اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أفياء وليل حمودي الطويل..

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صباح كنجي

مقالات اخرى للكاتب

أفياء وليل حمودي الطويل..

 

أفياء وليل طويل، هو الديوان الجديد للشاعر والروائي حمودي عبد محسن،  إصدار دار فيشون ميديا/ السويد 2009، يحتوي على مجموعة قصائد في الحب والغزل كرسها الشاعر في ديوانه لأفياء..

هكذا تتوالى القصائد في لغة عشق، محملة بعواطف حب لا حدود لها، لتعلن عن حالة من الوجد، تفيض من عاشق ولهان في غربته، وهو يصف حبيبته ويناجيها لتلملم جزء من جروحه الممزقة وهو يشهد المزيد من الموت والقتل في ساحات يفترسها الكره والعداء الأسطوري لتخفف من اعبائة وتنتشله من واقع مرير ينفث في وجهه المزيد من الدم ويسبب له المزيد من الآلام والمحن، أو يذكرها بحنين بعد غياب طال لترويه برضابها  وتنقذه من عطش صحراوي لازمه وهو يجوب في ذاكرة محملة بالهموم والانكسارات، عبر قصائد شعر خصّها العاشق حمودي لأفياء وحدها، في ليل طويل.. جفت فيه الأغاني.. إلا أغاني الحالمين ، كترجيح لصدى بلبل ينشد في البراري.. لسعف يهتز راقصاً.. مع أزهار برية تناغمُ النسيم.

لتزهر كِحْلا ً يزهو في عينيها، يحاكي جياداً تعدو رغم الزحام في شُطآن بغية لحظة عناق حار بعد فراق، يفتحُ الرؤيا للمزيد من الدهشة لجمال أفياء الفاتن وذوقها الوردي وطعم شفتيها، ولقبل تزحفُ في أجزاء الجسد تمتد للأصابع  رغم صمت النجوم والبراكين وحالة السكون، تأتي أو يأتي طيف أفياء مثل جمرة من جذوة شلال يشتعلُ ممتطياً الأعاصير حاملاً راية في موكب يتجاوز حدود الغربة وبعد السنين ليبشر بخلق عالم جديد ...

تغنى فيه أغاني الحب، وتنمو فيه المشاعر الصادقة والدافئة في أجواء الطبيعة بين باقات الزهور.. بين الصخور.. في ظل السماء وضياء النجوم.. مع صداح أغنية ترفعُ من وتيرة الإحساس بالجسد والإثارة إلى حد الاهتياج، دون توقف لتكون ذروته بعد تمردُ وصبر وكفاح..

حياة حرة خالية من المنغصات وطقطقة العظام، حياة بلا دماء.. لا مكان فيها للأحزان والهموم والملل..  كي يواصل الغناء في أثواب أفياء.. وينازع عليها الندى والزهور التي تنافسه على حبها، الذي فاضت أنهاره من عطاء ثغرها، المبتسم للنجوم، في ذروة الوصال، قبل أن تذوب كأذيال قنديل تترنحُ في تعريسة موكب سماوي، يعبرُ الأفق للعلا بأجنحة من ياسمين وزهور ترفرف من أجل قد أفياء، كهلال يتراقص بالضياء، في حوض كوثر، بين الجنة والنار مع إطلالة كل نهار.

وهي تعقد سنابكها في صدره، لتوثق مصاهرة الظلام بالضياء، كي تظهر نجمة الصباح، كشعلة أبدية تستعذبُ مياه السماء، سئمت فراق أفياء، وهي تسير نحوها.. تسرعُ في الطريق.. تمرُ من مَنبت الورد.. تذرف سيولاً  وانهاراً من الندى في أعياد الغدير وموسم الربيع، على البيوت والقبور، وخيوط من آثار دماء في الدروب، تحكي تاريخاً من أيام الخلق والتكوين ومكوث الرب في عرشه.. وإشارة سرمدية في لوح مفترق خطت حروفه..

من هنا يبدأ الطريق...

من هنا يبدأ الطريق..

كوردة حمراء ترافقُ أول قبلة ذات أصداء.. في لقاء.. بين سنابل صفراء  رسمت على  خد أفياء بالأضواء.. كي تزيد بلهفة العطاء.. بلا رجاء.. لتنسى الأيام الجرداء.. وتستقبل شفقاً يغازلها باستحياء.. يناغى هدير الماء.. لمن يودُ الإصغاء.. للحداء.. بدلاً من الولوغ.. بالدماء.. كما يفعلُ الدهماء والسفهاء..  في مواجهة أفياء وهي تصرخ وتتساءل

ـ أهذا هو العراق ؟!! ..

على ضوء السراج تتدفأ النساء.. من البرد في هذا العراء.. في الشتاء..

أهذا العراق؟!..

فقراء وجوع.. وموت أبرياء.. في بلادي تراق الدماء..  في كل يوم تراق الدماء.. الجلاد يستطعمُ الدماء..  وفي كل يوم تمتدُ يداً تحملُ وردة حمراء.. تطلق سهماً أسرجته ألف شمعة في الفضاء.... يفرط في الغناء.. كالمخمور يتغزل في أديم السماء.. بلحن خفي شجي عن عشق في الهواء.. محاك من شذى أفياء.. وطيب الثمر.. في لحظة عزف المطر.. بالعود والوتر.. لبسمة إشراق الفجر.. تمسح بالضياء أحزان القمر.. وتزيح عبوس الدهر..

وسلام على حب.. سقته الرعود.. بلا وعود.. من أعتق الخمر.. كما فعلت أفياء وهي تقدم رضابها لحمودي في ليله الطويل.. كخلاص أسطوري يحمل شعاع من مدد الشمس دمجت بخصلات من جدائل أفياء لتصبح جذوة أمل تزرع الحب  وتمسح أحزان وهموم الكون ويعود الشاعر عاشقاً لها بروح متقدة في زمن تنبت فيه الأزهار في كل موسم.. لا يعرف  المستحيل ..

 

ايار2011-05-20

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.