كـتـاب ألموقع
خاطرة// اعداد نبيل يونس دمان
- المجموعة: نبيل يونس دمان
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 12 كانون2/يناير 2024 10:52
- كتب بواسطة: اعداد نبيل يونس دمان
- الزيارات: 757
اعداد نبيل يونس دمان
خاطرة
اعداد نبيل يونس دمان
رواها الصديق الأستاذ نوئيل ابلحد عوديش (رحمه الله) في جلسة بمقهى في سان دييغو بتاريخ ١٧- ٨- ٢٠١٩ فقال:
صادف وجودي في بغداد بعد ثورة ١٤ تموز المجيدة ١٩٥٨، اتفقنا مجموعة من الأصدقاء للذهاب الى سينما الخيام التي كانت في وقتها من سينمات الدرجة الأولى والكائنة في بداية شارع الرشيد، وكان الفلم هندي بعنوان (الأم) من رواية الكاتب مكسيم غوركي، وكان الإقبال شديداً ولذلك لم نستطع الحصول على مكان للجلوس داخل الصالة فوقفنا على بابها نتابع ما أمكننا من الفلم.
مرت لقطة امام الجمهور يظهر فيها اقطاعي يحاول التحرش بفلاحة تعمل في حقله، كان الموقف حساساً ومثيراً مما حدى بأحد الحاضرين بالوقوف والشروع بإنشاد مقطع من قصيدة الشاعر محمد صالح بحر العلوم ( اين حقي؟ ) بحماس والتي كانت ذائعة الصيت آنذاك:
كم فتى في الكوخ أجدى من أمير في القصور
قوته اليومي لا يزداد عن قرص صغير
ثلثاه من تراب والبقايا من شعير
وبباب الكوخ كلب الشيخ يدعو: أين حقي؟!
من احدى مقصورات (لوج) الطابق الأعلى صدح صوت العقيد ماجد محمد امين المدعي العام في محكمة الشعب التي كان يرأسها العقيد فاضل عباس المهداوي، وهو يطلق نداءه (أعد.... أعد....) فسرى تصفيق حاد بين الجمهور، وبدلاً ان يعيد صاحب الصوت الجهوري المقطع من القصيدة، أضاف المقطع التالي:
وفتاة لم تجد غير غبار الريح سترا
تخدم الحي ولا تملك من دنياه شبرا
وتود الموت كي تملك بعد الموت قبرا
واذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقي؟!
فالتهبت الصالة وخارجها بالهتاف والتصفيق، فكانت لحظات أنعشت ارواحنا وادخلت الفرح الى قلوبنا الفتية الحالمة بالمجتمع الحر والشعب السعيد.
nabeeldamman@ Hotmail.com
California January 9, 2024
المتواجون الان
594 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع