اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• بلتيقة..... حكاية العميان الثلاثة

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

عصام شابا الكلداني

بلتيقة..... حكاية العميان الثلاثة

يحكى انه في قديم الزمان ، كان يعيش في احدى بلدات شعبنا رجل اسمه ( سيسو) له ثلاثة اولاد هم ( مخو وننو وحنو) .. كان الاب غنيا جدا ويملك الكثير الكثير من الخيرات ، كالعقارات والاراضي الزراعية والذهب والفضة وجواري وخدم.. وفي احد الايام صحت البلدة على اصوات زعيق وصراخ تنطلق من قصر سيسو ، فما كان من اهل البلدة الا التجمع امام القصر ، وبعد قليل يخرج الابن الاكبر ( مخو) ليعلن للعالم بان والده سيسو قد توفي صباح هذا اليوم ..وبعد ان تم دفن الوالد .. وبعد ايام قلائل اخذ الاولاد بانفاق كل ما خلفه لهم والدهم ببذخ فاضح وغباء واضح.. ولم تمضي الا سنوات معدودة حتى كانوا قد قضوا على كل ما يملكون من اموال و، ولم يبقى لهم الا قصر والدهم يعشون فيه على ما بقي من فتات النعيم.. ومرة ا لايام وهم يتحولون من سوء الى اسوأ ، وفي احدى الليالي قام الجيران بالاستيلاء على قصرهم وطردوهم منه واودعوهم في خرابة حقيرة لا تعيش فيها حتى البهائم.. ومرت الايام وياتي الجدري لصيب هؤلاء بالعمى ، وبهذا يكونوا قد فقدوا نعيم الرؤيا ايضا . حينها ساءت احوالهم كثيرا مما اضطرهم للجوء الى التسول لكسب عيشهم، فاخذت الناس تستعطفهم وتهب له من فتات موائدهم ، ورغم ذلك فهم لم يتعلموا الدرس .. اذ كانوا كل ليلة واثناء جلوسهم يتذكرون عزهم الذي مضى ويتذكرون غناهم الذي اضاعوه من بين ايديهم .. يتحدثون عن ذلك مفتخرين باوضاعهم السابقة متناسين بانهم الان في ارذل عيشة واسوأها على الاطلاق.. وفي احدى الليالي .. ذهبوا الى بائع الخمور واشتروا منه قنينة كحول بنقود التسول تلك، ثم دلفوا الى خرابتهم واخذوا بالشرب والغناء بذكر امجاد ابيهم وماضيه العريق متناسين بانهم هم الذين اضاعوا ذلك المجد الرفيع والعز القويم برعونتهم وغبائهم وسفالتهم ..واثناء جلسة الشرب تلك وبعد ما لعبت الخمرة بعقولهم وسكروا الى حد الثمالة .. قال مخو اخوهم الاكبر بانه احب امرأة جميلة جدا اسمها كترينا وانشاء الله سوف يتزوجها حين يصبح غنيا وبعد ان يتوفى زوجها .. اما الاوسط ننو فقال بان هناك امرأة تحبه هو الاخر كثيرا جدا اكثر من زوجها اسمها سورينا وانه كذلك احبها كثيرا جدا.. في حين نهض الاصغر حنو قائلا بان هناك امراة جميلة تحبه هو الاخر واسمها خندي .... ولكن وبعد فترة صمت قصيرة نهض الكبير مخو.. قائلا... اسمعوا .. نحن ذكرنا هؤلاء النسوة الجميلات ،ولكننا نسينا امرأة اخرى اجمل منهن جميعا وجسمها ممتليء وشعرها اشقر وعينيها زرقاوين وصوتها مثل انين الناي ورجليها كالخيزران ..و...و..و.. الخ من صفات الجمال ( علما انهم عميان ولا يرون ذلك الا في مخيلتهم الفارغة) .. انها السيدة شوشني .. حينها انتفض الاصغر حنو.. وقال اسمعوا هذه المرأة ستكون لي ولن اسمح لأحد منكم ان يتكلم عليها باية كلمة.. لكن نهره اخوه الأوسط ننو.. قائلا.. يا اخي انت اصغرنا وهذا لا يجوز .. انا اولى بها منك.. انها ستكون لي .. فانا شاب جميل ووسيم وتعشقني النساء كثيرا.. وهنا قاطعهم اخوهم الاكبر مخو قائلا.. يا لكم من مجانين .. والله انكم مجانين ان شوشني لا تكون الا لي انا، فانا اكبركم ويحق لي ان اخذها.. وكلمة من هذا واخرى من ذاك.. تطور الامر الى العراك بالايدي ومن ثم بالعصي التي يحملونها ، واخذ الصياح والزعاق ينتشر في كل ارجاء المحلة ..مما حدى باحد الجيران الى ان يدخل الخرابة ليستعلم الامر.. فما كان من الاخوة الاغبياء الثلاثة الا ان يقصوا له الامر.. فقهقه ضاحكا عليهم ثم قال.. انتم اضعتم كل عز والدكم بنفسكم .. والان وانتم تتقاتلون على اسماء نساء لم ترونها في عيونكم وهن نائمات في احضان ازواجهن.. ما اغباكم .. ثم هم خارجا وتركهم في خرابتهم .. وفي الصباح الباكر ما كان من الجيران الا ان جاءوا وطردوهم من خرابتهم تلك التي لا يملكون غيرها واستولوا عليها وجعلوها اسطبلا لحيواناتهم ، لأنهم اصبحوا نذير شؤم للمحلة ومثار فتنة في البلدة.. فطُردوا طرد الكلاب ..وضاعت كل امالهم واصبحوا مشردين يفترشون شوارع البلدة يستجدون هذا وذاك لقمة الخبز.... ومن له اذنين للسمع فليسمع

تحياتي..

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.