اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أيختفي بعث النظام السابق في داعش أم العكس!// مصطفى محمد غريب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

أيختفي بعث النظام السابق في داعش أم العكس!

مصطفى محمد غريب

                     

إنه استفسار  لكنه جزء من أسئلة كثيرة في مقدمتها

ـ ماذا يفعل الآن حزب البعث العراقي بجزئيه ( الدوري ويونس الأحمد ) ؟ بعدما كان يعلن بين فترة  عن توجهاته ومواقفه وتحالفاته أو تشكيل تحالفات ما بينه وبين منظمات تدعي الإسلام وقسما منها إسلامية متطرفة

ـ أليس هذا السكوت النسبي يجعلنا  ندرك أن هناك أمراً يدبر في الخفاء؟

ـ ولماذا هذا الداعش وهذا التوسع الكبير بوجود كم هائل من الأموال والأسلحة والأعضاء المنتشرين في أكثرية أنحاء العراق تقريباً ؟

ـ ثم ألا يفسر الوضع الحالي نفسه أمام قدرات داعش العسكرية والبشرية  والمالية الهائلة في العراق وسورياً وقتال داعش بالضد من" جبهة النصرة أو الجيش الحر أو الأحزاب الكردية" في سوريا بينما هو في الوقت نفسه يقاتل في العراق بالضد من الجيش والأجهزة الأمنية وحتى تلك التفجيرات الإجرامية ضد المواطنين الأبرياء ؟

لا يخفى على احد بأن الأكثرية من  العراقيين  يكرهون كلمة حزب البعث لا بل القسم الأكبر من شعبنا يقارن هذا الاسم  بحقب سوداء عديدة من تاريخ العراق فانقلاب 8 شباط 1963 الدموي ثم ( 35 ) 17/تموز/1968 من الحكم الدكتاتوري الإرهابي المعادي لأبسط الحريات الخاصة والعامة ولحقوق الإنسان وما شنه من الحروب الداخلية والحروب الخارجية، والأنفال والكيماوي والمقابر الجماعية، والسجون والمعتقلات وتغييب مئات المناضلين من القوى الوطنية والديمقراطية والشيوعية، والحصار الاقتصادي حتى احتلال البلاد ، هذه الحقب التاريخية التي جعلت من العراق طريقاً سهلاً للإرهاب والميليشيات الطائفية، وبسبب السياسة  الدكتاتورية والهيمنة الحزبية جعلت مجرد اسم البعث عبارة عن بعبع لا يستسيغه أكثرية العراقيين ويقف بالضد منه المواطنين وحتى المستفيدين الذين كانوا أو مازالوا معه يترددون في  التأييد.. وهذه المعادلة أدركها من يقودون البعث الصدامي الذي ورث عقلية  الإرهاب والقسر وعدم الاعتراف بالأخر إلا ضمن هيمنته الأيدلوجية والفكرية ، كما أدركوا أن خوضهم الصراع لإعادة مكانتهم على الأقل الجغرافية لن تكون تحت يافطتهم وشعاراتهم بل بواسطة المنظمات والأحزاب الإسلامية المتشددة وحتى التعاون مع منظمة القاعدة، فاستطاعوا برهة من الزمن بالادعاء حول تحرير العراق من الاحتلال خلق تحالفات وقتية مع تلك القوى ولكن سرعان ما بدا الانحسار عنهم ولم يستطيعوا الهيمنة على تنظيمات القاعدة التي كانت تعاديهم سراً وجهراً، ثم أدركوا بان المال العام الذي استحوذوا عليه خلال (35) عاماً هو العصا السحرية الذي سوف يمكنهم من تحقيق نظرية صدام حسين حول حصة ( 5% ) كولبنكيان النفطية  وقد ذكرها صدام في أحدى اجتماعات الكادر في المجلس الوطني  حيث قال بما معناه" يجب أن تكون للحزب لأنها سوف تعيدنا للسلطة إذا خسرناها " لأنه كان يتصور إذا ما حدث انقلاب عسكري ضدهم فسوف يشترون البعض من الضباط لانقلاب مضاد، لكن كما يقال في البيت الشعري "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن "فلا انقلاب حدث بل الذي حدث هو احتلال العراق وتشرذم قيادة البعث الصدامي والقي القبض على القادة المهمين وعلى رأسهم  الدكتاتور صدام حسين حيث تم إعدامه فلم يتحقق حلمه بالمال إلا أن ذلك الحلم إي المال أصبح بيد من تم اختياره مسبقاً وأصبح قيد التنفيذ بعدما تنوعت الطرق، وصرف على الكثير ممن لديهم دراية بالعمليات الإرهابية من تفجيرات واغتيالات وملاحقات وشراء ذمم، هذا الجهد المالي والميداني التنظيمي والعسكري والسياسي تنوعت قابليته في ظروف ضياع السلطة وأصبح أمام أمور عديدة منها

ـ أما يستسلم ويتم حل الحزب وبالتالي  ينتهي إلى الأبد .

ـ أو يدخل العملية السياسية بعد تخلصه من أثم الماضي ونقده وتخليه عن الاسم

ـ أو الاستمرار عن طريق الإرهاب والفتنة والتغلغل في التنظيمات الإسلامية في كلا الطرفيين، أو حتى تلك التي اشتركت في العملية السياسية مع تبديل طفيف في الخطابات والتوجهات التي كان البعض منها يضمر السوء للعملية السياسية، واستطاع الحزب تحقيق نوع من النجاح  وباعتقادنا حتى انه أوصل البعض من مؤيديه ومريديه إلى البرلمان لكن ذلك سرعان ما عدل خططه نحو تغيير تكتيكاته باتجاه حرب الشوارع واحتلال المدن وقد خطط لهذا الأمر منذ ( 3 ) سنوات تقريباً وبخاصة بعد استغلال السياسة المتردية لدولة ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء نوري المالكي، وكان أفضل مكان للتعاون هو الدولة الإسلامية في العراق التي انسلخت تدريجياً من القاعدة وأصبحت كياناً مستقلاً عنها مما أدى إلى ظهور الظواهري زعيم القاعدة والإعلان بأنها ليست من القاعدة وبخاصة بعد إعلانها ضم سوريا تحت اسم " الدولة الإسلامية في العراق والشام " وهذا الطلاق بين هذه المنظمة والقاعدة أدى إلى الكثير من الاشتباكات المسلحة مع جبهة النصرة السورية التابعة لتنظيم القاعدة حسب اعتراف الظواهري،  وأتضح بشكل جلي امتداد هذا التنظيم ليصبح في أكثرية مناطق العراق والشام ماعدا الإقليم في العراق والمناطق التي تحت سيطرة الأحزاب الكردية في سوريا، ويوماً بعد آخر توضح أكثر مدى التعاون بين حزب البعث الصدامي وبين الجمهورية الإسلامية في العراق والشام "داعش" وان قيادة حزب البعث الصدامي بعدما أدركت أن اسم البعث أصبح غير قابل للرواج وهو مكروه من أوساط واسعة ولا سيما في الجنوب والوسط والإقليم فبدأ نشاطه المسلح تحت يافطة الدولة الإسلامية في العراق والشام، وإلا كيف يصدق المرء انتشار هذه المنظمة تنظيمياً وعسكرياً بهذا الشكل، ثم هذا التوسع في سوريا وتهديدات لدول أخرى من بينها لبنان؟ ومن أين تأتي هذه الأموال الهائلة والسلاح الذي يضاهي سلاح الجيش العراقي الحالي إذا لم يكن أفضل منه؟ وهذا التدريب الذي يدل على خبرات عسكرية وقيادية لطالما يذكرنا بتنظيم ضباط الجيش العراقي الموالين للنظام السابق الذي أعلن عن نفسه أكثر من مرة؟ هذه الإمكانيات الكبيرة المادية والعسكرية لا يمكن أن يملكها تنظيم نشأ خلال سنين قليلة، وهو يتطابق مع تصريح رئيس مؤتمر صحوة العراق الشيخ أبو ريشة "عناصر داعش مدربون بشكل جيد ومسلحون بشكل يضاهي الأسلحة التي يمتلكها الجيش العراقي". كما أضاف أبو ريشة وهو دليل على انتشار التنظيم وقدمه وإمكانياته في العمل السري أيضاً "عناصر داعش ينقلون شرّهم من محافظة إلى أخرى لإذكاء الفتنة وتوليد الكراهية بين مكونات الشعب العراقي" وكما نشاهد ونسمع ومنذ اندلاع القتال في الانبار والفلوجة أن هذا التنظيم قد نال بأعماله الإجرامية أكثرية المرافق في البلاد، وأصبح اسمه مرادفاً لأكثرية التفجيرات والاغتيالات واحتلال البعض من القصبات وقطع الطرق وتفجير الجسور، وأصبح اسمه متداولاً ليس على النطاق المحلي بل الإقليمي والعالمي، كما نجد أن القتال الشرس الذي يخوضه الجيش العراقي والقوى الأمنية دليل على ما ذكرناه من إثباتات مادية أن الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" لديه إضافة للتنظيم العسكري تنظيم مدني في المدن  واستخباراتي متغلغل حتى في أجهزة الدولة الأمنية وغير الأمنية، وهو في قتاله المكشوف والعلني كبد القوى الأمنية العراقية خسائر غير قليلة، وبهذا الصدد نشرت صحيفة الصباح الجديدة عما يؤكد على تلك الخسائر في الانبار فقد ذكرت بالحرف الواحد  إن "القوات الأمنية في المحافظة تعرضت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، جراء المعارك غرب البلاد".  وأن عدد القتلى" في صفوف القوات العراقية بلغ نحو 1850 عنصراً، إلى جانب أكثر من 5 ألاف جريح". كما فقد الجيش العراقي حوالي ( 128 ) عجلة همر و ( 2) دبابة و ( 7 ) مدرعات و (2 ) طائرة وحسب حديث احد المصادر للمدى بريس إن "تنظيم (داعش) في الانبار وخلال الاشتباكات والهجمات التي نفذها ضد المقرات العسكرية تمكن من الاستيلاء على أكثر من ( 40 )عجلة للجيش والشرطة"، موضحا أن "من هذه العجلات ثلاث دبابات وأربع مدرعات وعدد من الهمرات التي نخشى أن يتم تفخيخها واستهداف المدنيين والقوات الأمنية". ولقد زجت الحكومة العراقية في القتال حوالي ( 32 ) ألف عنصر منهم ( 28 ) ألف مجهز للقتال وتم توزيعهم على ( 4 ) فرق عسكرية، وحسب هذه المصادر فإن تنظيم داعش  يستقر في منطقة النعيمية التي تبعد نحو ( 57 ) كيلو متر عن بغداد ويسيطر على نحو ( 40 ) من مناطق العمليات العسكرية التي يخوضها بالضد من الجيش العراقي، وقد ذكرت بعض التقارير ووسائل الإعلام  أنه في يوم الجمعة فقط 28/3/2014 قتل نحو ( 44 ) ضابطاً وجندياً في مصادمات واشتباكات مع مسلحين جنوب الفلوجة.

إذن كيف يمكن أن يفسر هذا الامتداد وهذه الأعداد البشرية المقاتلة والمدربة أحسن التدريب والتي تعتمد خططاً عسكرية متطورة وهذا ما نشاهده على ارض الواقع في الانبار والفلوجة وديالى والموصل وأماكن أخرى فضلاً عن التفجيرات والاغتيالات إذا لم يكن هناك إمداد داخلي من خلال الكوادر العسكرية للنظام السابق ومساندة تنظيمات مدنية  لديها معرفة وإطلاع بأوضاع المناطق الجغرافية ودراية بالأوضاع الاجتماعية والأمنية وطرق لجباية المال بأي وسيلة كانت لأخذ الاتوات من التجار والأطباء واخذ أموال الفدية عن طريق خطف المواطنين بما فيهم الأطفال والمراهقين والنساء ولا سيما من لديهم إمكانيات مالية وهؤلاء يشخصون من قبل هذه التنظيمات الموجودة في المدن والقصبات المكلفة بهذه الأعمال، مع وجود مكاتب صيرفة وتحويل الأموال يتعاونون بتوجيهات مع الجماعات الإرهابية، وهذه الحقيقة كشفتها الأجهزة الأمنية في محافظة نينوى، فهل يستطيع التونسي أو السعودي أو اليمني أو الجزائري أو غيرهم ممن يلتحقون بداعش أو غير داعش من المنظمات الإرهابية بحجة الجهاد الكاذب أن يعرفوا  دقائق الأمور في المجتمع العراقي أو لهم معرفة بارتباطات مكونات الشعب العراقي ومعرفة أحوالهم المادية والمعيشية والسكنية؟

الجواب وبكل بساطة ـ لا ثم لا..  لأن الذي يرى حتى بالعين المجردة سوف يقول أن هناك تنظيماً ليس بالجديد عن الواقع العراقي ولا غريب عنه لديه تجربة طويلة  وإمكانيات متنوعة للمساندة والتعاون لكي يشارك فعلياً بالتخطيط والتنفيذ معاً ولا يوجد مثل هكذا تنظيم ما عدا تنظيمات حزب البعث الصدامي بما يملكه من خبرة بشرية وعسكرية ومالية هائلة سرقت من أموال الشعب على امتداد ( 35 ) عاماً.

 

ان النشاط العسكري المميز للدولة الإسلامية (لداعش) في العراق الذي تشهده العديد من المحافظات إضافة إلى النشاط العسكري في سوريا يدلنا إلى تشخيص واحد بان هذا التنظيم لم يكن وليد سنين عدة بل انه عبارة عن تنظيم مارس عمله كقائد للدولة العراقية بعد انقلاب 17 تموز عام 1968 حتى سقوطها في 2003 فخرج منها وهو يحمل أموالا لا تحصى وخلال سنين ما بعد الاحتلال مارس هذا التنظيم عملية إعادة هيكليته التي تشرذمت وسعى عن طريق الترغيب والترهيب  لإعادة عمله وقدراته على التمويه وعلى الرغم من محاولاته في تأسيس تحالفات وجبهات أعلن عنها في العديد من المرات الا انه بقى يحاول استغلال عناوين  وأسماء بعيدة عن الاسم الحقيقي وهو "  اسم البعث " حتى تسنى له ممارسة الدور المميز في تنظيم  "داعش " على أساس انه تنظيم متطرف يقوم بمعاقبة المواطنين الذين لا يبايعونه بحجة الشريعة والإسلام وبهذا ينأى عنه شكلاً لكنه يعتبر احد الممولين الرئيسين له بتداخل غريب في النشاطات العسكرية التي يمارس فيها البعض من قيادة جيش النظام من الضباط دوراً عسكريا ووضع خطط عسكرية تدل على التجربة والمعرفة العسكرية.   

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.