كـتـاب ألموقع
لذكرى عميد المسرح العراقي.. حقي الشبلي// أمير أمين
- المجموعة: أمير أمين
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 27 آذار/مارس 2025 19:38
- كتب بواسطة: أمير أمين
- الزيارات: 748
أمير أمين
لذكرى عميد المسرح العراقي.. حقي الشبلي
أمير أمين
في يوم المسرح العالمي الذي يصادف في السابع والعشرين من شهر آذار من كل عام, لابد لنا أن نستذكر عميد المسرح العراقي الفقيد حقي الشبلي, فمن هو؟ وما هو عمله في مجالي السينما والمسرح..؟ ولد حقي الشبلي في يوم 18 آذار عام 1913 في منطقة الحيدرخانة في بغداد.. وقام بأول دور مسرحي له وهو في سن الثانية عشر ضمن فرقة جورج أبيض, ويعد للشبلي الفضل الاول في تأسيس أول فرقة مسرحية عراقية عام 1927 والتي كانت بإسم (التمثيلية الوطنية) وفي عام 1931 أسس فرقة حملت إسمه ثم أسس قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة وصار رئيساً لقسم المسرح ومدرساً فيه ثم أصبح عميداً للمعهد.. وفي عام 1935 درس المسرح في باريس لمدة اربع سنوات حينما اختارته وزارة المعارف موفداً منها وعاد للعراق عام 1939 وبعد عام أسس قسم للمسرح في معهد الفنون الجميلة بعد أن كان يختص بالموسيقا فقط فصار بذلك معهداً لكافة انواع الفنون حيث جاء الفنان جواد سليم وأسس قسم خاص بالنحت وأسس الفنان فائق حسن قسم الرسم وكان الشبلي يدرّس مادتي التمثيل والاخراج في المعهد.. إختاره جورج أبيض للقيام بدور إبن أوديب ضمن مسرحيته.. الملك أوديب.. التي عرضت على مسرح سينما الوطني في بغداد عام 1927.. في عام 1930 يذكر الفقيد الشبلي أنه بعد أن اكمل المرحلة الثانوية سافر الى القاهرة ودرس في مسرح الازبكية ومسرح يوسف وهبي وقال لما عدت للعراق كان معي بشارة واكيم وقد الفنا أنا وهو فرقة حي الشبلي وزرنا المدن العراقية ومثلنا عدة مسرحيات أمثال ..هاملت ويوليوس قيصر وفتح الاندلس وغيرها ونود الاشارة الى أن زيارته للقاهرة جاءت بطلب منه للممثلة المصرية فاطمة رشدي التي جاءت مع زوجها للعراق والتي رجاها أن تتوسط له عند الملك فيصل الاول لكي يدرس الفن وخاصة المسرح ويتعرف على النهضة الفنية المصرية في جوانب المسرح والسينما وفي غيرها من الفنون ..وافق الملك فيصل الاول وغادر حقي الشبلي بغداد متوجهاً الى القاهرة والتي فيها تعرف على أمير الشعراء أحمد شوقي الذي كان يحضر مشاهدة مسرحية كليوبترا حيث قال له في حينها ..أنني أشتاق الى ان ازور العراق ثم أضاف ..وأزيدك علماً موجهاً كلامه للفقيد الشبلي ..بأني عراقي ومن السليمانية وقد جاء جدي لأبي منها الى القاهرة لذلك أشعر بأني دماً ولحماً من العراق ..!! ثم تعرف الشبلي على الكثير من شعراء وادباء وفناني مصر ومنهم توفيق الحكيم وومحمد تيمور ومحمد عبد الوهاب وزكي مبارك الذي يقول عنه أنه زار معه مراراً الشاعر أحمد شوقي في قصر عابدين وتعرف أيضاً على طه حسين والعقاد والمازني وأحمد رامي والعشرات غيرهم ..وقد قضى في مصر حوالي سنتين كانت مفعمة بالحيوية والنشاط في الوسط الفني والادبي المصري ..وفي العراق كتب الكثير من المسرحيات وأخرج بعضها ومثل في عدد آخر منها , كما انه مثل في مجال السينما وأسس شركة سومر للسينما المحدودة والتي انتجت فلمين صار أول مدير عام لمصلحة السينما والمسرح ثم صار نقيباً للفنانين وفي مجال السينما إشترك في فلم القاهرة بغداد عام 1947 وفلم النهر عام 1977 وغيرها ..وفي عام 1950 عين مديراً لمعهد الفنون الجميلة وبقي حتى عام 1958 ولكن بعد ثورة 14 تموز عام 1958 أقصي الشبلي من جميع مناصبه الرسمية بعد أن حسب على اركان النظام الملكي !!! وسحبت منه جميع اعماله الفنية وصار قيد المراقبة ! لكنه بقي موظفاً وفي عام 1959 تم نقله من معهد الفنون الجميلة الى مفتشية المعارف العامة في وزارة التربية ..! وفي عام 1964 عين مديراً عاماً لمصلحة السينما والمسرح وكان اول مدير لها ..وفي عام 1968 أسس الفرقة القومية للتمثيل ,,وفي عام 1976 أحيل على التقاعد لكنه في نفس السنة إنتخب نقيباً للفنانين حتى وفاته في 20 حزيران عام 1985..عاش الفقيد حقي الشبلي حياة كرسها كلها للفن من مسرح الى سينما وهي بالمجمل تعتبر قصيرة اي 72 عام ولم يتزوج في حياته ولم يدخل المعترك السياسي بل كانت ميوله بشكل عام وطنية ينبض قلبه بحب شعبه العراقي ..وتخليداً لسيرته الفنية الغنية صمم له الفنان العراقي خليل خميس تمثالاً في بغداد بطلب من المسرح الوطني في يوم 12 ديسمبر عام 2012 وهو يستحق تكريماً أكثر من هذا وأن يتم تعريف المجتمع العراقي بنشاطه الفني وخاصة الجيل الحالي وأن تدرّس حياته الفنية ضمن المناهج الدراسية في المراحل المتوسطة للاستفادة منها ..وللفقيد حقي الشبلي مواقف مشرفة في مجال المسرح أتذكر منها ..أننا في نيسان عام 1973 شاركنا في اوبريت كان إسمه ..( جذور الماء ) ضمن النشاط الفني لمحافظة ذي قار في مدينة بغداد والذي نافسنا به عروض محافظات عراقية عدة وقبل العرض شاهدنا بقية العروض وتأكد لنا فوز اوبريتنا بالمرتبة الاولى ولما جاء يوم العرض وظهرت النتائج تبين ان اوبريت ( عودة السندباد ) هو الفائز الاول وكان هذا من عمل محافظة ميسان والذي يرمز بشكل جلي لعودة حزب البعث للسلطة مجدداً عام 1968 ! وكان عملاً هزيلاً ولا يستحق هذه النتيجة ..إعترضنا وكنت أنا وأخي الاصغر جمال من ضمن الممثلين فيه ثم سمعنا أن الممثلين في ذي قار فازوا بالمرتبة الاولى في مجال التمثيل ويستحقون ميداليات ..! لكننا اتفقنا على عدم استلامها وبقينا نصرخ مع الجماهير عبارة ..ذي قار هي الاولى ..وبعد دقائق صعد لخشبة المسرح رجل أشيب وقور ...قام بمصافحتنا ووضمنا الى صدره مع القبلات..وقال بأسف ..أنتو الاولى ..ثم اردف ..الجمهور هو الذي يحكم وأعطاكم الاولوية فلا تحزنوا وأشار بصوت شبه خافت بالقول ..اللجنة التحكيمية فيها عناصر دخيلة وليست لها علاقة بالفن ..فلا تهتموا ..الخ كان هذا الرجل العظيم هو الفنان القدير حقي الشبلي الذي إمتص غضبنا وكان هو أيضاً في حالة غضب وحزن من تدخل الاجهزة القمعية بأمور لا تدخل ضمن اختصاصها أي الفنون ولم نعلم أنه كان حاضراً وشاهد عدد من العروض ..! لكننا عرفنا أن الجائزة الاولى أعطيت للعمارة قبل العرض لكنهم قالوا أمام الجميع ان عمل الناصرية راقي ويستحق ان يكونوا هم في المرتبة الاولى ..! تحية تقدير لعطاء فنان الشعب الفقيد حقي الشبلي الذي تصادف هذه السنة سنة وفاته الاربعين, لذلك على وزارة الثقافة والمعنيين بالفن إحياء حفل استذكاري له وتسمية أحد شوارع بغداد بإسمه ...لا زلت أتذكر ملامحه البهية وهو يواسينا كممثلين جيدين ويشد من ازرنا ..إنه انسان عراقي عظيم ..
المتواجون الان
582 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع