اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• متى تنبثق الحكومة الجديدة؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

متى تنبثق الحكومة الجديدة؟

 

     هذا هو حالنا الذي اعقب الدكتاتورية، فعلى مدى عقود من الضيم والقهر، كنا نعقد الامال بعد سقوطها، وفي اشد لياليها ظلاماً، كانت تغزونا الاحلام الوردية، وتدغدغ مشاعرنا تصورات البديل الديمقراطي، ولكن الديمقراطيون في الاسم ومن ركبوا الموجة، احتكروا العمل السياسي وادارة مؤسسات الدولة ان وجدت، وكأن السلطة سجلت( طابو) بإسمهم او سقطت عليهم من السماء، متناسين انهم جاءوا يلهثون خلف الدبابات الامريكية، صحيح ان فيهم من ناضل وقدم التضحيات ولكن القسم الاكبر هم من الانتهازيين الذين تراهم في كل العهود مستفيدين، واعتقد ان المناضلين الحقيقيين ضد الدكتاتورية ممن دخلوا سجونها وحملوا السلاح بوجهها، ومن الذين عرفتهم سوح النضال من جنوب الوطن وحتى شماله، لم يحققوا غاياتهم التي ليست مكاسب ذاتية، بقدر ما هي وجهتهم لبناء الدولة العصرية، التي يبدوا انها ليست سهلة بل صعبة المنال ويطول امدها. في هذا الصدد اقتطف فقرة من مقالة بعنوان( مؤتمر لندن تحصيل حاصل) كتبتها بتاريخ 26- 12- 2002 اقتطف الفقرة التالية" ان الدكتاتورية في بلادنا ليست هيّنة, وليست قطعة عجين يسهل تقطيعها, بل هي منظومة من الايديولوجية العنصرية وانواع خطيرة من الاسلحة واكداس من الاموال فلن يكون يسيراً معالجتها ولن تتحول الى كم مشلول بضربة خاطفة, بل يكون ذلك بتعقل وروية فالنظام القائم ليس فقط عصابة من اشخاص تجردوا من ضمائرهم وانسانيتهم بل ايضاً منظومة من الاقتصاد والسياسة والاجتماع والديماغوجيا, كلها بحاجة الى تفكير معاصر يفكك تلك المنظومة ويبتعد عن الارث القبلي الذي يوفر الارضية نحو الانتقام وتصفية الحسابات, فالتشوهات التي احدثها النظام في مجتمعنا ولعشرات من السنين لن تزول الا بمعالجات ناجحة وربما لعشرات اخرى من السنين حيث يأتي جيل جديد يعيد العافية اليه. فهل نحن مستعدون لتشييد دولة القانون وبالحكمة التي وهبتها ارضنا منذ عشرات القرون, اذا وفر لنا الزمن فرصته التاريخية ؟

     لنعود الى الكتل السياسية التي خطابها ديني او قومي، وبتعبير صريح غير شامل عموم الشعب، فقد جربت قيادة تلك الكتل السلطة من خلال عدة دورات وزارية، ولكنها لم تستطع وضع حد للعنف والاضطراب الامني، ولا التقدم في حقل الخدمات، ولا رفع وتيرة الاقتصاد، ولا اقامة علاقات مستقرة مع دول الجوار، وغير ذلك مما لا يعد ولا يحصى.

     أسوء شيء حدث ويحدث في عملية استلام وتسليم السلطة، هنا ينبغي ان تسود الروح الرياضية عند اي منعطف، يجب الحيلولة دون حدوث فراغ سياسي ولا احتكار للسلطة، بل تداولها باسلوب حضاري يتماشى مع العصر، كفى العيش بعقلية القرن الماضي، بل الاسراع باللحاق بالامم، لقد شهدنا جميعا عام 2006 متاعب تسليم السلطة، وها اننا الان نعاني مخاضاً عسيراً لولادة الحكومة الجديدة، ليثق اي مسؤول يغادر موقعه في قمة السلطة، ان كانت له مكانة في قلوب الشعب، فانه اي الشعب  يعيده ثانية اليها محمولاً على الاكتاف.

     لنفرض انني وصلت موقعاً عن طريق حزب او كتلة، ينبغي حالاً وعند الممارسة ان اخرج من شرنقتي، واكسر قشرة البيضة وارميها جانباً ان صح التعبير، لأفتح ذراعي للشعب واصبح خادما له وساهرا على مصالحه، دون تفريق على اساس الدين او القومية اوالطائفة او العشيرة، واضعاً نصب عيني باستمرار بان المواطنين سواسية امامي.

     قلتها مرة واكررها الان، لو وضع الفائزون بالمناصب في قلوبهم محبة الله والوطن لما اختلفوا على الكراسي، ان حب الوطن في مدياته القصوى، ان يقبل الانسان التضحية بكل ما يملك في سبيله قولاً وفعلا، لو كانوا كذلك، لحسموا المسألة منذ زمن، ولتنازلوا لبعضهم البعض بروح ديمقراطية، وتبادلوا الادوار بعد فترة الاستحقاق القانوني. ما الضير ان اكون معارضاً واشعر بمسؤوليتي كما الجالس فعلا في كرسي المسؤولية، وما الضير ان تكون هناك حكومة ظل ترقب الفعلية وترشدها، هنا يبرز دور الصحافة( صاحبة الجلالة) التي يفترض ان تواكب العملية السياسية بجانبيها الايجابي والسلبي.

     ان اداء الكتل الفائزة ضعيف لان تشكيلها خاطئ، وبذلك لا يعطي النتائج المرجوة، على المدى البعيد يتراجع ويختفي التحزب الديني والقومية الضيقة، وبمعنى ادق الطائفية، هذا المرض الذي كان موجودا من عهد النظام السابق ولكن لم يكن مستفحلا وخطيرا كما اليوم. الدين ليس بحاجة الى حزب سياسي ولا بحاجة لمن يدافع عنه بالسلاح او الميليشيات، أليس الله قادراً على كل شيء؟ ، في عالم اليوم، عالم القرن الحادي والعشرين، عالم الانترنيت والموبايل والروبوت والريموت كونترول، ستتلاشى وتزول مفاهيم القومية الضيقة( الشوفينية) وتصبح في عداد الماضي ومتحف الانتيكات.

     باستمرار أعد تصحيح الاوضاع وتحسنها عند تسلم جيل جديد المسؤولية، جيل لم يذق طعم الدكتاتورية، ولم تتسرب الى افكاره وثقافته وتأهيله افكار البعث الضارة في اي مجال من مجالات الحياة، وحتى يمضي كل شيء طبيعياً، لحين بلوغ تلك المرحلة المتقدمة، ينبغي اختصار الزمن والطريق لبلوغ تلك الحالة، وذلك بتسريع التحولات الجارية في البلد منذ عام 2003. شاء الطائفيون ام أبوا اننا سائرون نحو الدولة العصرية والديمقراطية، كل انتفاع غير شرعي او تخريب او سوء استخدام السلطة سيزول تدريجياً وسيعرض اصحابها للمحاسبة، وان تبعات جرائمهم تمس اولادهم واحفادهم من بعدهم، في ذلك الزمن القادم يتوارون عن الانظار، ويحاولون الهروب ولكن ليس من مهرب، وسينالون جزائهم العادل امام الله والشعب.

     باعتقادي ان الحكومة الجديدة يجب ان تنبثق باسرع ما يمكن، وارى في تكليف شخصية علمانية لترؤسها مؤشراً في الاتجاه الصحيح، ان وجهتي نابعة من منظاري الواقعي، والذي يرى في فلسفة الغيب كل مشاكل البلاد، وان المشروع الديني–  السياسي لا يقدم بل يؤخر عملية التطور، وأطمح ان يُثبت شعار فصل الدين عن السياسة، أسوة بأوربا التي تطورت انطلاقاً من ذلك المبدأ الذي لم يفرضه عليها احد بل استنتجته بتجربتها. ها نحن في العراق للاسف نعيد نفس التجربة المكلفة لأوربا القرون الوسطى، هنا اهيب بالجميع الاطلاع على دروس التاريخ لاستخلاص النتائج الصائبة، أود القول ايضاً بانه لا توجد كتلة او مجموعة مثالية وكل شيء ستطبقه 100% بل هي نتاج نفس الواقع، وحتماً سنواجه مرة اخرى عناصر فاسدة، انتفاعية، سيئة، ولكنني واثق من سلطة الشعب ومن دور صحافته، ومن الجماهير التي تُضرب وتنزل الى الشارع لتعرية تلك العناصر حال ظهورها، ولنا تجربة مع وزير التجارة السابق ووزير الكهرباء هذه الايام.

     التوفيقية ليست صالحة على العموم، ولكن تفرضها ظروف العراق الحالية وهي أهون  كثيراً من: قومية استعلائية عنصرية، او سلفية اصولية رجعية، وبكلمة اخرى ارى مشاركة كل الكتل الفائزة حسب نسب استحقاقها الانتخابي، شريطة ان تكون لديها الرغبة والعزيمة لتحمل المسؤولية، فالخلل ان وجد وهو موجود فعلاً، ناتج من القانون الناقص الذي اجاز تلك الكتل بمسمياتها الطائفية.

من شأن التوفيقية ولنسمها بالاسم الاكثر قبولاً وهو( الشراكة الوطنية) من شأنها تهدئة الحالة في العراق، فتمهد السبيل لوضع لبنات اولى في بناء الدولة العصرية، لا ارى انها وضعت للآن، وحتى نراها ظاهرة، وبات العالم ينظر الى العراق بمنظار آخر من خلال اداء حكومته الجديدة لسنة 2010 وما بعدها، فاننا سنصل يوماً الى البنيان الشامخ الذي يقاوم عاديات الزمن، لا اقول ان طريقاً مفروشاً بالورود ينتظر الحكومة الجديدة، بل تنتظرها صعوبات جمة، ومهام جسام، ويظل المستقبل باسماً لشعب التضحيات، الشعب الذي يستحق الحياة، شعب العراق سليل الحضارات!

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

July 01, 2010

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.