اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• حتى يظل السلاح طاهرا...!!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم : نبيل عودة

 

 حتى يظل السلاح طاهرا...!!

 

تشكل شهادة رئيس اركان الجيش الاسرائيلي جابي اشكنازي امام لجنة تركيل ، التي تحقق في الهجوم الاسرائيلي على قافلة سفن الحرية اشارة بالغة الخطورة لأسلوب التفكير العسكري الأسرائيلي  في التعامل مع المدنيين . وهي تؤكد من مصدر اسرائيلي مسؤول وغير قابل للتأويل او للتفسيرات المتشاطرة  ، التي تحاول تفسير التجاوزات القانونية الدولية بتعابير خاوية عن طهارة السلاح والقيم الانسانية .. الخ !! .

شهادة الجنرال اشكنازي  تفسر المنهج العسكري الاسرائيلي في التعامل مع السكان في المناطق التي تتعرض لهجمات الجيش الاسرائيلي ، هذا ما جرى في لبنان ، وأخيرا في غزة ، ولن اعود للتاريخ الأقدم ، فمدرسة بحر البقر ماثلة في ذهننا وقانا اللبنانية لا يمكن ان تنسى .

عمليا ما ذهب اليه تقرير القاضي غولدستون حول جرائم حرب ضد المدنيين ، جاءت أقول قائد الأركان امام لجنة تركيل ، لتنقض كل النهج الإعلامي الاسرائيلي الذي حاول نفي الحقائق التي طرحها تقرير غولدستون ، وغيره من تقارير هيئات حقوق الانسان الاسرائيلية والدولية،  رغم ان الجيش اضطر الى الاعتراف بتجاوزين من عشرات التجاوزات التي بات من الصعب تجاهلها بسبب تراكم الشهادات الدولية والاسرائيلية حولها.

ماذا قال اشكنازي ؟

قال اشكنازي ان درسه المركزي من الجزء العملياتي ( العسكري )  لقضية الاسطول هو انه اذا تعين على الجيش الاسرائيلي ان يتصدى لسيناريو مشابه في المستقبل – لن يكون مفر من استخدام القناصة لمنع، على حد قوله، مس بالجنود.

هذا تصريح واضح وبالغ الخطورة ، بأن المدنيين لا يشكلون في التفكير العسكري الاسرائيلي الا أهدافا عسكرية.حتى لو كانوا مجردين من السلاح كما كان الحال بقافلة السفن التركية. هذا ليس تفكير قائد ما  لأاركان  ، بل تفكير منهج عسكري متجذر التفكير والممارسات خلال كل حروب اسرائيل ، اي لم تكن غزة الا نموذجا ، افنضح الأملا هنا لأسباب مختلفة ، أهمها  قدرة وسائل الاعلام على نقل صورة الواقع بالوقت الصحيح ، وتعمق الوعي الانساني والحساسية الانسانية لموضوع حقوق الانسان  .

ويبدو أيضا ان عصر العولمة الذي اختصر المسافات بين القارات والشعوب  ، ساهم بدوره في الانتباه لما يجري وراء الباب الاسرائيلي ، الذي كان يتمتع بحصانة تمنع الدخول عبره وكشف الحقائق المذهلة التي لم يصدقها احد في السابق ، او تجاهلوا تصديقها . واليوم مع تحول الاعلام الى سلطة رهيبة في عالمنا لم يعد من الممكن اللتظاهر باننا لم نسمع ولم ونر . وهذا حول التجاوزات الخطيرة الى مسألة لا يمكن اخفائها بحجج السلاح الطاهر .

 التفسير الوحيد لكلام اشكنازي ان الجيش لن يتردد في التعرض للمدنيين بنيران قناصة او نيران اخرى  .

صحيفة رصينة مثل "هآرتس" انتبهت لأقوال قائد الأركان وعقبت بقولها :"هذه بالضبط كانت ايضا عقيدة "رصاص مصبوب": حد أدنى من الخسائر للجيش الاسرائيلي، تقريبا بكل ثمن، بل واحيانا في ظل المس بالمدنيين وتجاهل قوانين الحرب. لقاء ذلك دفعت اسرائيل ولا تزال تدفع ثمنا دوليا باهظا، والان يتبين ان رئيس الاركان يهدد بمواصلة ذات العقيدة."

وأضافت هآرتس : " لا يدور الحديث فقط عن صورة اسرائيل، يدور الحديث ايضا عن صورتها الاخلاقية وصورة جيشها: استخدام القناصة ضد المدنيين يجب ان يكون محدودا فقط بأوضاع متطرفة يكون الجنود فيها يتعرضون لخطر على الحياة. السيطرة على سفينة، مسافروها غير مسلحين بالسلاح الناري، يمكن ويجب أن يتم على نحو مغاير" .

بالنسبة لبعض الاسرائيليين حُصر الموضوع بشكل التعامل مع سفن تأتي لكسر الحصار على غزة مستقبلا. ايضا هنا توجد اشكالية اخلاقية ، واستعداد رسمي  للتصرف بما يتعارض والقوانين الدولية . وماذا مع تصرفات الجيش مع الشعب الفلسطيني المحاصر ليس في غزة فقط بل في كل انحاء الضفة الغربية عبر مئات الحواجز واغلاق الطرق ومصادرة الأرض وحرق الحقول والتعامل المذل والقمعي ؟؟  

الأمر المميز هنا انه لا يمكن ايجاد اعتراف اكثر وضوحا حول العقيدة العسكرية التي توجه حروبات اسرائيل ، أكثر  من شهادة اشكنازي.

السؤال الكبير هو في التعامل الحربي مع مواطنين عزل كما كان الحال في عملية "الرصاص المصبوب" في غزة . كل يوم نسمع عن توتر جديد . عملية جديدة ضد حماس في غزة متوقعة،  أمس سمعنا ان تدخل دول مختلفة من العالم لمنع ضربة عسكرية ضد لبنان . نسمع عن استعدادات لضرب حزب الله في نهاية الصيف ، وتهديد لضرب سوريا ،  نسمع جاهزية كاملة لضرب ايران .. دولة لا تفكر الا في الحرب . وفي حربها لا قيمة للمدنيين .. وكل الحديث عن حسابات لتقليل الاصابات بين المدنيين ، هو ادانة بأن  المدنيين لا يشكلون مانعا عسكريا . افهم ان دولة ترد على تهديد مباشر على امنها ، اما ان تمنع غيرها من بناء قوته الموازية لها او القادرة على تشكيل عائق عسكري لا يجوز الاستهتار به ، فهذا لا يعطيها الحق بأن تحرك الجيوش للتدمير والقتل  .

المطلوب تغيير السياسة التي لا تفكر الا بالتفوق العسكري والحروب القادمة..

عندها لن نكون بحاجة الى لجان تحقيق ، والى ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين .

المطلوب الاعتراف بحق المساوة والتحرر لكل شعوب المنطقة وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني.

عندها سيظل السلاح طاهرا في المخازن!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نبيل عودة – عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

www.almsaa.net


 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.