمبشرين الكاثوليك في محاولة لنيل رضائهم وكسب ودهم فوقف موقف العداء لكل ما يتعلق بكنيسة المشرق، ولكن خضوعه لم يسعفه في نيل رضا القاصد الرسولي، عندما اراد ان يمارس دوره كبطريرك، فادى ذلك الى النقمة عليه بعد ان اتهم بشتى التهم ومنها السرقة،؟.
وتحت ضغط القاصد الرسولي والقنصل الفرنسي في الموصل تمت عملية نفيه الى ايران، تحت ستار انه استقال من منصبه، في حقيقة الامر كانت عملية الهروب القسري له من الاراضي الواقعة تحت الحكم العثماني،.
رغم ان زيعا اراد ان يكون كاثوليكيا اكثر من القاصد الرسولي "ملكي اكثر من الملك" وضد كنيسة المشرق يذكر الدكتور هرمز ابونا في كتابه انف الذكر ص 160- 163، وعن دائرة وثائق الخارجية البريطانية، "يذكر القنصل البريطاني في الموصل في تقريره المرفوع الى سفير بلاده في القسطنطينية مؤرخ في 11شباط برقم اف او . 195 / 228 يتحدث القنصل، عن الحالة الماسويه للاعداد الهائلة من الجرحه من مذابح بدر خان بك الذين وصلوا الموصل جياع عراة تتفشئ بينهم المراض بالاضافة الى جوع وحرمان ولم تقدم لهم اية مساعده وعناية، لا بل وكما يقول القنصل وصل الامرالى الموقف العدائي للبطريرك نيقولاوس زيعا "ضد هؤلاء اللاجئين عندما منع من دفن احد ضحاياهم في مقابر الكلدان، متهما المتوفي بالكفر والهرطقه ناسيا باعتباره نسطوريا ونسى او تناسى بان اجيالا عديدة من اباءه واجداده عاشوا وماتوا وهم يؤمنون بعقيدة الرجل المتوفى، ودفنوا في ذات المقابر المنتشرة في بلاد ما بين النهرين التي رفض ان يدفن فيها، ويواصل القنصل سرديتة للحدث فيقول، فلمدة ستة عشر قرنا السابقة وحتى تاريخ متاخر يعود الى ماقبل سبعين سنه، فان جميع مقابر الكلدان في هذه البلاد تعود الى النساطرة الذين شواهد قبورهم وما كتب عليها لا زالت باقية كشهادة على تلك الحقيقة.. ويضيف القنصل وفي الاخير فان السريان اليعاقبة وافقوا على السماح بدفن الجثة في واحدة من مقابرهم".. انتهى الاقتباس
ويذكر البطريرك لويس ساكو ص 176 بان البطريرك زيعا هو من ادخل تناول السمك في الاصوام، ومنابر الاعتراف في الكنائس، ونصب الجناز ومجالس العزاء في اليوم الثالث،. وتوفى في منفاه في ايران عام 1855م" انتهى الاقتباس
ويذكر الدكتور هرمز ابونا، بان الاب يوسف حبي "كتب بخجل عن تلك الممارسات قائلا: يد كاثوليكية متاخرة قامت بالعبث بالاضرحه وعملت على تشويه شواهد قبور البطاركه وازالة صورة ايمان البطاركه المنقوشه على الصخر" ..
هكذا كان اسلوب تشويه الفكر العقائدي لكنيسة المشرق مدخلا لتفريق ابناء الكنيسة، لكسبهم الى كنيسة روما، التي تراجعت واعترفت بحقيقة ايمان وعقيدة كنيسة المشرق، اذ اكد الاعلان الصادر في روما بين قداسة البابا وقداسة مار يوخنا بطريرك الكنيسة الشرقية الاشورية في /22 /22/ 2007 انتهى الاقتباس
ويحدثنا البطريرك ساكو في ص 177 من كتابه، نقلا عن كراس كتبه بيده يوسف اودو يقول "ولدت انا يوسف اودو الالقوشي سنة 1893، وفي سنة 1813 وشحت بالثوب الرهباني، وفي سنة 1822 رسمت كاهنا وفي سنة 1825 رسمت مطرانا وفي سنة 1847 اصبحت بطريركا"..
ويضيف ساكو ممن الملفت للنظر ان خمسة رهبان رسموا اساقفة خلال ثلاث سنوات، باسيليوس اسمر من تلكيف واغناطيوس دشتو من تلسقف "1824" ويوسف اودو سنة 1825 من القوش ولورنسيوس شوعا من تلسقف وميخائيل كتولا من تلكيف 1826 بناء على رغبة الاب جبرائيل دنبو (رئيس دير ربان هرمز/ القوش) في اسهام الرهبنة الفتية في نهضة الكنيسة الكلدانية، ويضيف البطريرك ساكو لكن الظاهر الهدف كان تقليص نفوذ مار يوحنا هرمز من عائلة ابونا، البطريركية، "..
لقد رسم اودو اسقفا على الموصل في امد بوضع يد المطران اوغسطين هندي خصم مار يوحنا هرمز "1830 – 1838" رفض يوحنا هرمز هذا التعيين وارسل اودو الى العمادية، خلقت هذه الرسامة صراعا موجعا بين الشخصين، وشكلت حزبين "حزب حناني وحزب يوسفي" من الموسف ان الاثنين لجا الى السلطة المدنية لفض نزاعهما، وبوفاة اوغسطين هندي الغيت بطريركية امد وتوحدت البطريركية الكلدانية باعلان يوحنا هرمز بطريركا اوحد لها، ..
وبعد استقالة زيعا بعد سبعة سنوات (1840 – 1847) اختار الاساقفة في 13 كانون الاول 1847 المطران يوسف اودو بطريركا. كانت بطريركية اودو مليئة بالمشاكل والتحديات الداخلية والخارجية. في 30 تموز 1859 رسم اودو الراهب روكس خنجر خان مطرانا لابريشة البصرة باسم توما، وكلفه ان يذهب الى الهند ليتفقد كلــــــدان الملابار ولكنعندما علمت روما بالخبر طلبت من البطريرك سحبه فامره بالعودة الى ابريشته، ..
والاهم عندما دعا البابا بيوس التاسع في 8 كانون الثاني 1869 الى مجمع مسكوني "الفاتيكان الاول لتدارس تعليم الكنيسة، واثناء انعقاده اعلنت عصمت البابا في مجال عقيدة الايمان في 20 ايلول 1870، اشترك البطاركة الشرقيون في المجمع ومنهم البطريرك اودو الذي اعترض على العصمة والتدابير القانونية الجديدة، وقاطع المجمع وعاد الى العراق من دون ان يوقع على اعماله، حاولت روما بشتى الطرق استمالة البطريرك، واعدة اياه باستعادة سلطته على كلدان الملبار، وابقاء الحقوق والتقاليد والطقوس كما كانت، شرط ان يوقع البطريرك على اعمال المجمع، رضخ البطريرك اودو اخيرا لهذه الوعود والضغوطات ووافق على المجمع في اذار 1877 غير ان روما لم تف بوعدها،؟؟ !!
وعلى اثر تدخلات الرومانية في شؤون الكنيسة الكلدانية الداخلية والضغوطات التي مارستها عل البطريرك الى حد التهديد بالحرم، انقسم الكلدان في الموصل وبلدات سهل نينوى الى المعارضين "اليباسي" على تدخل روما، واما الموالين لها "الندائي وراح كل طرف يبث الدعاية لصالحه ، انتهى الاقتباس
ولكن هناك من يقول العكس بان الذين ظلوا مع روما "يباسي" او بوللايي، والمعارضين اسم ندايي، لنقرأ ما ذهب اليه يوسف هرمز جمو في كتابه اثار نينوى تاريخ تلكيف ص 61 وما بعدها "اهالي تلكيف كانوا وثنيين يعبدون الالهة الاشورية مثل اجدادهم الى ان اعتنقوا الديانة المسيحية في القرن الاول الميلادي على يد الرسولين مار ادي ومار ماري، وفي القرن الخامس عرفوا انهم انصار نسطور، كما عرفت كنيستهم بكنيسة المشرق، ويضيف لكنه حدث انشقاق مذهبي بين سكان تلكيف وذلك في العقد السابع من القرن الماضي "بزمن يوسف اودو" فشطر تلكيف الى فرقتين او جماعتين فالذين ظلوا مع كنيسة روميه سمو "يباسي" او "بوللايي" والجماعة الاخرى اطلقت على نفسها "بردايي" او "ندايي" وكلمة "بوللا" اسم لوثيقة كنسية اصدرها بابا رومية فلم تقبل بها جماعة الاكليروس في تلكيف، والذين قبلوها سموا باسمها اي نسبة الى الوثيقة المذكورة، وكانت كل فئة تخطى الفئة الاخرى، فجرت منازعات ومعارك عديدة بين الطرفين وحرموا التزاوج بين "اليباسي" والندايي" فطرد اليباسي اتباع البابا من الكنيسة ورفعت الصور والايقونات من الهيكل فخرجت الفئة المطرودة واتخذت لها بيتا عاديا للصلاة، وكان زعيم اليباسي المتمسكين بقانون البابا الخوري بطرس كتولا، واما زعيم الندايي كان قرياقوز حنا حكيم، جرت هذه الحوادث في ايام رئاسة يوسف عبرو. ودام النزاع نحو عشر سنوات، ويقول لقد افاد هذا الانشقاق حيث ظهر نشاط كبير على رجال الاكليروس، حيث خيل لكنيسة المشرق انها اصبحت حرة مستقلة، فنظمت احوال الكنيسة الداخلية ونال السيامة شماسة عديدون، حتى بلغ عددهم 72 شماسا على عدد الرسل و12 كاهنا على عدد تلاميذ المسيح، وفي ايام بوللا وبردي سيم القس يعقوب بودو مطرانا من قبل البطريرك مار يوسف اودو وارسل الى الهند ليراس كنائس ملبار الكلدانية، الا ان هذا النشاط لم يدم طويلا في الكنيسة الكلدانية، اذ تراجعت اخيرا امام كنيسة رومية واستدعت المطران يعقوب من ملبار فخسرت بذلك الكنيسة الكلدانية كلدان ملبار الى الابد، وكانت تلك اعظم ضربة من روماعلى الكنيسة الكلدانية، انتهى الاقتباس
واما عن انتخاب يوسف اودو لم يكن بالسهولة التي يذكرها البطريرك ساكو، اذ يذكر الدكتور هرمز ابونا في ص 184 وما بعدها، بان ازمة بطريركية الكنيسة الكلدانية التي تفجرت مع تفجر غضب روما على نيقولاوس زيعا، واقصاءه من منصبه كبطريرك لهذه الكنيسة كانت من بين القضايا الاكثر حساسية، بذلت فرنسا جهود مضنية للتاثير في مجرى الاحداث في مسعاها لاخضاع الطائفة وقمع كل محاولة لها للمحافظة على استقلالها،
بعد تنصيب المطران يوسف اودو وكيلا بطريركا، لان زيعا كان لازال البطريرك الشرعي، ولكن البروباكندا "مجمع انتشار الايمان" والقاصد الرسولي اعلنوا استقالته من مركزه فقاموا بتعين يوسف اودو موقتا للبطريركية،. وبعد شهرين كما ورد بتقرير القنصل البريطاني في 16 نيسان 1847، ورد امر من الباب العالي لاسعد باشا والى الموصل ووجدي باشا يامرهما بالقيام بانتخاب بطريرك جديد للكلدان،. انتهى الاقتباس
وفي مذكره مؤرخه في 14 حزيران سنة 1847م للقنصل البريطاني، يذكر بان القس بطرس ذكر للقنصل بان الباشا كتب الى الباب العالي بناء على طلب وجهاء الكلدان ونيابة عنهم ويرجوه:
1-اعادة البطريرك مار زيعا الى منصبه ورعيته.
2-حمايتهم من الموقف العدائي للفرنسيين وعملائهم.
3- عبرواعن رغبتهم بوضع حد لنشاط الفرنسيين وان لا يسمح لهم بالتدخل في شؤون كنيستهم..
ولكن الاحداث تطورت فيرفع بتاريخ 9 اب سنة 1847 القنصل البريطاني في الموصل تقريرا مفصلا برقم اف او 195 /301، عن تطورات ازمة هذه الكنيسة اشار فيه بالتفصيل الى انتقال المطران اودو من مرحلة الدفاع الى الهجوم ضد خصومه المعارضين لخطط فرنسا وروما، لتعين اودو عوضا عن البطريرك الشرعي زيعا، يوم 7 اب 1847 جمع المطران اودو الكهنة ورؤساء الدين مرة اخرى وتحدث اليهم بلهجة جافة تنمو عن روح الاستعلاء، لاسيما ضد القس بطرس، مما اجبر الكهنة الى تحذيره من اللهجة القاسية التي يستخدمها، فهاج المطران اودو وتملكه الغضب، وقال وهو يلوح بالكتاب الذي كان يحمله بيده والذي ورد اليه من البروباكندا في روما، والذي قرر بموجبه تعينه بمنصب وكيل بطريركي لتمشية امور البطريركية، لحين انتخاب بطريرك، بدل زيعا الذي تم ازاحته ونفيه من منصبه فقال المطران يوسف الودو:
"انني ساجعلهم يقبلون ليس فقط هذا الفرمان بل سيقبلون حذائي ايضاً. هنا نهض الكهنة ورجال الدين ووجهاء الكلدان وخاطبوه قائلين:
اذا كانت الجنة التي ستقودنا اليها تحتوي على حذائك فاننا لا نريدها، وغادروا القاعة، "ويستطرد القنصل البريطاني حديثه، وفي اليوم التالي قصد المطران الكلداني القنصل الفرنسي في الموصل واخبره بان سبعة من الكهنة البارزين، وعددا من العلمانيين يجب ان يجلدوا، أو يتم نفيهم من المدينة وعلى الاخص القس بطرس والخواجة انطوان غنيمة، ......
وعندما علم المونسيور روستي المبشر الكاثوليكي بما حصل فقد ترك القنصلية الفرنسية قاصدا كنيسة مار اشعيا ممتلئا غضبا عازماً على ضرب القس بطرس امام ابناء كنيسته ولهذه الغاية حمل جذع شجرة طويل..
وصل والقداس قد انتهى لتوه وقد تجمع المؤمنين في ساحة وممرات الكنيسة، اما راعي الكنيسة القس بطرس ومجموعة من ابناء رعيته فكانوا جالسين بالقرب من المذبح، وفي هذه الاثناء وصل روسيتي وهو يلوح بعصاه الغليظة بوجه القس بطرس قائلا له: انه قادم لكي يسفك دم كهنة الكلدان المعارضين لروما او يسفكوا دمي".. فكان استغراب القس بطرس من هذا الخطاب، ؟ ........
فقال روسيتي لان شرف فرنسا يجب ان يصان باعتزاز، وان ذلك لا يتم الا بغسل العار الذي لحق بشرفها، واخذ يكيل التهم والتهديد خاصة للكهنة المتخرجين من مدرسة البروباكندا في روما، امام هذا الاعتداء ما كان من الجمهور الكلدان المحتشدين في الكنيسة الا ان يطلبوا من القس بطرس ان يوضح ماهية الموضوع، واخذ المبشر يوصل تهديد للقس بطرس، فطالب الجمهور من القس بطرس ان يسمح لهم بالرد على المبشر بالطريقة التي ترد اعتباره ووضع حد لسلوكه المشين بحق الكاهن، والقس بطرس منع الجمهور الغاضب ان يتقدم نحو المبشر، وحتى النساء طلبن بالسماح لهن بالهجوم على المبشرـ
ويضيف القنصل البريطاني بتقريره بان القس بطرس لو كان قد فقد رباط جاشه لبعض الوقت فكان،، بالتاكيد لم يكن بامكان روسيتي مغادرة كنيسة اشعيا وهو على قيد الحياة، فانتهز روسيتي الفرصة فقام بضرب القس بطرس مرتين بعصاه الغليظة وبعدها غادر الكنيسة، فاحيط باشا الموصل علما بما حصل فاكد الباشا، اننا لم نثبت المطران يوسف كبطريرك، وان ابرازه لكتاب روما، فانه شخصيا لا يستطيع ان يعترف به كرئيس للكلدان او الطائفة الكلدانية، اذ هناك بطريركا يحمل براءة من السلطان وانه عين نائبا له هنا، ومن ناحية اخرى فان القس بطرس والخواجة انطوان غنيمة قدما شكوى الى الباشا، عما حصل، وكان يتبعهما حشد كبير من ابناء الطائفة، وبعد الاخذ والرد، فقال القس بطرس انه خائف من القيام الفرنسيين بالقبض عليه، فطمئنه الباشا قائلا: سيتم القيام بالقبض على كل من يحاول تعكير الامن والسكينة بغض النظر عن جنسيته عما اذا كان اوربيا او مسلما او رعية،".
وينوه القنصل البريطاني بالقول من الصدف اثناء ما كان قاصدا السراي لكي يسلم على رجب باشا فان القنصل الفرنسي كان في ذات الوقت يقوم بمقابلة المسؤول العثماني، واصراره على مطالبة باشا الموصل ان يعترف بترشيح المطران يوسف اودو وكان جواب الباشا متسما بالرفض القاطع،..
يلاحظ بان المبشرين بين اتباع كنيسة المشرق واتباع كنيسة السريانية والارثوذكسية والطوائف المسيحة الاخرى كان واحداً، فكان جهاد القوى الغربية من اجل مصالحها المستقبلية وما يتعلق بتقسيم الامبراطورية العثمانية الضعيفة والسيطرة على اقاليمها الغنية لا سيما مابين النهرين، فكان التوجه للسيطرة على الكنايس الوطنية مدخلا لتحقيق ذلك الطموح..
