اخر الاخبار:
قصف إسرائيلي على أهداف سورية قرب دمشق - الثلاثاء, 19 آذار/مارس 2024 11:01
السيول تودي بحياة شخصين في دهوك - الثلاثاء, 19 آذار/مارس 2024 10:58
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مكانة المراة بين الواقع والاستحقاق// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مكانة المراة بين الواقع والاستحقاق

يوسف زرا

 

بغض النظر عن معنى واهمية – الكلمتين – الحقوق – الواجبات . لأي انسان في مسيرة الحياة . بدءا بدور الفرد بتكوين العائلة ووحدتها الاجتماعية المتماسكة ونمو قدرتها لاجتياز المفارقات التي لابد ان تصادف درب الفرد – وثم دور العائلة بعد عبورها لأول وابسط الاعتراضات وثم اشدها وتأثيرها عليها . مما يودي فعلا الى بناء كيان اجتماعي متفاعل مع الاحداث اليومية , وضمن متطلبات البيئة الطبيعية وجغرافيتها ومناخها , يفرض على العائلة من التخصص النوعي لتطور المجتمع ككل .

    ولا بد ان نعود الى مكانة الفرد – الرجل – المرأة – (الذكر – الانثى ) وما تمليه على كل واحد من الحقوق والواجبات الاساسية وفق قوانينها الطبيعية – كنزعة البقاء – والبقاء للأفضل – وتوازن الاحياء في الطبيعة وما تأثير هاتين الظاهرتين على كل واحد منهما واتجاه مفهوم الحياة والمسيرة المطلقة لكلاهما.

    نعم : للرجل واجبات اساسية تجاه العائلة ومنذ بدء تكوينها تختلف عن واجبات المرأة الاساسية ايضا , ولا جدال فيه كعنصرين متساويين في هيكل العائلة كأفراد.

فمنذ المشاعية كان على الرجل واجبات غير ما على المرأة ولا زال . ومنها بدء المعركة مع الطبيعة وتقلباتها لإيجاد القوت اليومي . وان المرأة لا تقف مكتوفة الايدي تنتظر ما يمكن الحصول عليه لكلاهما . بل تساهم بقدرما تقوم به وفق قابليتها البدنية والعضلية وتفرغها وانها تختلف عن الرجل ويتفوق عليها نسبيا في ذلك – ثم كتهيئته ( المسكن ) كوخ – كهف – مغارة – سقيفة – بيت من الطين وجذوع الاشجار . وكذلك تساهم المراة ايضا نسبيا بذلك .

    ولكن ما فرضت سنن الحياة على عنصر المراة من الواجبات , ما لا يمكن للرجل ان يساهم بها باية نسبة كانت . لانها خصائص فسلجيةبايلوجيا فقط . وهي تجدد الحياة وبناء اجيال المستقبل . اي مساهمتها مع الرجل في مفهوم قيام الحضارة فان ما لم يكن للمراة دور الاساسي وذات تخصص فريد بانجاب ابطال من الرجال لا يمكن قيام حضارة كفوءة وقادرةعلى الوقوف منتصبة القامة , وتذلل كل الصعوبات التي تعترضها من العدو غير الانسان . ومن بني جنسه للتفاوت التقدم الاجتماعي والاقتصادي والفكري والعلمي .

    فان رحم المراة هو هبة ومعجزة الحياة , ولا يمكن ان يقابله اي تقييم مستحق بغض النظر بتمتع الرجل بالقابلية البدنية والعضلية الطليعية , فهي فسلجة الحياة للواجبات المناطة به . وكذلك الحمل والانجاب والاولاد فسلجة الحياة للواجبات المناطة بها المراة فقط .

     وكلا الفسلجتين ( الوظيفتين ) لكل من الرجل والمرأة تتساويا في القيمة الانسانية والحياة معا . سواء كانت في مفهوم الحقوق ككائنين لا فرق بينهما . او في الواجبات لانهما مهما تمتعا بخصائص ذاتية لا يمكن الفصل بينهما كعنصرين لاستمرارية الحياة ضمن العائلة, والعائلة ضمن المجتمع , والمجتمع باني الحضارة وقائدهاوحاميها وهما فعلا يمثلان الظاهرة المغناطيسية – المتشابهان يتنافران – والمختلفان يتجاذبات بشدة لبعضهما . ولا يمكن الفصل بينهما . مهما كانت . كتلتهما وكثافتهما وخصائصهما الفيزيائةمتبانية او متشابهة .    

    وهكذا لا يمكن الفصل بين التباين في الواجبات الفسلجية للوظائف الحياتية المتباينة بين الرجل والمرأة لانهما وحدة حياتية طبيعية وفي بقعة جغرافية او مناخية كانت لانها تمثل ( الوحدة الحياتية ) . ولابد ان تتكيف وتتاقلم وتشق درب الحياة المرسوم لها عدا ما تتمعتع بها المراة من المزايا الفريدة عن الرجل وهي . الرقة والمرونة في التعامل مع الغير . ثم ( الفتنة – الجذابة ) اي الجمال الطبيعي المنظور وعفوية انسياق الرجل نحوها . وثم العطف والحنان تجاه الاطفال وسعة الصبر لتحمل المصاعب , وسرعة ظاهرة الابتسامة وبشاشة الوجه .

    فان لم يكن للمرأة – كأم – خصائص عاطفية ( وكظاهرة فطرية ملازمة لها ) ووجدانية - - كانسانة– تؤهلها دون ان تعلم , ومدفوعة ذاتيا للاعتناء ومراقبة فترة حملها بالجنين , كي لا يصيبها ويصيبه ايه وعكة صحية او نفسية بسيطة , وتشعر وجنينها بتاثيرها عليها ثم تفرغها كليا بعد الولادة الجنين ومنذ الحظات الاولى وهي في غاية الفرح والنشراح النفسي , ناسية دقائق او لحظات المخاض والامها كليا . وهو في حضنها , تتابعه ساعة ساعة يوما بعد يوم . قلقة عليه حتى ينمو , ولابد من ظهور الاستقرار النفسي وحتى الصحي عليها . لان المولود الجديد هو فعلا يمثل الامتداد الطبيعي لكيانها الانساني عامة وكالام خاصة .

وفعلا وليس كل هذا من باب المجاملة للمراة ولا مبالغة في مكانتها المميزة ولا جديد من الاطناب والمديح من قلمي المتواضع . وقد اكون مقصرا كليا او جزئيا قياسا لمن كتب عنها غيري من المختصين بالشؤون الاجتماعية والحياتية .

    كما ليس انتقاصا من مكانة الرجل عبر مسيرة الحياة وضمن وحدة العائلة والمجتمع كركن من اركانهما كمكانة له .

    وان كل ما ذهبنا اليه في الاسطر الاخيرة حصرا كظاهرة حياتية طبيعية , وكحتمية فسلجيةبايلوجيا تخص المراة فقط .

    ولا يمكن للرجل ان يكون بديلا للمراة في رعاية الطفولة بابسط حاجاتها ولاي فترة زمنية قصيرة . لان ذلك ايضا من خصائص الرجل – كانسان – وفي كل زمان ومكان وانه ملزم ان لا يهمل مهامه تجاه المراة والطفولة . لان الحياة اوكلته بذلك لهذه البرهة الزمنية مشاركة مع المراة كام – ويجب ان يصرف الزمن حسب ما يتطلب منه تجاههما وكلاهما – الرجل –المراة–تؤامان لا انفصال عن بعضهما ولاي سبب كان انها يوتيبيا هذه الارض وبدون رتوش وتزويق ابدا ابدا .

    واخيرا لا بد ان نقول – بان – مكانة المراة في الحياة هي حقيقة  واقعية واستحقاق معا كما للرجل ايضا ولا فضل لاحدهما على الاخر . لان الفضل كلمة لا مكانة لها في مجرى الحياة بين الرجل والمراة كما يجب .   

 

يوسف زرا

9/8/2016

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.