اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ضحايا سيدة النجاة في حضرة الرب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم نبيل يونس دمان

 

 مقالات اخرى للكاتب

·        ضحايا سيدة النجاة في حضرة الرب

 

     هزت العالم جريمة مقتل العشرات من المسيحيين  في كنيسة سيدة النجاة ببغداد العاصمة، وفي مقدمتهم اثنان من الكهنة الشبان، ان الحدث بمستوى تفجير مسجدي سامراء عام 2006. لم تذهب تلك الدماء وكل الدماء المراقة على امتداد خارطة العراق هباء، فقد استجاب الرب لها، فحرك قلوب الساسة العراقيين للتعجيل في ولادة الحكومة الجديدة التي طال امد انتظارها، في هذا الخضم جاءت دعوة الرئيس مسعود البارزاني للمسيحيين للتوجه الى كردستان حيث الملاذ الآمن والخدمات، لا يسعني هنا الا ان اشكر الرئيس، وهذا عهدنا به في ايامنا الصعبة التي نمر بها.

     اما رئيس الوزراء السيد نوري المالكي فيطلب من المسيحيين ان يبقوا في بلدهم كونهم من عمق الحضارة، الان وقد تجددت ولايته لدورة ثانية نقول له ولغيره من مسؤولي الدولة العراقية في كل مفاصلها وهم في حلتهم الجديدة بعد التطورات الواعدة، ان امامهم المسؤوليات التالية:

1- البحث العميق في كيفية تحول العراق السريع الى بلد آمن ومستقر ومرفه، لمواطنيه عامة وللمسيحيين خاصة كونهم سكانه الاصليين.

2- الانتباه الى مطالب المسيحيين وفي مقدمتها تقديم الخدمات لهم في بلداتهم وقراهم واماكن تواجدهم، وابعاد ذوي النزعات الشريرة والعنصرية من اماكن تجمعاتهم، علما بانهم يرتبطون تاريخيا بأوشج العلاقة مع مكونات شعبنا الاخرى من عرب واكراد وتركمان وشبك وأيزيدية.

3- ايجاد عمل للعاطلين منهم وذلك بقيام مشاريع عمل متنوعة، واشغال وظائف في كل مؤسسات الدولة، وجعل من يقودهم ويمثلهم ينتخب ديمقراطيا.

4- الحفاظ على اثارهم بل البحث العميق عن اثارهم المدفونة في الارض وما تتكلم به كتبهم التاريخية والتراثية الباقية منها وما اودع في متاحف الغرب، وترميم دور عباداتهم التي تضررت في السنين الماضية.

5- المسيحيون هم بوابتكم الى العالم، في الايام الماضية كنتم شهودا بان العالم حبس انفاسه وكتم غيظه تضامنا مع ضحايا كنيسة سيدة النجاة في الكرادة، وقد وقعت الجريمة  مع سبق اصرار الارهابيين وتهديداتهم المتواصلة في استهداف هذا المكون الاساسي للشعب العراقي.

6- لا تدعوا حماسكم يفتر مع انتهاء الحدث بل بالاستمرار في التضامن معهم ومساعدتهم خصوصا في امور قانونية وقرارات دائمية تستمر الى عقود من السنين وبذلك تضمنون مستقبل العراق في ان يجد مكانه اللائق بين الامم.

7- حين يتحدثون عن الفتنة بين المسلمين والمسيحيين فان كان المقصود على الساحة العالمية فهذا بحث اخر، اما اذا كان يقصد داخل العراق فالكلام انشائي وخيالي على الاطلاق، المسيحيون اقلية ضئيلة ضامرة مستضعفة طوال قرون فكيف تكون طرف في فتنة او صراع مع المحيط المسلم بسلطاته، باعلامه، بميليشياته، ارجو ان لا يتكرر هذا الكلام الذي لا يصدق به حتى الصبيان.

 8- هناك موضوع هام جدا وهو تضمن الخطاب الديني المس بمعتقداتهم ونعت المسيحيين بشتى النعوت، من صليبيين الى اولاد الخنازير الى كفرة ومشركين وغير ذلك، كل ما مر يشجع الجهلة والمشردين في الازقة لايذائهم ومضايقتهم واستهداف حريتهم، يتطلب التحرك السريع لمتابعة الخطب الدينية الموجهة من المنابر واجهزة الاعلام والنشريات ليس فقط منعها  بل معاقبة مثيريها.

9- ان المسيحيين بينكم كالورود النضرة في كل ما للوصف من معاني، فلا تجعلوا هذا التنوع يزول واذا زال فلن يرجع ابدا، وحينها تصبحون بمفردكم في مواجهة الاعاصير التي تبتغي اجتياحكم. ان مصلحتكم الحقيقية في بقائكم وتسليم المجتمع المتنوع الموروث الى اجيالكم القادمة هو في المحافظة على الاقلية المسيحية المتبقية، قبل ان تنقرض كما انقرضت قبلها الطائفة اليهودية قبل حوالي النصف قرن.

10- هناك ممثلين للمسيحيين في البرلمان العراقي وفي برلمان كردستان، وفي مجالس بعض المدن، يتطلب في كل مراجعة او اجتماع السماح لهم بعرض اوضاع المسيحيين، فتنصتوا لهم في جوارحكم وتستجيبوا ما امكنكم ذلك الى مطالبهم، وبذلك تضمنوا ليس بقائهم فحسب بل عودة معظم النازحين بسبب الاحداث الى وطنهم الحبيب للمساهمة بكل طاقاتهم في بنائه وايصاله الى الذرى كما تستند اليه قاعدته الحضارية التي ينحني امام عظمتها عالم اليوم.

في الختام، هذاغيض من فيض، لجلب انتباه الحكومة الجديدة والشارع العراقي والوسط الثقافي لما يعانيه المسيحيين، مع تطلعهم الدائم الى الاستقرار والحرية وتقدم العراق نحو الازدهار والسعادة لكل مواطنيه.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

November 12, 2010

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.