اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

منشأ التطرف – اجتماعيا – عقائديا – سياسيا// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

منشأ التطرف – اجتماعيا – عقائديا – سياسيا

يوسف زرا

القوش

 

منذ ظهور العقد الاجتماعي على أسس – قيم – تقاليد (اجتماعية) وأصبح ذات تقبل مباشرمن قبل القاعدة العريضة للناس البسطاء وكسلطتين بدايتين وكفرضيه تاريخية للحالة الاجتماعية والفكرية للمجتمع القبلي والقرية الذي نما ثم ولد من رحم المشاعية البدائية كضرورة زمانية - مكانية لأول تجمع بشري كمحصلة للعملية الانتاجية وبشكل عفوي‘ أي لا ارادي للبني التحتية, وبشكل إرادي لظهور السلطة الفردية - الرجل الأقوى -  في حضن الاُسرة . وتم في العشيرة .

كل ذلك كان مهمة زمنية اجتماعية لتغيير نمط الحياة للمفردات اليومية المادية والروحية – تقاليد + اعراف + (الفكر الديني) - . وحسب ما يلائم الحاجة المرحلية لرؤية السلطتين (موحدة) بيد – الرموز – (رئيس القبيلة – الكاهن (رجل دين) – كنماذج تاريخية الى اليوم. مع بعض الاختلافات والمتغيرات الملازمة للعصر الحالي , وبنسب متفاوتة هنا وهناك .

ورغم استغناء بعض النظم الاجتماعية والسياسية لهذا الطراز القديم. وذلك بعد ظهور الطبقة البرجوازية الوطنية الصغيرة, ثم تطورها الى نظام رأسمالي لغالبية الدول الاوروبية الوسطى والغربية بالإضافة الى دولة اليابان والولايات المتحدة الامريكية, يقابلها ظهور الطبقة العمالية, وليدة الثورة الصناعية في القرن السادس عشر في اوروبا الغربية حصرا. علما بأن النظام القومي هو وريث النظام القبلي الاقطاعي. رافقها ظهور تقسيم اداري في غالب القارات وفق الانتساب الاجتماعي الاثني التاريخي. مدعوما من قبل السلطة ذات الاكثر نفوذا في المجتمع والاكثر تأثيرا على قاعدته العريضة . ( اي الدينية ثم الاجتماعية ) .

فان سلطة البرجوازية الوطنية, كانت متداخلة او مبطنة بالسلطة الدينية. أي نوع الحكم شبه (ثيوقراطي) . وكانت اوربا الوسطى والغربية الميدان الجغرافي الاول لنموها . واهمها -  بريطانيا - فرنسا - ايطاليا - اسبانيا ثم المانيا لاحقا. ككتلة اجتماعية سياسية صاحبة النفوذ العسكري الاقوى (مرحلة الاستعمار المباشر + الكونيالي) على العالم. وسمي بالعالم المسيحي يقابله التيار الديني المتشدد الاسلامي, والذي دخل حلبة الصراع على جغرافية فلسطين التاريخية وعاصمتها – اورشليم – والتي أصبحت مدينة ذات قدسية مشتركة (القدس) للأديان السماوية الثلاث. اليهودية وعاصمتها (اورشليم) من عهد النبي موسى, والمسيحية موطن السيد المسيح, والاسلامية باعتبارها اولى القبلتين وثالث الحرمين.

فالتحمت جيوش الكتلتين الاوربية المسيحية والاسلامية العربية في الحرب, ولعدة عقود والواقعة في العقد الثاني من الالفية الثانية. وكانت هذه الحرب اول مظهر للتطرف الديني الشامل وظل هذا الصراع والتطرف دفيناً لأجيال وأجيال, حتى ظهور الثورة الصناعية في اوربا الغربية كما جاء سابقا وانشغلت حكوماتها بالأمور الحياتية - السياسية والاقتصادية, حتى عام 1789 بانفجار الثورة الفرنسية في باريس, وما ترتب بسببها من المد الثوري ضد غالبية الانظمة الملكية, بعد سقوط النظام الملكي – لويس السادس عشر, وقيام النظام الجمهوري الاول في اوربا.

