اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اخلاقيات المسرح والتقاليد البالية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
عصام الكلداني

تللسقف

مقالات اخرى للكاتب

اخلاقيات المسرح والتقاليد البالية

 

تعلمنا من خلال دراستنا للفنون المسرحية في اكاديمية  الفنون الجميلة ومن خلال تدريسنا لتلك المادة في معهد الفنون الجميلة مدة ثلاثين عاما متتالية ، ان للمسرح اخلاقيات عظيمة لا يمكن لفن اخر مهما كان من قوة او ابداع ان يكتنفها مثلما يكتنفها هذا الفن النبيل ، ولكون المسرح يمتلك كل تلك القدرات فقد لقبه الفلاسفة والعلماء بابو الفنون جميعا .. ولهذا السبب فانه ( المسرح ) يفرض على الانسان والمجتمع واقعه وليس العكس ، ويمكن ان نعتبره الاداة والوسيلة التي تحارب كل حالة شاذة في المجتمع من خلال طروحاته سواء كان ذلك من خلال النص او التمثيل او الديكور او الاخراج... الخ  ، ومن اهم مميزات المسرح هي المساواة بين جميع البشر ودون الاخذ بهم حسب مستوياتهم السياسية او الاجتماعية او الطائفية ، لأن الكل سواسية امام هذا الصرح الثقافي الكبير ، فلا فرق بين رجل دولة او انسان عادي ،ولا يوجد فيه مواطن من الدرجة الاولى واخر من الدرجة الرابعة ، ولكن يبدو اننا نعيش كما اسلفنا في دوامة الخدعة والنفاق لا اكثر ونكون حينها عبيدا ربما لنظهر انفسنا باننا نحترم فلانا من الناس متناسين احترام الاخرين من العامة  .. ونجمل هنا ادناه بعض من تلك الاخلاقيات النبيلة :

اولا : الوقت.. من اقدس مقومات المسرح هو الوقت، ونقصد توقيت ساعة العرض، اي انه لو كتب في البوركرام بان موعد العرض سيكون الساعة الثالثة عصرا ، فان على القائمين على العرض المسرحي ان يبدأوا العرض الساعة الثالثة عصرا حتما ولا يجوز تأخير موعد العرض مهما كان السبب ، ولكن للأسف الشديد نرى ان بعضا من مسرحيينا الاكارم لا يلتزمون بهذه القدسية بحجة ان فلان من الناس المشاهدين سيتأخر قليلا ويجب تأخير العرض وليضرب الجمهور راسه بالحائط ، كل ذلك لأن فلان الفلاني له منصب سياسي ..يا سادتنا الافاضل ان المسرح لا يعترف بالمنصب السياسي مهما كانت درجته  ، اذ ان همه هو تثقيف المواطن فقط ولكن ليس على حساب التعامل مع الاخرين من مستويات اعلى والنظر الى العامة من مستويات ادنى .

ثانيا : المساواة .. ان المسرح مكان مقدس كأي مكان له قدسية ، ولا يجوز التمايز فيه على اساس العرق او الدين او المنصب السياسي او الحكومي ، اذ يكون الكل سواسية امام هذا الصرح المقدس  ، فالذي يدخل الى الكنيسة للصلاة مثلا  يجلس في اي مكان كان دون النظر الى من يجلس بجانبه او امامه او خلفه ، ولا يمكن للكاهن او رجل الدين ان يحجز اماكن في مقدمة المذبح لبعض من الساسة والمتنفذين ، لأن الكل سواسية امام الله .. وهكذا المسرح ايضا ، ولكن ان تتصرف يا اخي العامل بالمسرح تصرفا غير لائق بان تطلب من الجمهور اخلاء اماكنهم كي يجلس فيها اناس اخرين لهم مناصب سياسية فتلك جريمة كبرى في علم المسرح ، والانكى من هذا بان تستقدم مقاعد اضافية وتضعها امام الجمهور في الصف الامامي فتلك اهانة كبرى لكل الحاضرين  ، لأنك هنا قد انتقصت من قيمة المواطن وجعلت من هؤلاء مواطنين درجة اولى ومن الجمهور مواطن من الدرجة الثانية .

ان سبب كتابتي لهذه الاسطر جاء نتيجة لحضوري مسرحية قدمها مجموعة من شباب تللسقف والمنظوين تحت خيمة منظمة اصدقاء الشباب والتي عرضت على مسرح منتدى شباب القوش مساء يوم الاحد الموافق 30/10/2011 ، اذ حين دخلنا الى القاعة انتابنا امل باننا سنتعامل مع مسرح حقيقي ( وهنا انا لا اتكلم عن المسرحية ، لأنه والحق يقال ان المسرحية كانت ناجحة جدا ومن جميع النواحي سواء في النص او التمثيل او الاخراج لأن الشباب ابدعوا فيها ابداعا قل نظيره فهم مشكورين لهذا العمل الرائع ونباركهم عليه ونطلب منهم المزيد بعون الله تعالى مستقبلا)، لكننا اصبنا بخيبة امل عكس ما توقعنا ، اذ ان العرض تأخر عن موعده اكثر من ربع ساعة لأن الاخوة القائمين عليه ينتظرون فلان من الناس . وهذا ما ادى الى امتعاض الجمهور لأن المسرحي الحقيقي لا ينتظر احدا مهما كان منصبه ، فالوقت مقدس لدى المسرحيين ولا يمكن مخالفته حتى وان كان المدعو اليه رئيس دولة .. ولكن الذي اثارنا اكثر هو قيام الاخوة المنظمين جلب مقاعد اضافية ووضعها امام الصف الامامي من الجمهور بحجة ان هناك مجموعة من الناس ممن لديهم بعض المناصب سوف يصلون ويجلسون في هذا المكان ، وهذا ما جعلنا نشعر بان التمييز العنصري لا زال مستشريا في عقول البعض ، مما ادى بالكثير من الناس الى الشعور بالنقص والخروج من القاعة ، اذ تركوها وهم حانقون على هكذا تصرفات غير لائقة . والاهم من كل هذا ان الذين تركوا القاعة كانوا من كبار الفنانين في منطقتنا واذكر منهم  الاستاذ الفنان الكبير باسل شامايا الذي امتعض من هذا الشي ، وفي الحقيقة اقولها صراحة لولا ان المسرحية كانت من بطولة ولدي لكنت انا ايضا قد تركت القاعة بسبب هذه الاهانة .. وهنا وباسم كل ابناء تللسقف اقدم اعتذاري الى صديقي وزميلي الفنان الكبير باسل شامايا والى كل الجمهور العزيز الذي شعر بالمهانة بسبب  تصرف بعض من الذي لا يفهمون معنى المسرح ولا يعرفون ماهية اخلاقياته ، وانشاء الله لن ندع لمثل تلك الامور ان تحصل مرة اخرى.. تحياتي

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.