اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

شـكـراً لكل مَريض مُـبتعـِد -//- مايكـل سـيـﭘـي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

مايكـل سـيـﭘـي

ـ سـدني

شـكـراً لكل مَريض مُـبتعـِد

سألـني صديقي أبو الحـق : مَن هـو المريـض ؟

قـلتُ بـبـساطة هـو مَن به مرض ! قال وما معـنى ذلك ؟ قـلتُ يعـني كـل مَن إبتلي بوَعـكة ، قال كـيف ؟ قـلتُ هـو مَن أصابه ــ عامل المرض ــ وإنـتـزعَ عـنه عافـيته . قال وضـِّـح أكـثر ، قـلتُ هـو مَن لا يتمتع بصحة جـيـدة ، قال أريـد بـتـفـصيل : قـلـتُ هـو مَن دخـلتْ الجـرثـومة إلى نخاع عـظمه ولا تـزال بـداخـله تلعـب مع كـرياته الحـمراء والـبـيضاء في شـرايـينه وأوردته فـتسمِّـم دواخـله وتشـلّ عـضلاته .

قال : وما أعـراضه ؟ قـلت نحـول في العـقـل ، شحـوب في الـفـكـر ، ضيق في الأفـق ، قـُـصْر في الـنـظـر ، هـبوط في الـقـيَـم ، تـنـَـكــُّـر الخـبز والملح ، تدهـور في السلوك ، وإذا إستـفـحـل به المرض يرفع أنـفه ويصبح من جـماعة أهـل الشجـرة وينسى العِـشرة ،! قال : وهـل للشجـرة أهـل ؟ قـلتُ وما أكـثرهم ! قال : ولكـن هـناك أناساً تبـدو خـدودهم حـمراء ، قامتهم هـيفاء ، بطـونهم ملساء ، هامتهم صلعاء ، عـيونهم ..... إلاّ أنَّ أجـسامهم كالـصحـراء ، وصوتهم جاف كالخـرساء وصورتهم حـمقاء !! أيجـوز هـذا ؟ قـلتُ كل شيء جائـز في هـذا الزمان ، إنّ الأفاعي وإنْ لانـتْ ملامسها ... عـنـد الـتـقـلـّـب في أنيابها العـطـبُ ، ولكـن قـل لي يا أبا الحـق ما الـذي دعاكَ إلى هـذا السؤال وأقـلـقـك ؟ قال رأيتُ كائـنات كـلما تـقـتـرب من بني البشر عـلى جهة يسارهم ، تـزيغ عـيونها نحـو جهة يمينهم فـتـنشغـل بالأشباح في شمالهم وبالأوهام من جـنوبهم ! .

فـسألتُ أبا الحـق : هـل هـي كائـنات حـية أم أصنام ؟ قال أعـتـقـد أنها أحـياءُ ، نعـم أحـياء ! قـلتُ إذا كانـوا من هـذا الصـنـف فـمُرافـقـتهم مُعـدية ، ومصاحـبتهم مؤذية !! فـقال أبو الحـق : الآن فـهـمتُ ، كـنتُ أرى كـل واحـد منهم خـفـيفاً ، يخـتـلَّ توازنه إذا جالسَ شخـصاً نـظـيفاً ، وألاحـظه يتجـنب الوقـوف مع الأطول منه كي لا تـتـقـطع نـوابـض قـبّانه ، وشاهـدتُه عاجـزاً لا يواجه الأقـدر منه كي لا تـزداد نبضات قـلبه ، إن طبـيعـته هـذه تـقـوده إلى تـصرّف الصبـيان مثل رَبعِه ، فـشـبـيه الشيء منـجـذب إليه ! و شـتـّان ما بـين الأجـوف والممتـلىء .

ثم سألـني صديقي : هـل تـُحـسَـب عـليهم زلة ؟ قـلتُ لا يا أخي ، بل تـضاف لهم نعـمة ! إنهم مشكـورون عـلى فـعـلتهم الخـسيسة ، وحـسناً يفـعـلون فلا يُـعـْـدون الآخـرين بأمراض نـفـوسهم الحـبـيسة ، وبهـذا يكـونون بحاجة إلى العـناية المركـزة النـفـيسة ، فلا تهـتم لهم بل راقـبهم من بعـيـد وإستمتع بحـركاتهم الـدسيسة !! إنهم كـجـلـود الـثعالب متـوفـرة في الأسـواق الرخـيصة .

 

قال أيستحـقـون التـكـريم ؟ قـلتُ حـذاري حـذاري أن تهـملهم ، بل يستحـقـون تـكـريماً وشـفـقة أكـثر من غـيرهم ، لأنهم مرضى يا أبا الحـق ولا يعـرفـون عـلتهم ، حَـيِّـيهم بأحـسن تحـية ، وأكـرِمْهم كل أمسية وصُبحـية ، فـقال : وهـل يمكـن رؤية جـراثيمهم ؟ قـلتُ : يا أبا الحـق ، ألله يخـليك كافي عاد !! كـل هـذا الـذي رأيتَه فـيهم ولستَ تـعـرفهم ؟  إنهم هُـم جـراثيمُ أنـفـسهم .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.