وبعد هذه الحرب الدموية بدأت الشعوب الاوروبية إعادة تنظيم وضعها العسكري, والاقتصادي. ولكن ظلت النزاعات والصراعات مستمرة في عدة أجزاء من العالم وخاصة منطقة الشرق الاوسط حتى مطلع القرن العشرين الماضي. والذي وقعت فيه حربين عالميتين دمويتين بين الكتلتين التاريخيتين ايضا بالنسبة للحرب العالمية الاولى في عام 1914 بين غالبية الدول اوربا الغربية والوسطى (اي العالم المسيحي) كما كان يسمى في حينه. وبين الامبراطورية العثمانية,. والتي كانت عاصمتها (استنبول) (القسطنطينية) سابقاً. وانتهت بعد اربع سنوات في عام 1918 باندحار الامبراطورية المذكورة, وتحرر جميع الشعوب التي كانت تستعمرها, ومنها. غالبية الدول العربية والاسيوية وشمال افريقيا وشعوب اوربا الوسطى والشرقية وكانت هذه الحرب في القرن المذكور. آخر ظاهرة للصراع الديني ظاهريا, والتحرر الاجتماعي والسياسي والفكري باطنيا. إلا أن التطرف لم يقتصر على الاختلاف الديني حتى الحرب المذكورة. مما يعني. أن جميع الحروب هي شكل من اشكال التطرف ومبررات متعددة. فان ظهور النظام المتطرف السياسي في كل من المانيا النازية بقيادة هتلر, الذي كان ينادي بأن الشعب الالماني يجب ان يقود شعوب اوربا. والى جانبه وبنفس المستوى من التطرف والسياسي والعرقي الثاني في ايطاليا الفاشية (الجنرال موسوليني) . مع تطابق مصلحة الطرفين مع مصالح اليابان, الدولة الاكثر تقدما صناعيا واقتصاديا والمنافسة مع اوربا الغربية على الاسواق الدولية والسيطرة عليها لتصريفها مختلف صناعاتها الخدمية المنزلية والحربية وغيرها .

وفعلا اندلعت الحرب الكونية الثانية, كظاهرة للتطرف الفكر السياسي والعرقي, واحتدم القتال في عام 1939 علما ان الدول الثلاثة هم ضمن النظام الرأسمالي العالمي والمهيمن على الكثير من شعوب القارتين – الاسيوية والافريقيا وغيرها. والمسمى بكتلتهم العسكرية, بدول المحور ويمثل الجانب الثاني. اي الكتلة الغربية المكونة من بريطانيا – فرنسا – الولايات المتحدة الامريكية والمسمى تحالفهم بدول الحلفاء ويمثلون الاقدم تاريخيا بتبني النظام الرأسمالي والاكثر سيطرة على الشعوب الصغيرة والضعيفة في مختلف القارات ولم يكن الاتحاد السوفياتي طرفا بالحرب المذكورة حتى عام 1941. بعد ان نقض هتلر معاهدة عدم الاعتداء بين الطرفين سابقا. مما اضطر الاتحاد المذكور دخول الحرب المذكورة, وتحمل وزرها اكثر ما تحملها الاعضاء الثلاثة وما لحق بالشعوب السوفياتية من الدمار الشامل في البني التحتية, وملايين الضحايا من القتلى والاسرى والمعوقين. والفضل الاكبر في دحر الحلفاء لجيوش المحور وخاصة المانيا. هو للجيش الاحمر السوفياتي الاول الذي دخل برلين عام 1940 وبعد تنامي القدرات العسكرية والاقتصادية لمنظومة الدول الاشتراكية وفي طليعتها الاتحاد السوفيتي . وبعد عقد من الحرب العالمية الثانية. حاولت الدول الرأسمالية الغربية وقطبها المتنامي عسكريا واقتصاديا الولايات المتحدة الامريكية. ايضا بإعادة ترتيب اوضاعها الداخلية . والتهيؤ الى مرحلة جديدة. وباستراتيجية ايضا تتناسب مع التطور الهائل في القوى العسكرية, وانتقالها الى مرحلة الحرب الباردة عام 1947 وفي منظور قادة العالم الغربي أصبح جليا عدم استحالة حرب ثالثة – (اي تماس عسكري ساخن) بين اي فصيلين من كلا الفريقين كحد ادنى.

فقد التجا الطرف الرسمالي الغربي, وبمسعى جدي من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبعد عام 1952 بوضع استراتيجية عسكرية جديدة. بأنشاء احلاف عسكرية (حلف الناتو) عام 1952. وتم انضمام المانيا الغربية اليه عام 1953 ورافقته لتحريك الصراع العقائدي والديني الاسلامي عبر خلق منظمات ارهابية مدربة وممولة ماليا وعسكريا ولوجستيا من قبل الدول الغربية وبقيادة والولايات المتحدة الامريكية مباشرة وخاصة بعد دخول القوات السوفياتية الى افغانستان عام 1979, واستفحال خطر منظمة القاعدة الارهابية والمدعومة من امريكا ودول الخليج – سعودية – قطر – امارت إضافة الى تركيا وباكستان. ومن ثم حركة طالبان التي تمكنت من اسقاط حكومة افغانستان الموالية للاتحاد السوفياتي وقيام حكومة اسلامية سنية متشددة. وانتشرت الاعمال الارهابية – قاعدة – في كل من جزائر والمغرب وتونس ومصر. واخيرا بعد اشتداد المعارضة الداخلية في سوريا وبدعم من دول حلف ناتو وبتوجيه مباشر من الولايات المتحدة الامريكية ايضا. ظهور منظمة (داعش) الاكثر دموية وابشعها. وامتداد خطرها الى العراق خلال السنتين الماضيتين. مما ادى الى سقوط مساحات كبيرة من جغرافية سوريا وثم العراق بيد (داعش) واحتلال عدة محافظات بأكثرية سنية في العراق ومنها –نينوى– صلاح الدين – واخيرا الانبار. مما ترتب عليها تهجير الملايين من ابناء العراق من كل المكونات الاجتماعية وفي مقدمتها في نينوى من اليزيديين والمسيحيين والتركمان وغيرهم. وبدعم مباشر من الخلايا النائمة للتنظيم القومي العروبي فيها .

إلا ان الارهاب المنظم الذي اصبح ذي قدرة قتالية وخبرة ميدانية وكوادر عسكرية وفنية متراكمة وكقوة, ثم الدعم المباشر ماليا ولوجستيا, وتمكن من تمديد نشاطه الارهابي في كل من سوريا, العراق, وتحقيق الدعم العاطفي لعدد من المنظمات الدينية المتطرفة, والمنتشرة في كل من صحراء سيناء المصرية وحركة بوكو حرام في افريقيا الوسطى, وحركة طالبان في افغانستان. وامتد نشاط (داعش) الى جغرافية صانعيها وهي في المقدمة الولايات المتحدة الامريكية ثم فرنسا وبريطانيا وغيرها مؤخرا اي عام 2015 حصرا .

وهناك مثل يقال. من يلعب بالنار ... فلا بد ان تحترق أصابعه, وآخر يقول – الكلب الذي تشبعه اليوم, وغدا تجوعه فلا بد ان يعضك انت قبل غيرك. وهي ظاهرة (فطرية) غريزية لدى كل كائن في هذه الارض وهي (نزعة البقاء) – وحق الدفاع عن الوجود. وفي كلا المثلين, هناك تطابق فعلي بينهما على الانسان ايضا. ما جاء في المثل الثاني أذ في اكثر من بقعة جغرافية او دولة كبيرة او صغيرة, كان التنازع او الصراع فيها – الديني – وثم المذهبي, او القومي, راكدا في البني التحتية للقاعدة الوسعة لطبقة الفقراء, اقتصاديا وثم التخلف الحضاري. وتأثير غسل الدماغ عليها. مما ادى الى اندفاع هذه الشرائح الكبيرة للانخراط في هذه المنظمات المتطرفة مدفوعة الثمن مسبقا وبسخاء مفرط. والعالم العربي والاسلامي يمكن اعتبارهما الرصيد الاوفر كمخزن للإنسان المعدم والمتخلف فكريا واجتماعيا – واقتصاديا . وأصبح هؤلاء الضحية المباشرة لذلك .

فكانت غالبية الدول الشرقين الاوسط والادنى, الارض الخصبة لمثل هذه المنظمات والعمل فيها. كسوريا – نموذج قومي متطرف – العراق – الحكم الديني المذهبي المتخلف صنيع الولايات المتحدة الامريكية بعد 9-4-2003, وثم باكستان وافغانستان, وليبيا واليمن وحتى مصر وغيرها. بعد سقوط رموزها السياسية القديمة. واخيرا. إن الهجرة العشوائية من الدول المذكورة في السنتين الاخريين حصرا الى جميع الدول الاوربية وامريكا. اصبحت اكثر مصدرا للعنصر البشري الموالي لجميع المنظمات الدينية القومية المتطرفة, وبدون اية ضوابط اخلاقية أو دينية تذكر. لان الانسان عندما يفقد مقومات وجوده الحقيقي في الحياة. فلا حدود لسلوكه وتصرفه مع اي كان وبدون منهج مسبق غير القتل والعدوان الوحشي لكل مكون يعارضه. وهو المصدر الرئيسي للإرهاب المنظم والمستثمر من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الأوربيين ودول الخليج العربي المتخم بالمال حد البلعوم والى هذا التاريخ .

وسوف تبقى هذه المنظمات, والى فترة طويلة لا تعاني من نقص لعنصر الانسان المقاتل. وهي الاستراتيجية (الامريكية + الاوربية) ومنذ عدة عقود لجعل دول هذه المنطقة وغيرها وحسب ما تمليه مصالحهم – كنظام رأسمالي عالمي. كأوسع سوق دائم لتصريف المخزون القديم والمنتج الجديد الحربي. والذي لا يمكن ان ينضب ما زال هناك الكثير من المنظمات الارهابية بحاجة اليه ... نعم هكذا نشأ التطرف بأشكاله في المجتمع الانساني. لانه لا يمكن للنظام الرأسمالي الاستمرار بوتيرة اقتصادية ما لم يكن هناك خلط للأوراق بصورة مستمرة في الكثير من بقاع العالم المتخلف لا غير .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.