كما ورد امر من الباب العالي لاسعد باشا والي الموصل ووجدي باشا يامرهما بالقيام بانتخاب بطريرك جديد،، في 16 نيسان 1847 قدم السفير البريطاني شكوى ضد الفرنسيين الى الحكومة العثمانية فيما يخص نشاطاتهم ومواقفهم من الطائفة الكلدانية، لانها كانت قد حصلت على موطئ قدم لها بالمنطقة عبر تدخلها في الشان الكلداني، وسعيها لضمان تنصيب الرئاسة الروحية لهذه الكنيسة للمحافظة على مصالحها،
كان اقصاء البطريرك زيعا قد افرز الكثير من الدروس والعبر وفي مقدمتها الموقف الصلب للطائفة االكلدانية في الدفاع عن حقوقهم. في تقرير للقنصل البريطاني في 6 ايلول 1847 بانه رصد المساعي الفرنسية لاخضاع طائفة الكلدان لنفوذ الفرنسي،
استلم الباشا امر وزاري يثبت القس دميانوس كوكيل بطريركي تمشيا مع الالتماس الاول لكلدان، هذا الامر كان من المقرر قراءته للجمهور الا ان القنصل الفرنسي اقنع الباشا بان لايفعل ذلك حتى اشعار اخر، ورغم ان الباشا بدا يتراجع امام الفرنسيين، الا ان الكلدان ارسلوا مبعوثا عنهم مع رسائل الى البطريرك زيعا وبعد يومين من مغادرة حامل الرسالة سمعوا بعودته، شككوا بالامر وعندما اوقفوه ادلى بافادته بانه دفن الرسائل على ضفة نهر يبعد اربع ساعات من هنا، فارسل الباشا المبعوث بصحبة الجنود وتم العثور على الرسائل مفتوحه وممزقه، وكان للكلدان اسباب مقنعه بان تلك الرسائل وقعت بيد المطران اودو، وطلبو من الباشا ان يجلد المبعوث لكي يعترف، ولكن تدخل القنصل الفرنسي حال دون ذلك.. فكتب المبشرون الى مقرهم وكذلك للمطران الكلداني في سلامس لكي يحصلوا من البطريرك زيعا على الاعتراف منه " لتقديم استقالته ". ولكن بدون جدوى.
ويختم القنصل البريطاني بالقول: وبناء على هذا فان المطران يوسف اودو قام بتحريم الحزب البطريركي المؤيد لزيعا "من الكنيسة وبصعوبه بالغه يمكن الجهاء وممثلي الطائفة من السيطرة على العامة وحاولوا دون قيامهم باعمال عنف لطرده من الكنيسة، باختصار فان الامور ان لم تحسم من قبل الحكومة بشكل ودي فان الانفجار واقع لا محالة قريبا "..
التوقيع القنصل رسام ..
لنقرا ما يذكره بطرس نصري ص 431 من كتابه ذخيرة الاذهان ج2، اشترط مجمع انتشار الايمان بعد ان كان الكرسي الرسولي قد اصدر المنشور بتقرير البطريركية البايلية في شخص مار يوحنان بامر بيوس الثامن في 3 تموز سنة 1830م، على يد قاصده السيد كوبري مع مار يوحنان لما حلة من التبطيل وإعادة الى منزلته الأولى ان يدع الأساقفة المسامين حديثا يتصرفون كل في ابرشينه او ان يعين لهم ابرشيات اخرى اذا امتنع تركهم في ابرشياتهم، فلبث مار لورنسيوس شوعا في كركوك ومار ميخائيل كثولا في سعرت واقام مار اغناطيوس دشتو في بيته بصفة قسيس الى ان عين اسقفا على ماردين على عهد مار نقولاوس زيعا البطريرك كما سوف نرى.. ولم يبقى من منازع لمار يوحنان سوی مار يوسف اودو، اعتقد ان سياميذه على نينوى وهي الموصل تؤتيه حقاً لازماً الاستيلاءعلى هذه الأبرشية، وقد فاته ان الكرسي الرسولي ولو كان قد أبطل ماريوحنان من التصرف في ابرشيته الا أنه لم يزل بعده مطرانا حقيقيا عليها ـ
سيامیذ مار يوسف على نينوى لا يخوّل هذا الحق. لان نينوى ليست الموصل في ذاتها فضلاً عن انها اليوم خراب. فرأى السيد كوبري لما منع مار يوسف من المداخلة في ابرشية الموصل ان يعرض له احدى هاتين الابرشينين زاخو وسنجار التي كانت مأهولة من الكلدان يومئذ. فابي مار يوسف وطالب ابرشية العمادية،. فلم يرض مار يوحنان ان يوليه عليها، فلما خاب امل مار یوسف صار يستعين بالقوة المدنية والتحركات المنافية لروح المحبة والطاعة ليتداخل في القرى ولاسيما في القوش ويستقوي على نده، ونجم عن هذا التدبير نزاعات بين مار يوحنان ومار يوسف اودو يطول شرحها وتألف من جديد حزبان مضادان لم يزالا من عشر سنين اعني من سنة 1825 الى 1835 م يعرفان باسم حناني ويوسفي، وجرى خاصة في الموصل والقرى المجاورة وكان وجوه الحزب الحناني آل بيت الحلبي وعيسى الرسام ويوسفاني ومن يتبعهم. وكانوا اكثر عددًا ونفودًا ووجوه الحزب اليوسفي آل بيت الصائغ . وبيت دغدو ومن يتبعهم ، وكان وجهاء كل حزب يسمون في المدافعة عن رئيسهم وابعاد رئيس الحزب الآخر من الموصل بالقوة المدنية ووضع الجرائم عليه وتحبيسه اما مار يوحنان فلما رای تمرد مار يوسف على امره وامر الكرسي الرسولي ابطله من التصرف بالاسرار، فثارت بقوة اعظم دار الخصومات بين الحزبين، وكان كل حزب ساعياً في تنجيح رئيسة وإنفاق المال لتوطيد آماله ، وكان كل ذلك لاجل الاستبداد والرئاسة.
لما راى مار يوحنان ان مار يوسف اودو لم يكترث برئاسته استعان بقوة الحكومة وأودعة السجن واغرمه في حكم احمد بن خرمة سنة 1830 الا ان الحزب اليوسفي تغلب على الحزب الحناني سنة 1833ونفى مار يوحنان في حكم محمد سعيد باشا بسعي شمعون صراف باشي والياس ترزي باشي. وبلغ من احد الشامسة وهو الشماس عمانوئيل بن هرمز الصباغ الى هذا الحد الوقاحة حتى انه ابطل في صلاة الرمش اسم مار يوحنان من الكاروزوثا في بيعة مسكنة في الموصل فاشتعلت نيران الفتن بين الحزبين المتخاصمين ولما عاد مار يوحنان من بغداد الى الموصل سنة 1835 وجد حزبه مستفحلاً وقدر بسعي المطران ايليا سفرو ان يلقي مار يوسف والقس حنا رئيس الدير وبعض الرهبان في قلعة العمادية بامر رسول بك باشا راوندوز لانهم لم يهدأوا من اثارة القلاقل والانجاس بين الطائفة. ولبثوا في هذا السجن الضيق نحو اكثر من سنة، ويضيف ولم يكتفي مار يوسف اودو عن التحركات والنزاعات، والادعاء بابريشة الموصل الى ان ارتضى مار يوحنان بان يوليه على العمادية التي كان يتوق ذاك اليها،. وذلك بعد ان تدخل السيد كوبري فارسل من بغداد القس اندريا ليستميل هذين الحبرين الى الصلح، فاخذ هذا معه ماريوسف اودو مصحوبا بوجوه الطائفة وادخله على ماريوحنان وهو في القوش، وبعد العتاب الطويل اجاب مار يوحنان الى التماس الحاضرين، خول ماريوسف ابريشة العمادية، ويضيف نصري بان ان ماريوسف اودو جاهد كثيرا لاهتداء الاقوام النسطورية، فاهتدت على يده
1- القرى الواقعة في ناحية المزورية والشميكان
2- القرى الكثيرة التابعة لقضاء العمادية
3- ناحيتا زاخو ودهوك
4- القرى الملحقة بقضاء عقرة والزيبار
5- قرى نوهدرا المجاورة لدير مار هرمز ..
لاحظوا متى اصبحت هذه القرى كلدانية كاثوليكية ؟؟ ،؟؟
في الحلقة القادمة سنتحدث عن مسيرة البطريرك يوسف اودو في الكنيسة الكلدانية .... بعون الله ..
يعكوب ابونا ....... 6 /3 /2025
المتواجون الان
869 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع