اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لذكرى إستشهاد النصيرين مناضل عبد العال وعادل قوال حجي// أمير أمين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أمير أمين

 

عرض صفحة الكاتب 

لذكرى إستشهاد النصيرين مناضل عبد العال وعادل قوال حجي

أمير أمين

 

ولد الشهيد مناضل في الشطرة التابعة لمحافظة ذي قار عام 1959 وأكمل الدراسة الابتدائية والثانوية في الناصرية وحينما كان بعمر ال 13 عاماً وهو في الصف الاول المتوسط إنضم للعمل في صفوف اتحاد الطلبة العراقي العام وتميز بنشاطه الواضح ومثابرته على حضور الاجتماعات والمشاركة فيها بحماس ثم ما لبث أن صار يعمل في صفوف الحزب الشيوعي في السنوات اللاحقة من حياته وهو في ريعان مرحلة الشباب وإمتاز أيضاً بنشاطه ووعيه الناضج الذي فاق عمره والذي أهله وبسرعة لأن يصبح عضو لجنة قاعدية في الحزب .. كان الشهيد مناضل طيباً ومحبوباً من قبل الزملاء والرفاق الذين عمل معهم ويمتاز بالهدوء ..تراه منزوياً في ركن من أركان مقهى ابو حنان يحتسي كوب الشاي وبيده جريدة طريق الشعب يتصفحها بإبتسامة.. برزت للشهيد مناضل مواهب منذ طفولته وهي الرسم والخط والتي مارسها لحين استشهاده.. بعد أن أنهى الشهيد مرحلة الاعدادية للفرع العلمي بنجاح تم قبوله في الجامعة التكنولوجيا ببغداد فعاش في غرفة صغيرة في القسم الداخلي الكائن بشارع 52.. لكن يقال أنه لم ينهي مرحلة الدراسة بسبب المضايقات عليه, فما لبث ان التحق بقوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي. , في يوم 5 كانون الثاني عام 1983تم نقلي من بشتاشان الى قاطع أربيل ولما وصلت اليها لمحت مناضل بملابس البيشمرگة حاملاً سلاحه يتمشى بالرواق ..! لم أصدق عينيّ لأنني لم أسمع عن وضعه اي شيء منذ سنوات لكنه كان يعرف أنني في قوات أنصار الحزب الشيوعي... أخذته بالاحضان وكان فرحاً بلقائي به وجلسنا نتحدث عن كيفية وصوله والتحاقه وعرفت أن رفاقاً لنا قد ارشدوه وساعدوه للالتحاق بقواتنا وسألته ممازحاً عن فلانة ..! هل ما زلت تحبها .. وأين هي الآن ..! ذكر لي أنها موجودة في نفس بيتهم لكنه لم يستطع من رؤيتها منذ مدة وهو لا زال يحبها وقال لي أنه سمع ان اختها الصغرى سافرت الى أمريكا للزواج.. صرنا أنا وهو نعمل بنفس المكان اي في مقر قاطع أربيل وأخبرت الرفاق بصفته الحزبية وبعائلته ووالده على الخصوص, وكان حينها آمر الفصيل الفقيد ابو نبأ وهو من معارفه الذي قام بتزكيته أيضاً, فقاموا بتسليمه خلية حزبية ونجح في قيادتها وخلال عمله الانصاري كان يخط ويرسم وقبيل عيد الحزب في 31 أذار عام 1983 انهمكت معه لترتيب معرض جميل يخص عدداً من لوحاته إفتتحه الرفيق ثابت حبيب العاني مع الرفاق الآخرين أعضاء اللجنة المركزية ومنهم الراحلين ابو حكمت وابو يوسف وابو جبار , كذلك بدأنا بعمل نشرة جدارية للمناسبة إقترحت ان نسميها صدى الانصار لكن الرفيق ابو يوسف قال ..لا ..سموها الذاهبون للشمس ..فقام الشهيد مناضل بخط وتلوين موادها ولإننا سبق وان إستلمنا رسالة من الداخل بخط والد الشهيد مناضل تبارك عمله الانصاري وهو يفتخر بإبنه ضمن قوات الشيوعيين العسكرية وفيها إشادة بالحزب ورفاقه ومنهم إبنه الشهيد مناضل .. فقررنا أن نضع مقتطفات وافية من رسالة والده في النشرة.. وفي المقدمة إقترحت ان يكون فراغ لكلمة الحزب لمناسبة تأسيسه فذهبت الى الفقيد ابو حكمت وطلبت منه كتابة الكلمة باعتباره المسؤول السياسي وأمهلني ساعة وسلمني إياها ولما قرأتها لم أقتنع بما جاء فيها لأنها كانت تركز على انشقاقات الحزب وكانت طويلة فذهبت بها الى الفقيد ابو يوسف الذي حينما قرأها .. ضحك وقال سوف أغيرها لك بشكل أفضل وهذا ما جرى وسلمتها للشهيد مناضل الذي أضافها للنشرة الجدارية التي أشاد بها كافة الرفاق والتي بذل فيها الشهيد مناضل جهود أكثر من ثلاثة أيام حتى اكتملت ..كان الشهيد مناضل مقاتلاً شجاعاً بالاضافة الى كونه مثقف وفنان تشكيلي وخطاط لذلك إختاره رفيقه الشهيد عادل قوال أي أمين للذهاب معه في مهمة عسكرية الى قرية ملا جبرة الواقعة قرب باعذرة لملاقات الجحوش ومجاميع من الاستخبارات العسكرية والاشتباك معهم في يوم 15 أب عام 1985 / بعد ان تم ترحيله الى قاطع بهدينان / ولكن الجحوش المرتزقة كانوا قد نصبوا لهما كميناً غادراً أصيب خلاله الشهيد مناضل بإطلاقات نارية في معدته ولم يستطع رفيقه أمين من سحبه لمنطقة آمنة لشدة وكثافة النيران الموجهة ضدهما وكان هو أيضاً جريح وكان الشهيد أمين رجلاً باسلاً أطلق عليهم نار غضبه خاصة حينما رأى دماء رفيقه الشهيد مناضل تنزف بغزارة وبعد أن أحكموا عليهما التطويق الذي شارك فيه ازلام الاستخبارات العسكرية بحقد أشد , قام الشهيد أمين بتفجير قنبلة يدوية كانت معه أنهى بها حياته حتى لا يقع أسيراً بين أياديهم ..! فقاموا بسحب الجريح مناضل معهم واودعوه السجن في الموصل ثم تم ارساله وبعد بضعة شهور الى بغداد في سجن ابو غريب حيث تم إعدامه يوم 26 شباط عام 1986 اي بعد حوالي ستة شهور على استشهاد رفيقه أمين في هذه الواقعة.. السؤال هو .. هل كانت تعلم عائلة الشهيد مناضل باعدام إبنها الشاب !! أكيد كلا ..! لكن في أحد الايام من عام 1986 طرق أحد ازلام السلطة باب بيتهم في الناصرية وتم استدعاء والده الشهيد عبد العال موسى الشريباجي للحضور لدائرة الامن لأمر ما ! وحينما وصل اليهم طلبوا منه توقيع ورقة تلزمه بعدم إقامة الفاتحة على روح إبنه المعدوم مناضل وعدم إقامة مراسيم التشييع وأن يذهب الوالد الى بغداد لاستلام جثة إبنه في الطب العدلي! أكيد صدم والده ولم يصدق ما سمع او ما وقّع عليه لكنه سافر الى بغداد ووصل للطب العدلي فلم يعثروا على إسمه او جثته وأمروه بالذهاب الى سجن أبو غريب وهناك وجد إسمه من بين المعدومين وتفحص الجثث فأشار الى جثة إبنه وكان منكمشاً ضعيفاً وهو يمتاز بقصر القامة .. قالوا له .. إذهب لشراء تابوت حتى تنقله فيه ..! بعدما إستلم منهم شهادة وفاته ..! وهذا ما فعله وإشترى تابوت وضع فيه إبنه الشهيد قاصداً مقبرة وادي السلام في النجف .. وقام بدفنه دون علم والدته او إخوته بالوقت الذي كانت فيه الاسرة تحضّر وتستعد لزفاف أحد إخوة الشهيد الذي كان يصغره بعدة سنين ..!! وعاد والده للناصرية حزيناً تختلط عليه المشاعر يكبت المه عن أقرب المقربين اليه وبعد بضعة شهور على اعدام النصير مناضل لحق به والده بعد جولات من التعذيب بحقه من قبل ازلام الامن في المدينة واستشهد هو الآخر على نفس الطريق الذي سار عليه إبنه وعدد من أولاده وخاصة ولده الاكبر مؤيد الذي أطلق النصير الشهيد إسمه عليه في الانصار وعرف بإسم مؤيد .. والد الشهيد كان مولوداً في عام 1921 أي حينما إستشهد ولحق بإبنه لم يكمل الخامسة والستين من العمر وهو رجل مريض ومتعب له عدد من الاولاد والبنات كان يعمل مساحاً في إحدى دوائر الناصرية والكل يعرفه كشيوعي وإنسان وطني غيور على مصالح شعبه وكان شخصية إجتماعية مرموقة في المدينة ....

أما رفيق الشهيد مناضل أي الشهيد أمين فهو كردي أيزيدي من مواليد قرية باعذرة التابعة لناحية عين سفني قضاء الشيخان مواليد عام 1955 كان خريج كلية العلوم تخرج من جامعة الموصل عام 1979 / 1980 وهو من عائلة وطنية معروفة انتمى للحزب الشيوعي عام 1974 وكان من الناشطين في الحزب وقبلها في اتحاد الطلبة العام إعتقل عام 1978.. التحق النصير الشهيد أمين وإسمه الحقيقي عادل قوال حجي في قوات الانصار يوم 15 كانون الثاني عام 1981 وعمل في مفارز الفوج الاول التابع لقاطع بهدينان وأصبح أمر إحدى الفصائل العسكرية ..كان الشهيد طيباً وخجولاً بالاضافة الى حماسه للعمل وشجاعته وحينما علمنا أنه فقد عضوية الحزب في سنوات سابقة قررت لجنة السرية منحها له مجدداً وهذا كان دافعاً إضافياً لزيادة همته في العمل ..كان شخصية محبوبة ومحترمة من قبل كافة الانصار وهو شهم ومتعاون مع الجميع ويساعد الكل في أداء عملهم يمتاز بنكران الذات والوعي الوطني والطبقي العميق ..وأن إستشهاده وإستشهاد رفيقه مناضل في معركة غير متكافئة هو خسارة فادحة للحزب ولعوائلهما ولكافة أصدقائهما ..المجد للشهيدين الباسلين مناضل عبد العال اي النصير مؤيد والشهيد عادل قوال حجي اي النصير أمين ..

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.