كـتـاب ألموقع
يوميات حسين الاعظمي (1070)- تنوع المقامات العراقية وخصوصياتها/1
- المجموعة: حسين الاعظمي
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 30 أيلول/سبتمبر 2023 20:17
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1504
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1070)
***
تنوع المقامات العراقية وخصوصياتها / 1
الاصول التقليدية(الفورم) لموسيقى وغناء المقامات العراقية عبر الزمن الموغل بالقدم، جعلهما في تنوعات وتطورات وتغيرات وزيادات دائمة على مدى العصور الغائرة في قدمها. قادها وتسيدها مغنون مقاميون كبار رفدوا هذه الموسيقى والغناء المقامي بالاستمرار تاريخيا. ويبدو من خلال كل التاريخ المقامي في بلدنا العراق، ان الحقبة التي بدأت بعد سقوط العباسيين (656هـ 1258م) قد تبلورت فيها التأثيرات المباشرة القادمة من غرب واواسط آسيا في كل نواحي حياتنا اكثر من أي حقبة زمنية اخرى في العراق خصوصا والوطن العربي عموما..! ولعل من اهم هذه التاثيرات كانت في الغناء والموسيقى. من هنا بدأ يتكون ويتبلور بالتدريج شكل غناسيقي(Form) عراقي في بغداد، نتيجة امتزاج هذه التاثيرات بالغناسيقى العباسية العراقية، وبمرور الزمن توضحت اسس هذا الشكل الغناسيقي من خلال بدايته ووسطه ونهايته، حتى نضج وقوي عوده ليصطلح على تسميته بعدئذ بـ(المقام العراقي)(*1).
ان صدق التعابير الحقيقية في الاداءات المقامية وفي الجو التراثي عبر التاريخ، الذي من الممكن ان نحياه مرّة اخرى في التسجيلات المقامية الاولى اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، بعد تطور الصناعات ومنها ابتكار جهاز التسجيل الصوتي، تعتمد على الطابع الغنائي الشعبي في فنون المؤدين المقاميين، الذي جوبه بشعبية ايجابية كبيرة في الاوساط الجماهيرية، ويمكننا القول بأن هذه التسجيلات الغنائية للمقامات العراقية، أشاعت في تعابيرها الصادقة، الرضى والقبول، لانها عبرت عن هموم ومعاناة ومشاكل الشعب العراقي بصورة واسعة ومثيرة، عندما بدأ الاستماع لأول مرّة عن طريق الاجهزة الصوتية المبتكرة حديثا زمنذاك، ثم جرى توسيعها بمرور الزمن عبر التوسع الصناعي والتكنولوجي حتى يوم الناس هذا..!
بصورة موازية، ربما نتساءل جميعا..!
- هل المقامات العراقية كلها على مستوى واحد في حجم وقوة التفاعل والتعبير عند الغناء..!؟ على افتراض ان جميع المقامات هي متفاعلة ومهمة في عكس حقائق الحياة.
- أليست هي فعلاً متفاعلة ومعبرة عن حقائق الحياة..؟ مع ذلك يمكن ان نعيد السؤال بصورة اخرى.
- هل ان التفاعل الدرامي والتعبير عنه في غناء المقام العراقي له علاقة بحجم وقوة الحدث واهميته..؟
اعتقد ان هذه الاسئلة وغيرها التي تصبُّ في نفس الموضوع، مبررة تماماً..! فنحن نعرف ان المقامات العراقية المغناة في العراق كثيرة ومتعددة التفاصيل، وهي بمجموعها المغنى في مدن بغداد وباقي المحافظات الشمالية وبعض محافظات الوسط والجنوب تتجاوز الخمسين مقاما..! وهذه المقامات العراقية بمجملها، فيها مقامات كبيرة ومقامات صغيرة في حجم تفاصيلها، والمقصود بالكبيرة والصغيرة هنا، ليس بالضرورة ان تكون هي المقامات الرئيسة او المقامات المتفرعة من الرئيسة..! وانما هذه المقامات العراقية التي اطلقنا عليها كبيرة او صغيرة، هي المقامات التي اتسمت بحجم وقلَّة ما حشِّد فيها من قطع واوصال غناسيقية تقليدية. ونسمع في كليهما كبيرة او صغيرة أداءات مبسطة نسبة الى كيانها التقليدي، كمقاميْ الصبا والنهاوند. مما جعلها اسهل في ادائها من المقامات الاخرى المتخمة بتحشيد القطع والاوصال والاجناس الموسيقية بالرغم من ان مثالنا لمقامي الصبا والنهاوند مقامين رئيسين.
اما قولنا مقامات عراقية رئيسة وفرعية، فالامر يختلف نسبياً، فالمقصود بها مقامات موسيقى السلالم الرئيسة المعروفة بـ(صنع بسحر) صبا ونهاوند وعجم وبيات وسيكاه وحجاز ورست. والمقامات الفرعية المتفرعة من هذه السلالم الرئيسة. بغض النظر أيضاً عن حجم وكثرة ما حشِّد فيها من انتقالات سلمية من القطع والاوصال والاجناس. فهذه رئيسة وهذه متفرعة منها. ومثالنا مقام الصبا، رغم انه مقاما رئيساً الا انه سهل الاداء نسبيا لقلة التحشيدات السلمية الموجودة في ادائه التقليدي. كذلك كمقام النوى المتفرع من سلم مقام النهاوند الا انه من المقامات الكبيرة نظرا لكثرة تحشيدات القطع والاوصال السلمية في ادائه التقليدي مما يجعله ذا امكانية ادائية كبيرة ايضاً..!
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
اضغط على الرابط
من موسوعة المقام العراقي المصورة 3
https://www.youtube.com/watch?v=W7d2syWGMrM&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A
7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A
صورة 1 / من مقهى المدلل ببغداد، مجموعة من الاخوة والاصدقاء رواد هذه المقهى. ومن الدين اعرف اسماؤهم ومعذرة من الاخرين هم من اليمين البطل الدولي فلاح العزاوي والبطل والمدرب الدولي ثابت نعمان لنكة في المصارعة. والبطل الدولي اياد شلال والبطل والكاتب سلمان عبد الحمزة في رفع الاثقال .
صورة 2 / حسين الاعظمي مدير معهد الدراسات الموسيقية يلقي كلمة المعهد في الاحتفال السنوي لطلبة واساتذة المعهد يوم 19/5/2005
المتواجون الان
1074 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع